الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إماراتيات بين نار «العنوسة» و«خيار الزوجة الثانية»

إماراتيات بين نار «العنوسة» و«خيار الزوجة الثانية»
8 نوفمبر 2010 21:39
في نقاش مواضيع اجتماعية سابقة عن أسباب تأخر سن الزواج بين الإماراتيات، رفع بعض زوار (منتدانا) شعار «التعدد هو الحل»، وهو ما جعل المنتدى يطرح مسألة «تعدد الزوجات» للنقاش أمام زواره، مستطلعاً آراءهم عما إذا كان «التعدد» يشكل فعلا حلاً مناسباً لـظاهرة تأخر سن الزواج، أم أنه يسبب مشاكل اجتماعية أخرى تجعل ضرره أكثر من نفعه؟. وفور طرح الموضوع على صفحات «الاتحاد الإلكتروني» تلقى العديد من المشاركات وردود الأفعال من المتصفحين الذين زاد عددهم عن «30 ألف» زائر، أثاروا الكثير من التعليقات بلغت «170» مشاركة. ومن خلال استقراء المشاركات اتضح أن فئات عديدة من المجتمع شاركت في النقاش، إلا أن غالبية المشاركين وقعوا بأسماء رجالية. كما تفاعل معه أيضاً قراء قدموا آراءهم باعتبارهم أصحاب تجربة في «التعدد» سواء من الذكور أو الإناث. تمحورت غالبية مشاركات زوار الموضوع حول اتجاهين رئيسين متضادين هما: أولاً إيجابيات «التعدد» المتمثلة في القضاء على الكثير من الظواهر السلبية في المجمع مثل: «العنوسة» و«الزواج من أجانب» إضافة إلى دور التعدد في القضاء على اختلال التركيبة الاجتماعية في الدولة، وكانت هي المشاركات الغالبة . أما المحور الثاني الذي دارت حوله بقية الآراء والمشاركات، فكان عن سلبيات التعدد المتمثلة في التفكك الأسري، وصعوبة التعدد، وعدم إمكانية تحقق الكثير من شروطه. فيما يلي عينات من آراء المتصفحين نوردها تباعاً كنماذج تمثل باقي المشاركات الأخرى التي لا تتسع المساحة المتاحة لإيرادها: المتصفح (راعي البلد) يرى أن مزايا القبول بالتعدد لا تقتصر على الحد من ظاهرة العنوسة فقط، لأن «التعدد له فوائد كثيرة، منها ضمان اختفاء الواقع المرير الذي تعيشه البنت دون زواج أو ما يسمى ( العنوسـة) وزوال شبح زواج البنات وارتباطهن بجنسيات أخرى، لأنه سيتم الحد من المشاكل الاجتماعية أيضا، فالمسألة، مسألة حفظ تراث، وهوية البلاد دون تدخل من الأجانب حتى لا تفسد عاداتنا وتقاليدنا بسبب زيجات تتم هنا وهناك.. إذاً ما هو الحل.. الحل هو التعدد». وتذهب القارئة (المنصورية) أبعد من ذلك في تأييد التعدد حين تقول: أنا زوجة ثانية، وأعتقد أن رفض النساء للتعدد هو بسبب خوفها من نظرة النقص التي تصاحب الزوجة الأولى، فالمجتمع ينظر إليها على أنها مقصرة... علينا تجاوز هذه النظرة لأن التعدد يخفف من نسبة العنوسة والانحراف الأخلاقي للطرفين، ويساهم في تلاحم الأسر ودعمها لبعضها البعض... فالإخوان والأخوات من أبناء الزوجات يعتبرون كالخلية الواحدة، ولكن ذلك يأتي بالحكمة والتحلي بالأخلاق ..