واشنطن، أثينا (د ب أ، أ ف ب) - أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما لرئيس الوزراء اليوناني أنطونيس ساماراس خلال لقائهما أول أمس، دعم الولايات المتحدة لليونان في مواجهة أزمتها المالية الطاحنة في الوقت الذي تستعد فيه أثينا لجولة جديدة مع الدائنين الدوليين بشأن تخفيض جديد لديون اليونان مع ارتفاع معدل البطالة لديها إلى مستويات قياسية.
وأشار بيان صادر عن البيت الأبيض إلى أن جدول أعمال القمة الأميركية اليونانية في واشنطن شمل أيضا قضية توحيد شطري جزيرة قبرص والعلاقات التجارية ومبادرات مكافحة الإرهاب.
وتأتي هذه القمة قبل الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في ألمانيا يوم 22 سبتمبر المقبل حيث تعهدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تسعى للفوز بولاية حكم ثالثة بعدم تخفيف الضغوط على اليونان لحملها على مواصلة الإصلاحات الاقتصادية والمالية مقابل حصولها على مزيد من المساعدات الدولية.
وكان صندوق النقد الدولي قد أصدر في 31 يوليو الماضي قرارا أشار فيه إلى احتمال حاجة اليونان التي تعاني ركوداً اقتصاديا مستمرا منذ ست سنوات إلى المزيد من القروض الأوروبية لتحقيق أهداف برنامج الإنقاذ المالي. ولم يتحدد حتى الآن مصير الدفعة الجديدة من حزمة قروض الإنقاذ لليونان وقيمتها 4,4 مليار يورو (5,8 مليار دولار) والمقرر صرفها العام المقبل. بلغ معدل البطالة في اليونان مستوى قياسيا قدره 27,6% خلال مايو الماضي بحسب هيئة الإحصاء اليونانية. ويبلغ معدل البطالة بالنسبة للشباب بين 15 و24 سنة حوالي 64,9%.
ودعا أوباما إلى اعتماد سياسة نمو في اليونان مؤكدا أمام رئيس الوزراء اليوناني انتونيس ساماراس أن التقشف لا يمكن ان يكون الاستراتيجية الوحيدة للخروج من الأزمة.
وأقر الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء اليوناني اللذان عقدا اجتماعا في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض بعد ظهر أمس الأول بأهمية الإصلاحات الجوهرية في اليونان.
وقال أوباما للصحفيين “أثق برئيس الوزراء ساماراس من أجل مواصلة هذه الإصلاحات الهيكلية”.
وأضاف “اتفقنا أيضا على انه من احل مواجهة الصعوبات التي تواجهها اليونان، لا يمكننا أن نعتبر أن التقشف استراتيجية”.
وأوضح “من المهم أيضا التركيز على النمو والتوظيف لان التاريخ اظهر ان الدول النامية مع مستوى عال من التوظيف (...) تتوصل بشكل أسهل الى تقليص الديون من الدول التي فقد فيها الناس الأمل”.
وقال أوباما أيضا “نريد ان نفعل بشكل يرى فيه اليونانيون ضوءا في آخر النفق” مشيرا إلى انه اعرب لضيفه عن دعم الولايات المتحدة “في عملية صعبة”.
ومن ناحيته وبعد أن تعهد بـ”عمل ما يلزم” من أجل إصلاح المؤسسات في بلاده، أشار ساماراس الى أهمية “التركيز على النمو وخلق وظائف جديدة خصوصا للشباب” مذكرا بان البطالة في بلاده تخطت الـ 60%.
وقال “نجتاز مرحلة صعبة جداً والتضحيات التي قدمها اليونانيون كبيرة ولكنها لن تذهب سدى”.
وقال مكتب الإحصاء اليوناني أول أمس إن معدل البطالة في البلاد وصل إلى مستوى قياسي عند 27,6% خلال مايو. وبلغ معدل البطالة بين الشباب 64,9% أي أن حوالي ثلثي الشباب عاطلون عن العمل.
وجاء الرقم الجديد أعلى من معدل 27% المسجلة في أبريل وأعلى من 23,8% في مايو من العام الماضي. وقال البنك المركزي اليوناني إن توقعات التوظيف ظلت قاتمة إذ من المتوقع أن ينكمش الاقتصاد اليوناني بنسبة 4,5% على الأقل هذا العام. وتطبق اليونان التي ترزح تحت الديون إجراءات تقشف لا تحظى بشعبية يطالب بها الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي مقابل تقديم برنامج إنقاذ بعدة مليارات من اليورو. وتشهد البلاد ركودا للعام السادس على التوالي.
عدد اليوم
