السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فنزويلا.. الانتخابات البلدية وجدوى المشاركة الانتخابية

11 ديسمبر 2017 23:05
فتحت مراكز الاقتراع في فنزويلا أبوابها أمس الأول لبضع ساعات، بينما يبدو مستقبل أكثر من 300 بلدية في أرجاء الدولة غامضاً، وذلك على رغم ظهور النتائج وفوز حزب «الاشتراكي الموحد الفنزويلي» فيها. كثير من المواطنين في هذه الدولة، التي تعاني أزمات اقتصادية وسياسية شديدة، يرفضون فكرة الانتخابات. واعتبر المواطن الفنزويلي «كارلوس بايز»، الذي يبلغ من العمر 44 عاماً ويعمل طاهياً في أحد المطاعم، أن الانتخابات محض تضييع للوقت، مضيفاً، أثناء استراحته من حمل الأثقال في إحدى صالات الألعاب الرياضية بكاراكاس، «إنها تنطوي على كثير من الخداع». وهو ما أيده «إدجار مارتينيز»، البالغ من العمر 29 عاماً، مشيراً إلى أنه «لا يزال شاباً، ورغم ذلك يشعر بأنه ما يحدث مجرّد وهم!». ويبدو أنهما ليسا وحدهما يشعران بالاستياء، ففي الحقيقة، بدت الانتخابات بمثابة «قصة غياب» يرويها فراغ كثير من مراكز الاقتراع طوال اليوم، وحالة عدم اللامبالاة الملموسة في الشوارع. وعلى رغم من ذلك، أكدت لجنة الانتخابات الوطنية، مساء الأحد، أن نسبة المشاركة تجاوزت 47 في المئة، وهو ما فاجأ بعض المراقبين. ولكن بالنسبة للبعض، كانت النتيجة معروفة سلفاً، وهي هيمنة حزب «الاشتراكي الموحد الفنزويلي»، الذي يسيطر أنصاره على الرئاسة، ومجلس الدستور النافذ، وهو هيئة تشريعية جديدة أنشأها «مادورو» خلال الصيف الجاري، بينما حيد «الجميعة الوطنية» التي تهيمن عليها المعارضة، إلى جانب معظم المحافظات في الدولة. وفي الوقت الراهن، لا يحتاج الرئيس الفنزويلي سوى إلى البلديات للسيطرة بشكل شبه كامل على المشهد الانتخابي، بينما تتأهب الدولة للانتخابات الرئاسية العام المقبل. وقد جعلت أحزاب المعارضة الرئيسة المهمة سهلة. فبعد هزيمة معظم مرشحيها على نحو غير متوقع في الانتخابات الإقليمية في أكتوبر الماضي، أعلن تحالف واسع، وإن كان منقسماً، من أحزاب المعارضة أنه سيقاطع انتخابات البلديات احتجاجاً على ما وصفه بالنظام الانتخابي الفاسد والمزوّر، الذي يحابي «مادورو» وحزبه. وزعم قادة المعارضة، أن المشاركة لن تفضي إلا إلى إضفاء الشرعية على حكم «مادورو». وفي بداية اليوم، بعد الإدلاء بصوته، هدد «مادورو» بحظر الأحزاب السياسية التي شاركت في المقاطعة كافة، من المشاركة في الانتخابات المستقبلية، مضيفاً: «إنها ستختفي من الخريطة السياسية». وانطلق ركب الانتخابات على خلفية وضع اقتصادي مزرٍ في فنزويلا. وتشير الإحصاءات، التي نشرتها «الجمعية الوطنية» الأسبوع الماضي، إلى أن التضخم سجل في نوفمبر الماضي 57 في المئة، متجاوزاً عتبة الـ 50 في المئة التي تعتبر على نطاق واسع حالة من «التضخم المفرط». وتواصل حالة النقص الكبير في الغذاء والدواء، وندرة النقد، والانهيار العام في الخدمات العامة، التدهور يومياً، وهو ما يدفع إلى طفرة في معدلات الهجرة. وعلى رغم من الدعوة إلى مقاطعة انتخابات يوم الأحد الماضي، إلا أن عدداً من مرشحي المعارضة خاضوا سباق الانتخابات، ومعظمهم بصفة مستقلين، غير أنه في ظل عدم وجود التزام حزبي، والافتقار إلى الأموال التي تجلبها تلك العلاقات، يكاد لم يسجل أحد في حملات كثير من هؤلاء المستقلين كناخبين محتملين، وهو ما يقلّص المنافسة ضد مرشحي «الحزب الاشتراكي الموحد» المدعومين من الحكومة. وقال «جيسوز غوميز»، البالغ من العمر 37 عاماً ومدير أمن إحدى سلاسل السوبرماركت، «إنه لا يعرف من هم مرشحو المعارضة»، مضيفاً، أثناء توجهه للإدلاء بصوته في مدينة «أكومار ديل توي»، «إن كل شيء مرتب مسبقاً، ولا يخفى ذلك على أحد». غير أنه أوضح أن كل ما هو متيقن منه أنه سيصوّت تعبيراً عن حقوقه، وأنه سيدلي بصوته ضد حكومة «مادورو». وعلى مدار اليوم، كادت تخلو مراكز اقتراع كثيرة في أنحاء العاصمة من الناخبين، وفي الماضي، كانت الانتخابات، على الأقل في بعض الأماكن، تشهد صفوفاً طويلة، يصطف فيها مئات من الناس، وينتظرون لساعات من أجل الإدلاء بأصواتهم. وأوضح الناخبون التابعون للمعارضة، والذين تحدوا المقاطعة، أنهم مجبرون على المشاركة كواجب مدني، وإن كان يساورهم شعور كبير بعبثيتها. وأفادت «إستيلا بريسكو»، البالغة 69 عاماً، بأن مرشحي «الحزب الاشتراكي الموحد» سيفوزون على أية حال، مضيفة أثناء توجهها للإدلاء بصوتها، «ولكن لا يزال هناك من يصوتون ضدهم، فعلى الأقل سيجدون أن هناك ناخبين يعارضونهم». *صحفيان أميركيان يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©