رجاء من أخواتي المسلمات الإحساس بمشاعر الوحدة والحزن والهم لأختهن التي تعيش وحيدة تكابد تلك الكآبة. مطلب التعدد ويدعو المشارك الذي وقع باسم (علي الغافري) الجهات الرسمية إلى دعم التعدد بقوله: «أطالب الجهات الحكومية بإعطاء نوع من الاستحقاق للمواطن المتزوج من أكثر من زوجة، فمثلا يكمن تقدم له أرض أخرى أو بيت شعبي، وكذلك يخصص له في الراتب علاوة خاصة بالتعدد، والسبب أنه كل ما كان هناك تعدد يحدث استقرار وزيادة في المواليد، وهذا سينعكس على تصحيح التركيبة السكانية... والرجاء من المعارضين أن يكونوا عقلاء، وينظروا كم عدد العوانس في الدولة، وكذلك المطلقات، والرجاء دعم موضوع التعدد لأنه خير على الإمارات وشعبها». حلم الأنثى وتطلب (نورة الهرمودي) من المتزوجات اللواتي يمنعن أزواجهن من التعدد أن يتصورن أنفسهن محرومات من حلم الأمومة.. وكلمة أخيرة للمتزوجات: تخيلي نفسك محرومة من لمسة حنان، أو تضعين طفل بحضنك وبالنهاية كل أنثى تحلم بطفل يناديها (ماما) وهي محتاجة لرجل يكون لها سنداً بهذه الدنيا». دور الإعلام ويتأسف (عبدالله بوغالي) على الدور الذي لعبه الإعلام للتنفير من التعدد لأنه «لن تتحقق مطالب البعض بالقضاء على العنوسة من خلال تعدد الزوجات، فقد لعب الإعلام دوراً هاماً وأقصد هنا الإعلام المرئي، من خلال المسلسلات والبرامج التي تصور الزوج المعدد بأبشع صور، وتصور الزوجة الثانية بالزوجة الشريرة دائما، فقد رسخ في عقول النساء في المجتمع فكرة غير طيبة عن ذلك، ومن الصعب تغييرها، وهنا أتحدث عن تجربتي، والتي دعتني للبحث عن زوجة ثانية، فكانت أغلب الشروط منهن بأن يستحيل الزواج من رجل متزوج لأسباب نفسية، معللين ذلك بالكبرياء والكرامة...». ويحث (أحمد حبيب الهاشمي) الزوجات والأهل على تشجيع الزواج من امرأة ثانية، لأن «التعدد ليس حلاً لتأخر سن الزواج فحسب، بل هو حل لجميع المواضيع الاجتماعية التي نشاهدها في المجتمع.. ولمنح البنات فرصة الزواج والاستقرار يجب أن ننادي بصوت عال لتشجيع موضوع التعدد... فالمرأة محتاجة إلى رجل يكون بجانبها في حياتها يسعدها ويؤنسها ويشقى لراحتها، فإن تقدم رجل للزواج من الأخرى، فيجب أن يجد الدعم من زوجته وأهله، ومجتمعه لأنه يقوم بدور إنساني، وليس كما يراه النساء من منظور آخر. وتوجه (أم وعد) كلامها للزوجة الأولى فتقول:«أنا أقف حائرة من الزوجة الأولى ورأيها بأن على الزوجة الثانية أن تتقي الله في زواجها من رجل متزوج.. وهي ترى أن من عليه اتقاء الله هي الزوجة الأولى الأنانية، أما هذه التي تزوجت بسنة الله ورسوله، ولم ترتكب إثماً، أين المشكلة.. فالزوجة الأولى بمجرد ما تزوجت رجلا اعتبرت أنها امتلكته، وبارك الله في الزوجة الثانية، لأنها قبلت ستر نفسها مع أخرى لا ترحمها». يقبلن.. ولكن ويرى (أبوحميدان) أن حل تأخر الزواج في التعدد، لكن المشكلة في أن من تقبل بالتعدد لا تقبل بتكاليف عرس مبسطة ومتقشفة، فكتب: أنا متزوج ومستعد أني أتزوج الثانية والثالثة والرابعة... وأتحداكم إذا أي بنت، أو مطلقة، أو أرملة ترضى بعرس معقول وغير مكلف.. هل ترضى بمهر معقول؟ لا.. هذه فكرة لا تتقبلها الإماراتيات.. من منهن تقبل أن تسكن في نفس البيت أو في ملحق خاص بها..؟ دلوني على بنت أو مطلقة، أو أرملة تقول إنها ترضى.. ولأنهن لا يرضين هاهن جالسات في بيوت هلهن، إذاً أي وحدة تريد الستر ستجده، فالإمارات فيها شباب الحمد لله.. صح أكثرهم من الطبقة المتوسطة، لكن الغنى غنى النفس.. وأي واحدة مطلبها الستر عيال الحلال كثير.. لكن لا..؟ فهي تريد عرساً في الفندق الفلاني والملكة في فندق كذا.. والحنة والشبكة بقيمة تكسر الظهر.. المهم إن العريس لا يدخل عليها إلا وهو مدين بمئات الآلاف كأقل شيء.. وإذا كان راتبه متوسطاً فكيف يعيشون حياة كريمة.. النساء لو يطلبن المعقول ما بقين في بيوت أهلهن، وأنا لا أعمم على الكل، لكن هذه هي الأغلبية...». وبهذا نرى أن زوار «منتدانا» اعادونا إلى نقطة الصفر في أن المشكلة أساساً هي ارتفاع تكاليف الزواج. مشكلات جديدة.. الوجه الآخر للتعدد كما كان للتعدد مناصرون، فقد كان أيضا له معارضون اعتبروا أن له سلبيات عديدة تزيد من معدلات التفكك الأسري، إضافة إلى عدم إمكانية تحقق الكثير من شروطه بشكل حقيقي. القارئة (مهرة) اعتبرت أن العنوسة ألطف، لأننا بـ «التعدد نتج مشكلة أكبر من المشكلة الأساسية إن كانت مشكلة العنوسة تعد ظاهرة ضارة، فلا بأس فهي في النهاية أهون من ظهور مشكلة الطلاق والتفكك الأسري، لأنه من المستحيل على أي سيدة بأن تتزوج وتكون راضية فعلاً». وفي السياق ذاته يرى (عبدالله) أنه لا يمكن لكل رجل القيام بالتعدد، وبالتالي فإن «الخاسر الأول هم الأطفال، فعدم قدرة الأب على التواجد بشكل دائم لتربية الأطفال سينتج عنه جيل لم تتم تربيته بشكل صحيح، وسيكون عبئا على المجتمع، لأن من أسباب التفكك الأسري عدم تواجد الأب في البيت، فكيف إذا كان لديه بيتان، فالمصيبة أكبر.. وأخيراً لنفكر ملياً في شعور المرأة وتحطيمها نفسياً بإحضار ضرة لها في البيت.. إضافة إلى أن أعباء الحياة أصبحت غير معقولة، فكيف يستطيع الرجل فتح بيت آخر؟». ورسمت القارئة (أم خالد) صورة للعذاب الذي تتجرعه الزوجة الثانية فكتبت: «أنا الزوجة الثانية لكنني تعيسة، زوجي لا يعدل، فكل شيء لبيته الأول وأولاده، وأنا أصرف على نفسي.. لا يفكر إلا بهم، وفي أقل خلاف، ولو كان بسيطاً يصعد الأمر، ويحوله لمشكلة ويقول أنت السبب، أنا ندمان، وكل واحد يروح لحاله.. وأنا أكتم القهر وأحاول استرضاءه بكل الطرق دون جدوى، فلا بد أن يغضب وأن يهجرني لمدة اسبوع أو أسبوعين لا أعرف عنه أي شيء، ولا يرد على مكالماتي...». وتؤكد (أم مريم) أنها «كمواطنة وزوجي مواطن وحياتنا مستقرة، لكن لو تزوج علي فالعلاقة بينا ستنتهي بدون أي نقاش». وتضيف في شيء من السخرية» «نصيحتي للمتزوجين الذين يفكرون في التعدد لأنهم مقتدرون.. لو تريدون الأجر، ابحثوا عن مواطن مسكين وحالته صعبة وساعدوه على الزواج من مواطنة.. وهنا لك الأجر مرتين يا ذكي!». ويستطرد (أبو إبراهيم) صعوبة التعدد من واقع تجربته الشخصية بقوله: «من واقع تجربتي الشخصية فأنا لدي زوجتان وإطلاق التعدد ليس من الصواب لأن وجود حالات تعدد مقيتة من ظلم وإيذاء لإحدى الزوجات أضفى غباراً أسود حول التعدد». أرقام ? عدد زيارات الموضوع 30326 ? عدد المشاركات 170 ? نسبة مشاركة الرجال 71 % ? نسبة مشاركة النساء 21 % ? قراء وقعوا بأسماء غير مميزة 7 % ? مؤيدون للتعدد 60 % ? معارضون للتعدد 40 %
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©