الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

منتخبنا الأقل أخطاءً والأكثر انضباطاً داخل الملعب

منتخبنا الأقل أخطاءً والأكثر انضباطاً داخل الملعب
3 أغسطس 2012
منير رحومة (دبي) - على الرغم من خروجه المبكر من الدور الأول لدورة الألعاب الأولمبية في لندن، وعدم تذوقه طعم الفوز في المباريات الثلاث التي لعبها، فإن “منتخب الأمل” للكرة الإماراتية، حصد “ميدالية” إعجاب الجماهير وتقدير المتابعين للأولمبياد، لما قدمه من مستوى مشرف في أول ظهور للكرة الإماراتية في هذا الحدث العالمي الكبير، والعروض القوي التي أوقف بها أقوى المنتخبات المدججة بالنجوم المشهورين، والكرة الجميلة التي أمتع بها كل من تابع مبارياته داخل الملعب أو عبر شاشة التلفزيون. وخرجت مواهب الكرة الإماراتية من الأولمبياد مرفوعة الرأس، وتحت وقع تصفيق الجماهير اعترافاً بقدرات لاعبينا وتشجيعاً لهذه المواهب، حتى تواصل مشوارها الناجح والعمل على تسجيل حضور أقوى في تظاهرات عالمية قادمة. وبعيداً عن كلمات الإشادة والمديح التي تلقاها لاعبونا سواء داخل الملعب أو خارجه بخصوص العروض الفنية التي قدموها بالأولمبياد، رصد الاتحاد الدولي للكرة، بعد ختام الدور الأول من مسابقة الكرة بالأولمبياد العديد من الإحصائيات التي تقيّم مشاركة المنتخبات، لتبرز العديد من النقاط الإيجابية في سجل منتخبنا الأولمبي التي يجب العمل على تعزيزها في المرحلة المقبلة وتطويرها، بالإضافة إلى بعض النقائص التي تحتاج بدورها إلى عمل أكبر للتغلب عليها خاصة أن هذا الجيل الواعد من اللاعبين مقبل على مرحلة جديدة بصعود جل اللاعبين إلى المنتخب الأول وتسلمهم رسمياً مشعل قيادة “الأبيض” في السنوات المقبلة. وتأكيداً للأسلوب الفني الراقي الذي لعب به منتخبنا والموهبة الكروية العالية التي تميز لاعبينا واللعب الجميل الذي يطبع أداء الأولمبي في مختلف مبارياته مهما كانت الضغوطات، جاء منتخبنا الأولمبي في المركز الأول لترتيب المنتخبات المشاركة بالأولمبياد الأقل ارتكاباً للأخطاء خلال الجولات الثلاث بـ29 خطأ فقط مقابل ارتكاب منتخبات مثل السنغال 47 خطأ واليابان 44 خطأ، كما أن سجل لاعبينا في اللعب النظيف جاء متميزاً بحصول أربعة لاعبين فقط على إنذارات، بينما حصلت منتخبات مثل إسبانيا وهندوراس على 11 إنذاراً، وأوروجواي وسويسرا على 8 إنذارات. وتعتبر هذه المؤشرات الإيجابية أرضية مواتية لمواصلة دعم اللعب الجميل داخل المنتخب والحفاظ على الانضباط الموجود لما له من أثر كبير في زيادة نجاح اللاعبين في الالتزام بالخطط والواجبات وتطبيق تعليمات الجهاز الفني. ويذكر أن منتخبنا قدم لمسات فنية راقية ولم ترهبه الجماهير الغفيرة التي تابعت مبارياته، ولا نجومية اللاعبين في المنتخبات الأخرى ولا خبرة وتجربة المنافسين المتعودين على هذه الأحداث الكروية الكبرى، واستمتع لاعبونا داخل ارضية باللعب، وأثبتوا أن موهبتهم تؤهلهم لمقارعة أعتى المنتخبات الكبرى. أضعف خط دفاع على الرغم من الإيجابيات الكثيرة التي تحققت فإن بعض الأرقام تشير إلى النقاط التي يجب العمل عليها من أجل تصحيحها في المرحلة المقبلة، مثل إنهاء منتخبنا الأولمبي مشاركته في أولمبياد لندن كأضعف خط دفاع بعد أن دخل مرماه أكبر عدد من الأهداف بين مختلف المنتخبات المشاركة رفقة منتخب بيلاروسيا بستة أهداف في رصيد على كل منهما. وتأثرت نتائج منتخبنا