أبوظبي وسنغافورة توقعان اتفاقيتي تعاون في قطاعي الرعاية الصحية والتكنولوجيا المتطورة

وقعت حكومتا أبوظبي وسنغافورة اتفاقيتي تعاون في قطاعي الرعاية الصحية والتكنولوجيا المتطورة، وذلك في ملتقى أبوظبي - سنغافورة المشترك الخامس الذي اختتم أعماله امس في سنغافورة برئاسة معالي خلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية لإمارة أبوظبي العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة مبادلة للتنمية ولي يي شيان وزير الدولة السنغافوري لشؤون التجارة والصناعة والعمال. وقع الاتفاقية الأولى في قطاع الرعاية الصحية شركة مبادلة للتنمية “مبادلة” ممثلة في “مبادلة للرعاية الصحية” ومجموعة “آسيا ميديك” السنغافورية. وجاء توقيع الاتفاقية تنفيذا لاتفاق مسبق بين الجانبين لإنشاء مركز للخدمات الصحية والتشخيص في أرزنة كما ستشرف “آسيا ميديك” على إدارة وتشغيل مركز صحي للفحوصات الطبية المتعلقة بالإجراءات اللازمة لتأشيرة الدخول إلى البلاد. ووقع الاتفاقية الثانية في قطاع التكنولوجيا المتطورة والتدريب المهني لمتخصصي التكنولوجيا في مجال أشباه الموصلات كل من شركة استثمار التكنولوجيا المتطورة “آتيك” المملوكة لحكومة أبوظبي ومعهد سنغافورة للتقنية “بوليتكنيك سنغافورة”. وتهدف هذه الاتفاقية إلى تدريب الكوادر الإماراتية وإعداد جيل جديد من متخصصي التكنولوجيا من مواطني دولة الإمارات يمتلكون أحدث المهارات التقنية المطلوبة حاليا في هذا المجال وذلك من خلال برنامج يستمر عامين ونصف العام ويتم تنفيذه في كل من أبوظبي وسنغافورة. وقال معالي خلدون خليفة المبارك انه بانعقاد الملتقى المشترك الخامس بين حكومتي أبوظبي وسنغافورة يتأكد أن الحكومتين نجحتا في إرساء حوار فاعل يدعم التقدم والتعاون في المجالات الاقتصادية الرئيسية التي تخدم مصلحة الجانبين. من جانبه قال لي يي شيان وزير الدولة السنغافوري لشؤون التجارة والصناعة والعمال إن المسؤولين وكبار رجال الأعمال في أبوظبي وسنغافورة رأوا في هذا الملتقى منبرا فاعلا لنشر أفكار جديدة من التعاون والتواصل وإنه لأمر مشجع أن يحقق هذا الملتقى الخامس إقبالا قياسيا من كلا الجانبين. مؤكدا ان ذلك يعد مؤشرا لمزيد من فرص العمل المشترك بين أبوظبي وسنغافورة. وأضاف أن اهتمام الملتقى بقطاعي الموارد المائية وأشباه الموصلات يأتي نظرا لما يشكله القطاعان كجزء رئيسي من مجالات التعاون الكثيرة التي يجري بحثها بين الجانبين، مرحبا باستثمارات أبوظبي في سنغافورة مثلما رحبت أبوظبي بالاستثمارات السنغافورية لشركة تشارترد لأشباه الموصلات العام الماضي، ووصف العلاقات بين أبوظبي وسنغافورة بأنها مجدية ومثمرة للطرفين. وتنص الاتفاقية الموقعة بين حكومتي أبوظبي وسنغافورة في قطاع التكنولوجيا المتطورة - أشباه الموصلات - إلى توفير مقرر تدريبي ودراسي متخصص ضمن أول برنامج أكاديمي متخصص في مجال صناعة أشباه الموصلات في دولة الإمارات والذي تم الإعلان عن تأسيسه نهاية العام الماضي بالتعاون مع معاهد التكنولوجيا التطبيقية بالدولة. ومن خلال الاتفاقية يقوم معهد سنغافورة للتقنية “ بوليتكنيك سنغافورة” بتدريب المتأهلين للبرنامج بعد إكمالهم المقرر الدراسي الذي يستمر لستة شهور في أبوظبي قبل الالتحاق بالبرنامج التدريبي في سنغافورة. وسينطلق البرنامج في الربع الثاني من العام الحالي بمشاركة 40 متدربا من أبناء الدولة ويستهدف المواطنين العاملين في المجالات التقنية لمدة تقل عن خمس سنوات. وقال إبراهيم عجمي المدير التنفيذي لشركة استثمار