الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بهاء الدين إبراهيم: نجوت بأعجوبة من مغامرة الشيخ الشعراوي

بهاء الدين إبراهيم: نجوت بأعجوبة من مغامرة الشيخ الشعراوي
10 أكتوبر 2006 22:13
سعيد ياسين: اتجه الدكتور بهاء الدين إبراهيم لكتابة الدراما الدينية بعد أن تجاوز سن الستين•• حيث عاش حالة روحانية، انعكست على أعماله التي بدأها بمسلسل ''أبي حنيفة النعمان''، الذي ظهر للنور عام ،1994 وكان بمثابة الشرارة التي غيرت التركيبة الصعبة واللغة المقعرة وحالة السرد التي كانت غالبة على الدراما الدينية• وشكل الكاتب الدكتور بهاء الدين إبراهيم مع المخرج الراحل حسام الدين مصطفى ثنائياً، أثمر ثلاثة أعمال غيرت مجرى الدراما الدينية وفتحت الآفاق للآخرين، وهي ''أبوحنيفة'' و''عصر الأئمة'' و''ابن حزم''، وقدم بعد ذلك ''الفتح المبين'' عن حياة عقبة بن نافع، ثم كانت رائعته ''إمام الدعاة''• وهو مع الإنتاج العربي المشترك لهذه الأعمال، خاصة بعد التطور الذي شهدته وموافقة الأزهر على ظهور شخصيات لم يكن مسموحاً بها من قبل• العمل الأول ü كيف بدأت كتابة الأعمال الدينية؟ üüبعد أن انتهت خدمتي كمساعد أول لوزير الداخلية المصري عند سن الستين، ألحت عليّ ابنتي وزوجتي أن أكتب عملاً دينياً أثاب به وآخذ منه نصيباً في الدنيا والآخرة•• واشترت ابنتي كل الكتب التي تتحدث عن الإمام أبي حنيفة النعمان، واقترحت أن يكون هو موضوع أول عمل ديني أكتبه بعد سلسلة من الأعمال العاطفية والإنسانية التي قدمتها•• وعندما بدأت الإعداد لهذا العمل، رأيت أنه يستلزم قراءات دينية واسعة عن الموضوع وما حوله، فارتحت لهذا الاتجاه، ووجدت لدي من الوقت والجهد ما يسمح لي بالتصدي للأعمال الدينية، فبدأت بكتابة مسلسل ''أبي حنيفة النعمان''، وعندما قدمته لقطاع الانتاج باتحاد الإذاعة والتليفزيون تردد الكثير من المخرجين في اخراجه، بما في ذلك حسام الدين مصطفى الذي قال لي إن زوجته شجعته على اخراج العمل، بعد أن قالت له أن المصريين يتزوجون على مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان، ومن الواجب أن يعرف الجميع هذا الإمام الذي يدخل بفقهه مختلف جوانب حياتنا، وهكذا ظهر أول عمل ديني لي عام •1994 بداية موفقة üهل بدايتك مع ''أبي حنيفة'' كانت موفقة؟ üüأبو حنيفة يبدو في الصورة أكثر من غيره، لأنه صاحب المذهب المعمول به في أمور الزواج بمصر، ومن خلاله تتحدد الكثير من العلاقات الاجتماعية والمعاملات اليومية، فضلاً عن أنه عاش عصرين في أواخر الدولة الأموية وأوائل الدولة العباسية، فكانت هناك مساحة عريضة تمكن الكاتب من تقديم العمل• ü قدمت مسلسل ''عصر الأئمة'' ولم تفكر في كتابة مسلسل عن كل إمام على حدة؟ üü كان في ذهني ان أقدم كل إمام في مسلسل منفرد، وعندما تصديت للكتابة عن الأئمة الثلاثة -مالك والشافعي وابن حنبل- وجدت ترابطاً وثيقاً بينهم، فالإمام مالك كان أستاذاً مباشراً للشافعي الذي كان بدوره أستاذاً مباشراً لابن حنبل، ولو أخذت كل إمام في مسلسل خاص به، لكررت كثيراً من المواقف والأحداث في هذه المسلسلات، والفترة الزمنية التي عاشها هؤلاء الأئمة كانت متقاربة• üما الصعوبات التي واجهتك عند الكتابة عن الأئمة؟ üüأهم الصعوبات كانت كيفية تقديم فقه كل واحد منهم بصورة ميسرة يفهمها المشاهد، لأن الفقه صعب، وإذا استطاع المؤلف أن يفهمه فكيف ينقله إلى المشاهدين بصورة تمكنهم من فهمه؟ وهناك أيضاً مشكلة في الأعمال الدينية وهي الجانب النسائي، فإذا كانت لدينا مئات الكُتب عن أبي حنيفة وغيره من الفقهاء، تشرح حياتهم وعلمهم وسلوكهم، فليس لدينا من هذه المئات صفحة أو اثنتان عن زوجاتهم وبناتهم وحياتهم الأسرية• وفي الوقت الذي يسقط أو يستبعد كُتاب التاريخ من مراجعهم المرأة من حياة هؤلاء الأئمة، لا يستطيع المسلسل أن يستبعدهن، ويجب على المؤلف أن يلتقط الإشارات القليلة عن زوجات وبنات الأئمة، ليصنع منها خطوطاً تساير حركة الأحداث على امتداد المسلسل، وهذا الابتكار أو الخلق في الشخصيات النسائية ليس مطلقاً، ولكنه مقيد بحركة العصر نفسه وطبيعة العلاقات الاجتماعية فيه، ومفاهيم الإمام وسلوكياته، ومن خلال كل ذلك تظهر الشخصية النسائية أقرب ما تكون إلى الواقع• مخاطرة الشعراوي üما دوافعك لكتابة مسلسل ''إمام الدعاة'' الشعراوي؟ üü طلب مني الفنان حسن يوسف كتابة مسلسل عن الشيخ الشعراوي فرحبت بالفكرة، لأن الشعراوي إمام جليل له جماهيرية عريضة، والناس متشوقون لمعرفة كل شيء عنه، وتلك ميزة للكاتب ولكن لها مخاطرها أيضاً، فإذا كان الناس المتعلقون بالشعراوي يودون رؤية مسلسل عنه، فإنهم لن يغفروا أو يتسامحوا لو جاء المسلسل دون ما يطلبون، ومن هنا كانت كتابة مسلسل عن الشعراوي مخاطرة، يرتفع بها الكاتب أو يسقط وقد بدأت بقراءة تفسيرات الشعراوي لكتاب الله والاستماع إليها في التليفزيون، ولكن ذلك ليس المطلوب، بل المطلوب حياته الخاصة وأسلوبه في العمل والتعامل• والتقيت وابنه الشيخ عبدالرحيم، لمدد تزيد على 20 ساعة في اليوم وكان يحدثني عن والده في البيت وفي الوظائف التي شغلها والبلاد التي سافر إليها، وقرأت نحو ثمانية كتب عن حياته، واستمعت للعديد من مرافقيه، وكان يحكي كل واحد منهم عن جانب من جوانبه، وجمعت هذه المادة العلمية وجعلت منها موضوع المسلسل• ü هل هناك فرق بين الكتابة عن إمام لا يعرفه الناس وآخر يعرفونه؟ üüالأصل ألا تكون هناك فروق، فالشخصية لا تتغير بالزمن وتبقى وتقدم كما هي في مختلف العصور والأزمنة، ولكن الكتابة عن شخصية معاصرة تستلزم مراعاة الورثة والأهل الذين يريدون تنزيهها من كل عيب، ويرفضون أي مساس بها ويتحكمون في سير أحداث العمل الدرامي، كما أن الجماهير التي عرفت الشخصية العامة وعايشتها تريد لها الصورة التي انطبعت في أذهانها، ومن الصعب أن نوجه انتقادات موضوعية لهذه الشخصية الجماهيرية، وقد لامني البعض في مسلسل ''الشعراوي'' لأنني قدسته أكثر مما يجب، ولامني البعض الآخر لأنني رصدت بعض الأخطاء كموقفه مثلاً من قضية توظيف الأموال أو نقل الأعضاء، ولكنني بوجه عام أبرزت إيجابياته بعمق ولمست سلبياته برفق لأنني أقدم قدوة للأجيال• üهل يفقد العمل الديني مصداقيته إذا كان البطل ممن يؤدون أدوارا تافهة؟ *üنعم، إذا كانت اعماله المختلفة متقاربة في العرض، وينبغي أن تكون هناك ضوابط لاختيار ممثلي الشخصيات الدينية، بحيث تكون الشخصية معروفة بالصلاح والتقوى، وربما كان ذلك من أسباب نجاح الفنان حسن يوسف في مسلسل ''الشيخ الشعراوي''، وإذا كانت الشخصية نسائية يجب أن يكون معروفاً عمن تؤديها الالتزام الخلقي، حتى يقتنع المشاهد بما يراه، أما أن تؤدي راقصة دور صحابية أو زوجة صحابي فلن تقنع أحداً مهما كان صدق أدائها•
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©