بشكل كبير بأخطاء الخط الخلفي والتي كانت قاسية جداً وتسببت في تغيير النتيجة خلال أكثر من لقاء وانقلاب الوضع إلى خسارة أو تعادل، وجاءت أغلب أهداف المنافسين في الفترة الثانية من اللقاء، حيث تلقى مرمى المنتخب الأولمبي هدفاً أمام أوروجواي في الدقيقة 56 وهدفين أمام بريطانيا في الدقيقتين 73 و76 وهدفاً أمام السنغال في الدقيقة 49، ودفع لاعبونا فاتورة الأخطاء الفردية غالياً أمام نخبة من المهاجمين أصحاب الخبرة العالمية الذين لا يضيعون الفرص في مثل هذه الأحداث الكبرى. أما على مستوى الهجوم جاء منتخبنا في وسط ترتيب المنتخبات المشاركة بتسجيل ثلاثة أهداف خلال المباريات الثلاثة التي لعبها بمعدل هدف في كل لقاء، والغريب في هذه المشاركة أن أغلب أهداف منتخبنا الأولمبي جاءت في الشوط الأول، الأمر الذي يفسر الصعوبات الكبيرة التي واجهها لاعبونا في فرض المستوى نفسه على مدار الشوطين، وغياب الحلول التي تساعد على الارتقاء بالأداء في الأوقات المهمة من المباراة. وأضاع منتخبنا الكثير من الفرص الهجومية المواتية للتسجيل وعاقب نفسه بنفسه لأن مثل هذه البطولات العالمية لا تضيع فيها أنصاف الفرص، نظراً لقوة المنتخبات المشاركة وأهمية الرهان. التسديدات والركنيات لم يستفد منتخبنا خلال مبارياته الثلاث التي لعبها من الركنيات، وحصل على أقل عدد من الركنيات في الدور الأول بـ11 ركنية فقط مقابل حصول أغلب المنتخبات الأخرى على أكثر من 18 ركنية، وهو ما يفسر عدم استغلال لاعبينا للكرات الثابتة للتنويع في هجماتهم على مرمى المنافسين. كما لم يستعمل منتخبنا التسديد على المرمى بالشكل اللازم، وجاء ضمن أقل المنتخبات التي سددت برصيد 11 تسديدة فقط، وفقد منتخبنا نقطة القوة التي تتمثل في تصويبات أحمد خليل الخطيرة، حيث لم يظهر بوجهه المعروف ولم يفجر طاقته الحقيقة خلال المباريات الثلاث، ويذكر أيضاً أن التسديد خارج المرمى لم يتجاوز 17 تسديدة خلال المشاركة. ومن جهة أخرى جاء منتخبنا الاولمبي ضمن قائمة المنتخبات الأكثر خسارة في المشاركة بهزيمتين رفقة منتخبات بيلاروسيا وأوروجواي وسويسرا ونيوزيلندا وإسبانيا، كما جاء أيضاً ضمن قائمة المنتخبات التي لم تعرف طعم الفوز في هذا الحدث الأولمبي مثل المغرب والجابون وسويسرا ونيوزيلندا وإسبانيا. وعلى الرغم من العروض القوية للاعبينا والمستوى المشرف الذي أظهروه في المجموعة الحديدية إلا أن الأداء لم يشفع لمنتخبنا في الحصول على نتيجة إيجابية لأن حسابات المشاركات الكبيرة مختلفة وتتوقف على خبرة وتجربة اللاعب في التعامل مع المباريات القوية لانتزاع نتيجة إيجابية تضمن استمراره في المنافسة . 5 لاعبين شاركوا 270 دقيقة ساهم حفاظ الجهاز الفني للمنتخب الأولمبي بقيادة مهدي علي على استقرار تشكيلة المنتخب الأولمبي في المباريات الثلاثة التي لعبها في زيادة معدل الانسجام بين اللاعبين وتطور المستوى تدريجياً، ويظهر عامل الاستقرار في مشاركة خمسة لاعبين لمدة 270 دقيقة كاملة طوال المباريات الثلاثة، وهم حمدان الكمالي وعامر عبد الرحمن وعبد العزيز صنقور ومحمد أحمد وعمر عبد الرحمن، حيث شكل هذا الخماسي العمود الفقري للأولمبي، بالإضافة إلى عدد من العناصر التي لعبت دوراً إيجابياً ومؤثراً في دعم الصفوف مثل إسماعيل مطر في خط الهجوم وراشد عيسى خميس إسماعيل وأحمد خليل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©