أطلقت المصممة رندا سلمون مؤخرا مجموعة خاصة بالشهر الفضيل امتازت قطعه بالقصات الواسعة والبسيطة. واعتمدت سلمون على الدراويش لتستوحي منهم تصاميمها بعد أن أدخلت عليها لمسة عصرية جعلتها تصلح للارتداء اليومي وحتى في المناسبات. وراعت سلمون في المجموعة مبادئ الأناقة وخطوط الموضة وطوعتها لتنسجم مع المفهوم الإثني لمجموعتها التي أرادتها عصرية وتقليدية في آن واحد.
بيروت (رنا سرحان) - بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك، وبأسلوب تضمن الحفاظ على روحية التراث، بالتزامن مع إدخال عنصريّ الحيوية والعصرية إلى الأثواب، وجدت المصممة رندا سلمون نفسها ترسم بيدها عنواناً للخط الجديد الذي أطلقت عليه Ethnic To wear، حيث تخطّت جميع المفاهيم التقليدية المتعارف عليها لتصميم الأثواب المعروفة كزي أساسي في الشرق، وجعلتها أكثر عصرية، بعد إدخال روح جديدة إليها، تمثلت بالقصة الديناميكية والتطريز الفني الناعم من غير الخوض في لغة الاكسسوارات الشائعة.
سيدة من الشرق
تقول سلمون لـ”الاتحاد”: “امرأة عربية بلوك عصري هي سيدة من الشرق أردتها في هذا الموسم واثقة، وقدمت هذا الخط الذي ظهر في مجموعة عصرية بالتزامن مع موسم رمضان الحالي، وسيكون موعداً ثابتاً لإطلاق تصاميم فريدة من تلك الأثواب تراعي مبادئ الأناقة العالية، مرتين في السنة، سأقدمها في عاصمة الأناقة باريس، بدءاً من الخريف المقبل”.
واللافت في هذا الخط، أن الزي التقليدي تحول إلى زي عصري، مريح، ينسجم مع تطلعات المرأة الراقية المنفتحة على توجهات العصر.
سلمون اعتمدت في مجموعتها على القصات الفضفاضة أساساً، مستوحية من أناقة الشرق المتمثلة بأزياء الدراويش مدى للتصاميم، فاتسمت جميعها بالانشراح بعد إدخال الدائرة الممتدة إلى جميع التصميم، باستخدام كمية كبيرة من القماش تتيح له التحرك بحرية في منطقة الرقبة والأكمام، وفي أسفل الأثواب بدءاً من منطقة الخصر، حيث تزداد اتساعاً، وهو أسلوب جديد في تصميم يراعي ميراث الصوفيين في الحقبة التركية، وقواعد الأناقة الحديثة والتصميم العصري.
وازدادت التصاميم سحراً بقصاتها المتنوعة التي ظهرت بقطعتين أو ثلاث في بعض القطع، تنسجم مع الموروث الجمالي للشرق. وبدت الأثواب بموديلات مختلفة، كل منها ينطلق من توجه فني متميز، يضفي على إطلالة المرأة في جميع المناسبات أناقة لافتة بروح الشرق.
منحت سلمون أحجاماً من القماش إلى الأثواب لتشبعها ولتعطي مدى وانسيابية إلى الثوب، وليظهر التصميم من منطقة الصدر وصولاً إلى القدمين، باستثناء ثوبين فاتنين برزا بعقد “بروش” في منطقة الخصر، وبديا مميزين بوقعهما الساحر.
أقمشة حساسة
تتفاوت الانطباعات التي غزلتها سلمون بالقصات العصرية، بحسب نوع القماش المستخدم، وعن أن الأقمشة التي استخدمتها في هذه المجموعة تختلف عن أقمشة الهوت كوتور، تقول سلمون “استخدمت في مجموعة التصاميم العصرية أقمشة حساسة وهدلة وانسيابية، مثل قماش الشيفون مع الساتان، بعد إضافة التطريز إلى الشيفون في بعض القطع، كما استخدمت القطن، وقماش الجاكارت والبوكارت، وهي أقمشة تراعي تحركات المرأة في إطلالاتها المختلفة، وتزيدها أناقة من وحي الشرق وفن التصميم العصري الحديث. بالطبع هناك أقمشة تمّ استخدامها بشكل اكبر من فساتين السهرة، لكن اليوم الأقمشة تتداخل بحسب التصاميم وهناك الكثير من المشتركات بين أقمشة الكوتور والعباءات”.
وعن الألوان التي جاءت بألوان المجموعة الموحدة بانطباعاتها الهادئة، أضفت رونقاً خاصاً على التصاميم، وتطلبت جهداً استثنائياً لإبراز أوجه الفن في كل ثوب، تقول سلمون “اللون الأبيض وتدرجاته المستمدة من ألوان القمر، يعتبر أساس البناء العام للتصاميم. ويأتي البيج في مقدمة الألوان المستخدمة بعد الأبيض، بينما يأتي الأبيض السكري والرمادي المتماوج في مرتبة ثانية، منسجمة مع الأولى من حيث الترابط الفني بين المجموعة اللونية. ويحافظ كل لون على وقعه الخاص، عبر التطريز الذي جاء متداخلاً في جسم القماش نفسه، غير مفصول عنه، ويعطي انطباعاً أخاذاً”.
واختارت سلمون منقوشات ومطرزات فنية تراعي الامتداد الفني للزي، بعد إضافة بصمة عصرية إليه لترسم خطاً خاصاً بها، لم يقتصر به التطريز على الحبكة في القماش، بل بدت الأثواب لوحات فنية عبر تطريز خاص مقصّب بألوان براقة احتل المنطقة العلوية منها بطريقة راقية وهادئة، في تأكيد على التوجه الرامي إلى الحفاظ على روح الشرق في خطها الجديد “Ethnic To wear”.
عدد اليوم
