الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صائـمون•• والله أعلم

10 أكتوبر 2006 22:18
الــكــذب سامي أبوالعز: الصوم مشقة على البعض، ومتعة مغلفة بالروحانية لحب الله لدى البعض الأخر••لكنه بكل الأحوال فريضة واجبة النفاذ تسقط عن البعض بشروط حددتها الشريعة الإسلامية وفق ضوابط تلزم بالإعادة في بعضها والكفارة في البعض الآخر•• عموما فقد وضعت الشريعة السمحاء أطرا وقوالب إسلامية لا يصح الصوم إلا بداخلها فإن فهناك أفعالا وأقوالا لو ارتكبها الصائم فإنه يندرج تحت حديث المصطفى(صلى الله عليه وسلم ) ''رب صائم ليس له من صيامه سوى الجوع والعطش''• وحتى لا يكون صومنا -لاقدر الله-، ضمن صنف من هؤلاء فإننا نقدم صورا لتلك الصفات السلبية التي تفرغ جدوى الصوم من معناه الحقيقي فليس الصوم إمساكا عن الطعام والشراب فقط •• لكنه ابتعاد عن سلبيات كثيرة وزجرا لنواهي حرمها الدين وآثم مرتكبيها في كل الأوقات ومن بينها الشهر الفضيل• الكذب بعث النبي (صلى الله عليه وسلم) ليتمم مكارم الأخلاق بل إنه حصر بعثته في هذه المهمة حيث قال ''إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق''، ومن أمهات مكارم الأخلاق التي بعث النبي المصطفى لتتميمها الصدق، ونقيض الصدق الكذب الذي بين المولى عز وجل في كتابه أنه ليس من صفات المؤمنين• قال تعالى:، ''إنما يفترى الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون''- النحل الآية 105- وقال الرسول(صلى الله عليه وسلم):، ''يُطبع المؤمن على كُل خُلق ليس الخيانة والكذب'' فالأصل في المؤمن أن يكون صادقا لا يكذب، أمينا لا يخون، وأن يكون متأسيا في ذلك برسول الله -صلى الله عليه وسلم، الصادق الأمين الذي لم يتهم قط بالكذب مصداقا لقوله تعالى ''فإنهُم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدُون'' -الأنعام الآية 33-• وعن عائشة رضي الله عنها قالت''ماكان خُلق أبغض إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من الكذب، ولقد كان الرجل يُحدث عند النبي (صلى الله عليه وسلم) بالكذبة فما يزال في نفسه حتى يعلم أن قد أحدث منها توبة''• ويكفي الكذب سوءا أنه يحول بين المسلم وبين كمال الإيمان، فعن صفوان بن سليم قال:، قيل يا رسول الله أيكون المؤمن جبانا؟ قال نعم، قيل له:، أيكون المؤمن بخيلا؟ قال: نعم، قيل له: أيكون المؤمن كذابا؟ قال:، لا'' ومن الكذب الذي شدد الإسلام في التحذير منه الأيمانُ الكاذبة في بيع السلعة، فعن أبي ذر -رضي الله عنه، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: ثلاثةُ لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم''• قال: فقالها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثلاث مرات، فقال أبو ذر: خابُوا وخسرُوا، من هم يا رسول الله؟ قال: المُسبلُ إزارهُ والمنانُ والمُنفقُ سلعتهُ بالحلف الكاذب'' والويل كل الويل لمن يتفنن في الكذب لإضحاك الناس ونيل إعجابهم، فعن معاوية بن حيدة قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول ''ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب، ويل له، ويل له''• وأجاز الإسلام الكذب في مواضيع معينة لا يترتب عليها أكل حقوق، ولا سفك دماء، ولا طعن في أعراض، وهذه المواضيع هي: الحرب، والإصلاح بين المتخاصمين، وكذب الزوج على زوجته والعكس لأجل المودة وعدم الشقاق، فعن أسماء بنت يزيد قالت :، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):، لا يحل الكذب إلا في ثلاث: يحدث الرجل امرأته ليرضيها، والكذب في الحرب، والكذب ليصلح بين الناس''• ولنا أن نوضح أن الكذب له ثمارا خبيثة، وعواقب وخيمة في الدنيا والآخرة••• أما في الدنيا فإنه ينقص الرزق فعن حكيم بن حزام قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ''البيعان بالخيار ما لم يتفرقا فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعيهما وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعيهما'' ومن آثار وعواقب الكذب في الآخرة أنه يجرُ إلى النار مصداقا لقوله (صلى الله عليه وسلم): ''إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا''• وأخيرا فهذا جزء بسيط من كثير عن صفة جرمها الإسلام وارتكابها في الشهر الفضيل ينقص من طيب الصوم وإدمانها يجعل صاحبها لا يجني من الصوم سوى اسمه والله اعلم•
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©