الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«العبرة» تمكن ركابها من رؤية معالم دبي السياحية

«العبرة» تمكن ركابها من رؤية معالم دبي السياحية
8 نوفمبر 2010 21:48
يعتبر خور دبي، الذي يستقطب السياح من كلّ مكان، لسانا بحريا يشبه النهر يبلغ طوله حوالي 15 كم، يقسم المدينة إلى شقيها الأساسيين ديرة وبرّ دبي، ويحتضن هذا الخور العديد من السفن العربية من طراز البوم والأحجام الصغيرة مثل العبرات، ليشكل ميناء طبيعيا داخل مدينة دبي. سفن خشبية تعدّ العبرات، وهي السفن القديمة المصنوعة من الخشب، من أقدم وسائل النقل التي تسير في الخور، وأوفرها أجرة، وأكثرها إقبالا من قبل السياح والركاب، ويشير تاريخها القديم إلى أنها كانت تنقل الناس بين برّي دبي قديما، لكنها تطورت اليوم لتصبح أكبر حجما من السابق ولتعمل محركاتها باستخدام وقود «الديزل». وتستخدم العبرة حاليا كوسيلة سياحية للتجول في الخور والتنقل بين أطرافه، من أسواق ديرة إلى أسواق دبي، وتبلغ أجرة العبور بين الضفتين درهما فقط، لكنها من الممكن أن تقفز إلى 100 درهم تقريبا إذا ما أراد الشخص أن يضعها تحت تصرفه ويتجول فيها داخل الخور لمدة ساعة كاملة، تأخذه خلالها في رحلة تاريخية مميزة تبدأ من المحطة الرئيسية إلى مدخل الخور من جانب البحر ثم إلى جسر المكتوم لتمرّ في طريقها بالكثير من معالم المدينة التاريخية والعصرية، حيث الأسواق التي تستهوي المتفرجين والمصورين، وليشتم رائحة الزمن الماضي من أكياس التوابل والبخور والزهورات والأعشاب الطبيعية التقليدية في سوق التوابل. ملمح قديم شكلت «العبرة» جانبا متميزا من ملامح الحياة القديمة، باعتبارها الوسيلة الرئيسية لعبور الخور بين الأقسام الثلاثة التي تتألف منها المدينة، ونقل الناس إلى السفن الراسية بعيدا عن شواطئ الخور وكان العبارون يقومون في الصيف بتثبيت مظلات فوق قواربهم لوقاية الركاب من الشمس ولكنهم يضطرون إلى نزعها إذا ما كانت الرياح قوية، فكان الأمر يقتضي التجديف بقوة لدفع العبرات وسط تيارات المد القوية وكانت العبرات ترسو في أي مكان. وتقسم العبرات المتجولة في خور دبي إلى قسمين، الأول يشمل تلك العبرات التي تستخدم فيها الوسائل القديمة المجاديف للتنقل من ضفة إلى أخرى، وهي الوسيلة التي تم استخدامها في هذا الشريان الحيوي منذ القدم. أما القسم الثاني من العبرات فهو عبارات المحركات التي تم استخدامها مع تطور وتنامي وتيرة العمل اليومي في إمارة دبي. تغير الحال فيما مضى كان الناس يستقلون «العبرة» مقابل مبلغ مالي زهيد جداً، أقله بيزة هندية ثم ازداد ثمن الأجرة مع مرور الزمن إلى روبية حين تغيرت أحوال «العبرة» من الجرّ بالمجداف إلى تشغيلها باستخدام الماكينة كما هي عليه الآن، لتقل عدداً من الأفراد يتراوح ما بين 5 و 15 شخصا حسب حجم «العبرة»، وتشير إحصائية بلدية دبي إلى أن هذه العبرات تنقل حوالي 40 ألف راكب يوميا، أما يوم الجمعة ومواسم الأعياد فيصل عدد الركاب إلى حوالي 60 ألفا يوميا. وتقول فاتن السيّد، وهي سيدة مقيمة في الشارقة، «استهواني منظر العبرة وهي تجول في الخور، فأحببت أن استقلها مع أطفالي، وقد كانت رحلة جميلة ورخيصة للغاية، تجولنا بفضلها في أرجاء الخور مع السياح من كافة الجنسيات». أما علي فتحي فيشير إلى أنه يستخدم هذه الوسيلة يوميا للانتقال من منزله إلى موقع العمل وبالعكس، فهي وسيلة سريعة وآمنة، ورخيصة الثمن أيضا.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©