الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حكايات من التراث قصتان

10 أكتوبر 2006 22:32
بشارة ووعد حمزة بن الحسين الفقيه في تاريخه قال: قال لي أبو الفتح المنطيقي: كنا جلوساً عند كافور الأخشيدي، وهو يومئذ صاحب مصر والشام وله من البسطة والمكنة ونفوذ الأمر وعلو القدر وشهرة الذكر ما يتجاوز الوصف الحصر فحضرت المائدة والطعام فلما أكلنا نام وانصرفنا فلما انتبه من نومه طلب جماعة منا، وقال امضوا الساعة الى عقبة النجارين وسلوا عن شيخ منجم أعور كان يقعد هناك فإن كان حياً فأحضروه وان كان قد توفي فسلوا عن أولاده واكشفوا أمرهم• قال: فمضينا الى هناك وسألنا عنه فوجدناه قد مات وترك ابنتين احداهما متزوجة والأخرى عاتق• فرجعنا الى كافور وأخبرناه بذلك فسير في الحال واشترى لكل واحدة منهما داراً وأعطاهما مالا جزيلا وكسوة فاخرة، وزوج العاتق وأجرى على كل واحدة منهما رزقاً وأظهر انهما من المتعلقين به لرعاية أمورهما• فلما فعل ذلك وبالغ فيه ضحك• وقال: أتعلمون سبب هذا؟ قلنا: لا، فقال: اعلموا اني مررت يوماً بوالدهما المنجم وأنا في ملك ابن عباس الكاتب وأنا بحالة رثة فوقفت عليه فنظر اليّ واستجلبني وقال: أنت تصير الى رجل جليل القدر وتبلغ منه مبلغاً كبيراً وتنال خيراً كثيراً• ثم طلب مني شيئاً فأعطيته درهمين كانا معي ولم يكن معي غيرهما فرما بهما اليّ، وقال: أبشرك بهذه البشارة وتعطيني درهمين ثم قال: وأزيدك أنت والله تملك هذا البلد وأكثر منه فاذكرني إذا صرت الى الذي وعدتك به ولا تنس• فقلت له: نعم فقال: عاهدني انك تفي لي ولا يشغلك ذلك عن افتقادي فعاهدته ولم يأخذ مني الدرهمين، ثم اني شغلت عنه بما تجدد لي من الأمور والأحوال وصرت الى هذه المنزلة ونسيت ذلك فلما أكلنا اليوم ونمت رأيته في المنام قد دخل علي وقال لي: أين الوفاء بالعهد الذي بيني وبينك وإتمام وعدك؟ لا تغدر فيغدر بك فاستيقظت وفعلت ما رأيتم• ثم زاد في احسانه الى بنات المنجم وفاء لوالدهما بما وعده• المبكّرة إلى القبر قال الفرزدق خرجت أريد اليمامة• فلمّا صرت في ماءٍ لبني حنيفة ارتفعت لي سحابةٌ، فرعدت وبرقت وأرخت عزاليها، فعدلت إلى بعض ديارهم وسألت القرا• فأجابوا، ودخلت الدّار، وأنخت ناقتي، وجلست• فإذا جاريةٌ كأنّها طلعة قمر، فقالت: ممّن الرّجل؟ قلت من بني حنظلة• قالت: من أيّ حنظلة؟ قلت: من بني نهشل• قالت: فأنت من الذين يقول فيهم الفرزدق: إنّ الذي سمك السّماء بنى لنـا بيتاً دعائمـه أعـزّ وأطـول بيتا زرارةٍ محتبٍ بـفـنـائه ومجاشعٌ وأبو الفوارس نهشل فقلت: نعم• فتبسّمت، ثمّ قالت: فإنّ جريراً هدم قوله، حيث يقول: أخزي الذي سمك السّماء مجاشعاً وأحلّ بيتك بالحضيض الأسفـل قال: فأعجبني ما رأيت من جمالها وفصاحتها، ثمّ قالت لي: أين تؤم؟ قلت: اليمامة• فتنفّست نفساً وصل إليّ حرّة، فقلت: أذات خدرٍ، أم ذات بعلٍ؟ فبكت• فقلت: ما أجبتني عمّا سألتك• قال فلمّا فهمت قولي ولم تكن أوّلاً فهمته من شدّة استغراقها، فلمّا كان بعد ساعةٍ أنشأت تقول: يخيّل لي، أبا عمرو بن كعب، بأنّك قد حملت على سـرير فإن يك هكذا، يا عمرو، إنّي مبكّرةً عليك إلى القـبـور ثمّ شهقت شهقةً فماتت• فقلت لهم: من هذه؟ قالوا: عقيلة بنت الضّحّاك بن النّعمان بن المنذر• قلت: فمن عمرو؟ قالوا: ابن عمّها، خطبها ولم يدخل بها• فارتحلت من عندهم فدخلت اليمامة، فسألت عن عمرو فإذا به قد دفن في ذلك الوقت من اليوم•
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©