التكنولوجيا المتطورة “آتيك” أن هذه الاتفاقية تعد خطوة هامة نحو تعزيز علاقات التعاون الوثيقة مع سنغافورة كما تتيح للشركة فرصة الإفادة من الخبرات والبرامج الدراسية والتدريبية الرائدة لمعهد سنغافورة للتقنية لتأهيل وتدريب الكوادر الإماراتية وتزويدهم بالعلوم التقنية الحديثة والمهارات العملية المتميزة. وأكد حرص “آتيك” المتواصل على الاستثمار في دعم الكوادر الوطنية لإعداد جيل مستقبلي قادر على تشغيل وإدارة مجمع التكنولوجيا المتطورة الذي يتم تأسيسه في أبوظبي وقيادة قطاع التقنية وصناعة أشباه الموصلات في إمارة أبوظبي نحو آفاق أوسع. من جانبه رحب تان هانج تشيونج مدير معهد سنغافورة للتقنية بالتعاون مع شركة استثمار التكنولوجيا المتطورة “آتيك” لتأهيل وبناء قدرات الكوادر الإماراتية والمساهمة في إعدادهم لدخول مجالات صناعة التقنيات وأشباه الموصلات في أبوظبي. ويأتي توقيع هذه الاتفاقية فى إطار الشراكة الفاعلة بين حكومتي أبوظبي وسنغافورة والذي يرتبط بطموح أبوظبي في أن تكون عنصرا فاعلا في مجال أشباه الموصلات العالمي. ونظرا لسجل الإنجازات العالمية لسنغافورة في مجال إدارة المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي احتل هذا القطاع أهمية استثنائية في أعمال الملتقى وكان محور النقاش بين المشاركين. وكانت شركة “سيمبكورب انداستريز”- مزود لحلول الطاقة والمياه في سنغافورة - قد وقعت مذكرة تفاهم مع هيئة مياه وكهرباء أبوظبي في يوليو 2010 لتطوير وبناء محطة جديدة لتحلية مياه البحر في الفجيرة. مناقشات موسعة قام ممثلو أبوظبي وسنغافورة في الملتقى ببحث قضايا التعاون في قطاعي إدارة المياه ومياه الصرف الصحي وأشباه الموصلات من خلال مجموعات العمل التي تم تشكيلها في الملتقى حيث تولت شركة أبوظبي لخدمات الصرف الصحي وهيئة المرافق العامة السنغافورية قيادة مجموعة العمل الخاصة بالمياه ومياه الصرف الصحي في حين تولت شركة استثمار التكنولوجيا المتطورة “آتيك” ومجلس التنمية الاقتصادية السنغافوري قيادة مجموعة العمل الخاصة بأشباه الموصلات. كما تم اطلاق الموقع الإلكتروني للملتقى. وقد استضاف الملتقى الخامس الذي بدأ أمس الاول أكثر من 70 ممثلا عن شركات من الجانبين، وقام وفد أبوظبي الذي ضم عددا من المسؤولين من دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي وجهاز الشؤون التنفيذية وشركة مبادلة للتنمية بالإضافة إلى عدد من أعضاء سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في سنغافورة بمقابلة غوه تشوك تونغ الوزير الأول في الحكومة السنغافورية في قصر الاستانا بسنغافورة أمس. وقد انطلقت فعاليات الملتقى لأول مرة في 2007 بهدف توسيع العلاقات الاقتصادية وتسهيل التعاون بين سنغافورة وأبوظبي. يذكر أن إجمالي التجارة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وسنغافورة ارتفع من 9 ر12 مليار درهم إماراتي في عام 2002 إلى 7 ر39 مليار درهم إماراتي عام 2010 كما بلغ أوج ارتفاعه في عام 2008 حيث وصل إلى 3 ر42 مليار درهم إماراتي بينما سجل البترول المكرر والنفط الخام والذهب غير النقدي والمجوهرات أعلى المعدلات في التجارة بين أبوظبي وسنغافورة. وتتطلع الحكومتان إلى تعميق علاقاتهما الاقتصادية من خلال اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات الثنائية حيث شهد مطلع العام الحالي اختتام المحادثات الجارية بشأن هذه الاتفاقية التي ستشجع تدفق الاستثمارات بين الحكومتين كما ستضع إطارا يكفل حماية المستثمرين من أبوظبي وسنغافورة.