الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التبرع بالدم ينقذ الأرواح ويؤصل العمل الإنساني في المجتمع

التبرع بالدم ينقذ الأرواح ويؤصل العمل الإنساني في المجتمع
8 نوفمبر 2010 21:47
اتصال صديقه المستمر به لحضه على التبرع بدمه لابنته التي تعرضت لحادث هو السبب الأول الذي دفعه للتبرع. إلى ذلك يقول سالم مبارك «كثيراً ما يلفت انتباهي باص التبرع بالدم، لكني لم أفكر يوماً في التبرع ولم أكن مدركا لأهمية الأمر». ويتابع «بكاء صديقي ومعاناة ابنته التي كانت في أشد الحاجة لقطرات دمي الذي كان يناسب فصيلة دمها، لم يتركني أتردد بل شجعني على التوجه إلى قسم الطوارئ والتبرع للطفلة التي كادت تلفظ أنفاسها الأخيرة، استطعت أن أصل في الوقت المناسب لإنقاذها». تترقرق دموع سالم وهو يقول «لو تعرضت الطفلة لأي مكروه لما سامحت نفسي». هم مجموعة من الجنود المجهولين أو يمكن القول إنهم «فرسان التبرع» الذين يهبون لنجدة المحتاج للدم، إنهم أشخاص من جنسيات مختلفة وفئات متفاوتة العمر، يتوافدون على بوابة خدمات نقل الدم، وينتظرون دورهم في حملات التبرع التي تقام بين فترة وأخرى، قرروا أن يكونوا تحت الخدمة والطلب متى كانت هناك حاجة لفصائل دمهم، لأنهم يدركون أن تلك القطرات القليلة من الدم كفيلة بأن تنقذ حياة مريض من الموت. عمل خيري يقول عبدالله محمد «صديقي الذي توفي رحمه الله هو الذي دفعني للتبرع بالدم إذ كان من الأشخاص دائمي التبرع، وهو السبب الأول لتشجعي على الاستمرار في هذا العمل الإنساني». ويقول «فصيلة دمي (o سالب) وهي فصيلة نادرة لذا فقد اعتدت على التبرع من وقت لآخر بدمي للمرضى الذين هم بحاجة ماسة إلى هذا النوع من الفصيلة»، ويضيف «أشعر بالفخر وأنا أقدم هذا العمل الخيري، حتى أصبحت عملية التبرع بالدم روتينية أقوم بها تلقائياً». ولم يكن تبرع أحمد علي بالدم إجبارياً فهو يدرس في جامعة الشارقة ويمر يومياً من أمام مركز خدمات نقل الدم والأبحاث بالشارقة، ويوضح «فكرة التبرع بالدم لم تكن واردة بذهني، لكن مروري الدائم أنا وأصدقائي بجانب المركز دفعنا للتبرع بالدم ومعرفة فوائد ذلك وأهميته بالنسبة للجسم»، ويتابع «تكررت زياراتي للمركز كثيراً وأصبحت من الشباب الذين يذهبون من تلقاء أنفسهم للتبرع»، ويقول «قطرة الدم قد تنقذ حياة الكثير من المحتاجين ونحن لا نعرف ذلك، وكلي أمل أن يقوم الجميع بالتبرع وألا ينتظروا نداء لنجدة المحتاج لهذه القطرات الثمينة»، مشيراً إلى أنه عندما يذهب إلى مركز التبرع يصطحب معه مجموعة من الشباب من طلبة الجامعة ليتبرعوا مثله، ويضيف مبتسما «عندما أنتهي من عملية التبرع بالدم فإني أشعر بنشاط غير عادي، فضلاً عن شعوري بالرضا والراحة النفسية والثواب». فيلم سينمائي تأثره بالفيلم السينمائي الذي عرضته كلية الشرطة وهو في المرحلة الجامعية كان السبب في تبرعه بالدم، يقول محمد خالد «كانت بداياتي مع التبرع بالدم قبل 11 سنة أثناء دراستي الجامعية حيث شاهدت فيلما عن أهمية التبرع بالدم وكيف يتم وما هي مواصفات المتبرع وعمره وأثر قطرات الدم التي يتبرع بها على المحتاج وتأثير ذلك على كريات الدم الحمراء، وكل ذلك أشعرني بالمسؤولية»، مؤكداً أن عملية التبرع بالدم متعة لا تعادلها متعة، فهي تمنح الإنسان شعوراً دائماً بالسعادة والعطاء ومساعدة الآخرين، كما أنها تمنح الجسم الحيوية والنشاط من خلال تجدد الدم أولاً بأول، خاصة إذا كان المتبرع يقوم بهذه العملية بصورة مستمرة. وتقول أم إبراهيم «تم رفض تبرعي بالدم، أحببت أن أقدم عملا إنسانيا، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فبعد