الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وجبة الإفطار وقود ضروري يحتاجه الكبار والصغر كل يوم

وجبة الإفطار وقود ضروري يحتاجه الكبار والصغر كل يوم
8 نوفمبر 2010 21:43
تعد وجبة الإفطار من الوجبات المهمة والرئيسية التي يحتاجها الجسم ليبدأ ممارسة يومه بنشاط وحيوية، ولكن مع تطور العصر وتزايد سرعته تخلى الكثير عن بدء يومهم بتناول هذه الوجبة الخفيفة في الصباح، ما يؤدي في بعض الأحيان إلى عواقب قد تكون وخيمة ولا تحمد عقباها، متغافلين عن أهميتها وما تقوم به من دور حيوي في مد الجسم بطاقة قوية وهمة عالية لإنجاز الأعمال اليومية. أوضح أخصائي تغذية الدكتور حسام العيسى أن وجبة الإفطار تعد من جوانب الإدارة الصحيحة لنمط المعيشة والحياة والانسجام التام مع منظومة صحية متوازنة للطعام حيث تكفل للجسم احتياجاته البنائية والنفسية ما يجعله في وضع سليم بعيداً عن شرور الأمراض قادراً على النمو والتعويض النموذجيين. الساعة البيولوجية يقول العيسى إنه تماشياً مع عمل ساعة الجسم البيولوجية ودوران عقاربها المنتظم في نسق زمني غايةً في الإعجاز تأتي أهمية تناول وجبة الإفطار في الصباح الباكر على أولويات كل الشرائح لما تحققه هذه الوجبة من رفع لمستوى صرف الطاقة في الجسم وتغذيته بالقدر الدقيق والمناسب من السعرات الحرارية التي تمنحه القوة والطاقة الحيوية، مضيفا أنه كان حريا بالمجتمعات الطبية العاملة في نطاق التثقيف الصحي والمجتمعي أن يشددوا على أهمية هذه الوجبة خاصةً بالنسبة لطلبة المدارس الذين يبذلون جهداً عضلياً وفكرياً يستدعي تزويد جسمهم بالطاقة اللازمة لهذا الأداء الكبير من خلال وجبة رئيسية استراتيجية هي الإفطار، وإلا فإن عواقب سيئة بانتظار جسم الطالب منها تراجع القدرة الاستيعابية والهبوط العام والشعور بالضجر والنفور مما يتلقاه من علم، بالإضافة إلى تأخر بنائي وسوء في معطيات التغذية الجسدية. أسباب التخلي يشير العيسى إلى أن مكتسبات الحياة العصرية التي ألقت حالة السرعة ظلالها عليها قد تكون سبباً في تراجع الحرص على هذه الوجبة وخلق ظاهرة التجاوز عنها، علاوة على أن الانشغال بأنماط الغذاء المخالف لإيقاع الوضع الصحي والأكلات الخفيفة وانتشارها، وتوسع منتجاتها وبراعة وسائل الدعاية والترويج خلقت جيلاً وشريحةً واسعةً تخلت عن الطبيعي من الطعام والتصقت بهواجس الطعام السريع الذي يفتقر لدعائم التغذية السليمة. ويؤكد العيسى أن التخلي عن وجبة الإفطار والتوجه للوجبات الغريبة سيلحق تراجعاً في مستوى الأيض ويجعل السلوك الغذائي معاكساً لسمة الجسم الطبيعية، وتجعل الغداء والعشاء أكثر زخماً ما يؤدي لاحقاً وبشكل تراكمي إلى الامتلاء السلبي للمعدة والإحساس بالتثاقل حتى الصباح، فيتحقق العزوف عن الإفطار والدخول في دوامة متكررة لا يمكن الخروج منها إلا بتصحيح جذري للعادات الغذائية. الترغيب في الإفطار حول المكونات والمحتويات التي يجب أن تحويها وجبة الإفطار الصحية، يبين العيسى أنه من أهم مواصفات هذه الوجبة أن تكون مشبعة ومغذية ومتنوعة وجذابة، ولذلك فإن مهام ربات المنازل تقوم على إعداد هذه الوجبة الشاملة لكل هذه الصفات من ثمرة فاكهة وشطيرة لذيذة مدعمةً بشرائح الخضار ومحضرةً من أصناف البروتين الصحي مثل منتجات الجبن واللبن والبيض لأن الطالب في أمس الحاجة لها للنهوض بجسمه وعقله، والعامل أيضا يحتاجها والكبير لا يستغني عنها، فتحقيق توازن شامل يمكن أن يجعلها وجبة عافية ورخاء صحي للجسم. ويلفت العيسى إلى أن الأسرة والإعلام والمجتمع التثقيفي في مجال الصحة والمدرسة كلها جهات مسؤولة ومعنية بالترغيب بوجبة الإفطار، كما أن مائدة صغيرة في الصباح يتعلق بها الطفل في صغره تجعله في الكبر مرتبطاً بها لا مستغنياً عنها وعن منافعها العديدة، وهذا التوجه مفيد لإرساء قيم راقية في الغذاء نوعاً وكماً وجودةً. أطعمة المقاصف يؤكد العيسى أن المدرسة كونها المكان الذي يشارك في التربية وتقويم السلوك مع الأسرة لابد أن تضع ضوابط محددةً لما يروج ويباع من أصناف الأطعمة في مقاصفها، على أن تلاقي الاحتياجات الرئيسية للجسم وتكون منوعة، كما لابد أن تتم مراقبة مكونات الأطعمة التي تقدم للطلبة وتكون مواعيد تناول وجبات الطعام المدرسية مبكراً في أوقات مناسبة لأن ذلك من شأنه تعزيز الجسم وشحذه بما يلزمه من زاد وقوة قبل الخوض في معترك اليوم المدرسي. ويشير إلى أن القدرة على غرس التعود على الإفطار يتطلب مجاراة لمواصفات الطعام الصحيح من جماليات التقديم والتحضير للشطائر والأطباق، لذلك على الأهل بذل المستحيل خاصةً في زمن تظهر فيه علامات الصراع بين الطعام السليم والمصنع، وهذا يتطلب مهارات محاكاة الأم للطفل وعرض أسلوب المكافأة في حال الامتثال بهدف التقيد بهذه الوجبة، وتحضير سابق لمكوناتها. أفكار مغلوطة يقول أخصائي تغذية من مركز “دكتور نيوترشن الطبي” بالشارقة الدكتور حسام العيسى إنه إذا كان من خزعبلات الفكـر التخلي عن هذه الوجبة للمحافظة على الوزن أو إنقاص الزائد منه فإن في ذلك انتكاسة حيوية ومتاهة كبيرة يخطئ من يقوم بها؛ لأن صهر الدهون المحتجزة بشكل زائد في نسيج الجسم يحتاج تعزيز كفاءة الأيض التي بدورها لا تعمل ولا تنجز من دون إفطار منتظم في وقت منتظم متواز على مدى الأيام، فهي تعتبر شرارة الإشعال وشاحن الجسم الطبيعي لإنتاج الطاقة والاستقلاب ودوران الدم وترويته لكل الأعضاء خاصةً الدماغ للمحافظـة على قدرات فكرية وذهنية عالية. ويشدد على أنه “يخطئ من يعتقد أن الإفطار يكفي أن يكون قطعةً من الحلوى أو كوب شاي أو قهوة يحتسيه وينصرف ليوم عمل شاق وطويل لأن هذا يدمر ولا يبني كما يسبب التراجع لا الزيادة في مستوى الانفعال الحيوي”.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©