الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

البعثات المصرية تسبح دائماً عكس تيار التوقعات

البعثات المصرية تسبح دائماً عكس تيار التوقعات
3 أغسطس 2012
لندن (د ب أ) - قبل بداية دورة الألعاب الأولمبية الثلاثين (لندن 2012)، لم يتوقع كثيرون أن تكون بداية طريق مصر نحو جدول الميداليات عن طريق منافسات المبارزة، خاصة أن تاريخ مصر والبعثات العربية جميعاً في دورات الألعاب الأولمبية لم يشهد أي ميدالية في المباراة. ومن بين أكثر من 80 ميدالية متنوعة أحرزتها البعثات العربية على مدار مشاركاتها الأولمبية كانت السيادة للمصارعة ورفع الأثقال وألعاب القوى، خاصة سباقات المسافات الطويلة، ولكن المبارزة ورغم وجود نجوم بارزين وأبطال سابقين لمصر في الماضي ظلت بعيدة عن انتصارات البعثة المصرية في الدورات الأولمبية. وفي ظل اتجاه معظم الترشيحات دائما في البعثات المصرية الأولمبية نحو المصارعة ورفع الأثقال والملاكمة، كان فوز اللاعب علاء الدين أبو القاسم بالميدالية الفضية لمسابقة سلاح السيف (فويل) مساء الثلاثاء الماضي من المفاجآت التي اعتادت البعثات المصرية تحقيقها، وأكدت هذه الفضية أن البعثات المصرية الأولمبية تسبح دائماً عكس التوقعات، خاصة في الدورات الأخيرة. ورغم الترتيب العالمي الجيد لأبوالقاسم، حيث يحتل المركز الثامن عالمياً، لم يكن اللاعب مرشحاً بقوة لميدالية في هذه المسابقة، وإنما كانت معظم الأنظار تتجه نحو رياضة الجودو، وربما ذهب البعض إلى رياضة الخماسي الحديث الذي لم تبدأ منافساته بعد. والمؤكد أن التوقعات بشأن احراز ميدالية في الجودو كانت للبرونزية التي فاز بها اللاعب هشام مصباح في أولمبياد بكين 2008 ولكنه سقط في دور الـ32 للمسابقة وخرج مبكراً من رحلة الدفاع عن لقبه الأولمبي. وأعاد سقوط مصباح وفضية أبو القاسم إلى الأذهان ذكريات أولمبياد بكين عندما خاضت البعثة المصرية فعاليات الدورة بآمال عريضة على المصارع كرم جابر ونجم الخماسي الحديث آية مدني، فسقط الاثنان، وفاز مصباح ببرونزية لم تكن متوقعة بشدة خاصة عن طريق مصباح، حيث كانت الترشيحات في الجودو لمصلحة زملاء آخرين. والحقيقة أن كرم جابر نفسه فاز بذهبية المصارعة في أولمبياد أثينا، كما أحرزت مصر أربع ميداليات أخرى في هذه الدورة على عكس التوقعات التي لم تكن ترشح أحداً للفوز بميداليات، ولكن جابر وزملاؤه نجحوا في حصد خمس ميداليات كانت هي الأولى لمصر في الدورات الأولمبية منذ فوز بطل الجودو السابق محمد رشوان بفضية في أولمبياد لوس أنجلوس 1988. وعن مدى توقعه الحصول على هذه الميدالية قبل القدوم إلى لندن، قال أبوالقاسم إن الفوز بميدالية أولمبية “يمثل حلماً لكل رياضي، ولا يمكن ألا يفكر فيه ويعمل جاهدا من أجله”. وأعرب أبوالقاسم عن أمله في أن تكون هذه الميدالية بداية لتعريف الناس بشكل أكبر برياضة المبارزة ودفعهم إلى ممارستها بشكل أكبر، خاصة أنها الميدالية الأولمبية الأولى لأفريقيا والعالم العربي في رياضة المبارزة. واعترف اللواء أحمد الفولي رئيس البعثة المصرية المشاركة في أولمبياد لندن بأن هذه الميدالية لم تكن متوقعة قبل بداية فعاليات الدورة الأولمبية “رغم الثقة في قدرات أبوالقاسم وموهبته”. وأضاف الفولي أنه لا يمكن القول إن البعثة لم تكن تنتظر هذه الميدالية”، لأن جميع الرياضيين يشاركون على أمل المنافسة على الميداليات، ولكن المؤكد أن أحداً من خارج البعثة لم يكن يتوقع فوز أبوالقاسم بهذه الميدالية التي فجر بها مفاجأة رائعة، وأحرز بها تتويجاً يستحقه بفضل مستواه الرائع رياضياً وسلوكياً”، لذلك كانت الميدالية مفاجأة من ناحية، وتأكيداً من ناحية أخرى على أن البعثات المصرية تسبح دائماً ضد تيار التوقعات في الدورات الأولمبية. ويملك المصري علاء الدين أبو القاسم المولود في الجزائر، والمقيم في مصر، والذي أهدى بلاده أول ميدالية أولمبية في تاريخها في رياضة المبارزة، كل المؤهلات ليصبح رائداً في اختصاصه على الصعيد القاري، وبعد دقائق من تتويجه بالميدالية الفضية، كانت نظراته تلمع كشخص يعيش حلماً: “لا استطيع تصديق ما حصل، لقد كلفني ذلك أكثر من 15 دقيقة لاستوعب ما حصل، ولا أعرف أيضاً كيف سأحتفل بهذا الإنجاز لأني لم أتوقع حصوله”. ولم تكن الأشهر الأخيرة التي سبقت مشاركته في أولمبياد لندن سعيدة، حيث توفي والده بشكل مأسوي في حادث سير قبل 3 أشهر، وكان في لندن كثير التفكير بعائلته، خاصة “والدته الجزائرية الأصل”، والتي ستكون فخورة جداً بابنها. وولد “الصغير” علاء الدين الذي يدرس الاتصالات في الجامعة، في مدينة سطيف الجزائرية في شتاء عام 1990، والتي لم يزرها أبداً بعد انتقال العائلة إلى مصر، وهو في الرابعة من عمره. ووالده من الجنسية المصرية، وقد شجعه على ممارسة رياضة المبارزة، وقال أبو القاسم الذي يتدرب ويعيش غالباً في مدينة الإسكندرية، “لقد بدأت رياضة الكاراتيه، ثم السباحة في المدرسة، وأخيراً المبارزة اعتباراً من سن الثامنة”. ويملك أبو القاسم المبتسم دائماً والطبيعي والمتمكن من اللغتين الفرنسية والإنجليزية، كل المؤهلات لأن يصبح شخصاً مهماً في أفريقيا قبل أن يغزو ربما العالم كما فعل عام 2010 عندما توج بطلاً للعالم في فئة الشباب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©