التدقيق والفحص رفض طلبي بالتبرع». وتوضح «نسبة الهيموجلوبين في دمي أقل من النسبة المحددة». في المقابل، تطالب أم إبراهيم بضرورة تكثيف التوعية والتثقيف الصحي من قبل المؤسسات الصحية ووسائل الإعلام فيما يتعلق بالتبرع بالدم، موضحة أن الكثير من أفراد المجتمع لا يعلمون كيفية التبرع وأهميته، فيما بعضهم يخاف من عملية التبرع والحقن. أهمية التبرع حول أهمية التبرع المنتظم بالدم، تقول الدكتورة مهرة المرزوقي، مديرة مركز خدمات نقل الدم والأبحاث بالشارقة إن التبرع بالدم المنتظم له عدة فوائد، فهو يؤدي إلى زيادة نشاط نخاع العظم لإنتاج كميات جديدة من الدم، إلى جانب التقليل من نسبة الحديد بالدم، فلزيادة الحديد دور سلبي في مضاعفة الإصابة بالجلطة، وأيضا يؤدي إلى زيادة نشاط الدورة الدموية، ويقلل من نسبة الهيموجلوبين لدى الأشخاص المصابين بالارتفاع الدائم فيه جراء هذه الزيادة، هذه الفوائد الصحية تتحقق عند المتبرع الذي يلتزم بصفة دورية بالتبرع بالدم». وتتابع المرزوقي «نقوم بالحفاظ على صحة المتبرع بالدم، وذلك بعمل عدة إجراءات صحية قبل سحب الدم مثل قياس الضغط، النبض، الوزن، نسبة الهيموجلوبين، نسبة الكريات الدموية البيضاء والحمراء، ودرجة حرارة الجسم، والتاريخ الطبي للمتبرع تحت إشراف مستمر أثناء التبرع من قبل الفريق الطبي». وفيما يتعلق بالمدة المسموح بها للتبرع بالدم بين المرة الأولى والثانية، تقول المرزوقي «يجب ألا تقل عن 60 يوماً على ألا يزيد عدد مرات التبرع على 6 مرات في السنة، وذلك لإعطاء الجسم فترة كافية ليتم تجديد الخلايا الدموية التي تم فقدها أثناء التبرع بالدم»، مشيرة إلى أن السن القانوني المسموح به للتبرع بالدم هو سن الثامنة عشرة إلى سن 65 سنة. الإماراتيون في المركز الأول تقول المرزوقي «حقق مركز خدمات نقل الدم والأبحاث بالشارقة، نجاحاً كبيراً في حث أبناء الإمارات ليكونوا متبرعين بالدم بالدولة، وذلك من خلال الحملات الإعلامية وحملات التبرع بالدم بواسطة بنك الدم المتنقل، وقد حل الإماراتيون في المركز الأول ضمن أكثر من 86 جنسية تبرعت في بنوك الدم المتنقلة، وهذا نجاح كبير في إيجاد دعامة كبيرة للدولة من المتبرعين الطوعيين بالدم من أبناء الإمارات، حيث بلغ إجمالي عدد الوحدات الدموية المسحوبة خلال عام 2009 حوالي 86.000 وحدة دموية على مستوى الدولة، وكانت (فصيلة O موجب) الأعلى تبرعا والفئة العمرية من 26-35 الأكثر تبرعًا». ويعتبر الرجال على مستوى الدولة وعالمياً أكثر تبرعاً من النساء، إلى ذلك تقول «حيث تبلغ نسبة المتبرعات 6% مقابل 94% من الرجال على مستوى الدولة. كما أن نسبة التبرع بالدم من خلال مركز خدمات نقل الدم خلال الأوقات الرسمية 22% من المتبرعين الدائمين و78% من خلال حملات التبرع بالدم، والتي تنسق بشكل يومي على مدار السنة وفي المناسبات». وتضيف أن «المركز يقوم بصرف الوحدات الدموية ومكوناتها على مدى 24 ساعة للمستشفيات الحكومية والخاصة على مستوى الدولة». بنوك الدم المتنقلة تقول الدكتورة مهرة المرزوقي، مديرة مركز خدمات نقل الدم والأبحاث بالشارقة، إن «هذه الحملات تنظم انطلاقا من برنامج الحملات من خلال استخدام بنوك الدم المتنقلة لدعم برامج نقل الدم بالدولة ودعم حاجة العمليات الجراحية مثل (العمليات الجراحية اليومية، وجراحات القلب وحالات الولادة التي تستدعي نقل دم، والحالات المرضية التي تحتاج إلى نقل الدم بصفة مستمرة، ودعم حاجة أطفال الثلاسيميا لنقل الدم المستمر، ودعم أقسام الحوادث بالمستشفيات على مستوى الدولة».
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©