أعلنت الأمم المتحدة انها نجحت في توفير الإمدادات الإنسانية من مياه وخدمات صحية وخدمات الصرف الصحي لمزيد من الصوماليين في مواجهة المجاعة التي حصدت بالفعل أرواح عشرات الآلاف من الأطفال. وقال مسؤولون بالأمم المتحدة في الصومال ومنسق الطوارئ الإنسانية في مجلس الأمن الدولي إن العقبة الكبرى التي كانت تحول دون وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق الأكثر تضررا من المجاعة في جنوب البلاد قد زالت، بعدما انسحب مسلحو جماعة الشباب فجأة الأسبوع الماضي.
وقال المدير الاقليمي لبرنامج الاغذية العالمي في شرق ووسط افريقيا ستانليك سامكانجي للصحفيين أمس “تمكنا خلال الشهر الماضي من كسب فرصة اكبر لدخول مناطق لم نكن نقدر في السابق على العمل فيها. “ما شهدناه على مدى الأسابيع القليلة الماضية ان جيوبا إضافية فتحت، حيث يمكننا تقديم المساعدة في مناطق صومالية كانت مغلقة أمامنا”.
ورفض سامكانجي التصريح بالمناطق التي أصبح البرنامج يعمل فيها بحرية أكبر خوفا من أن تصبح هدفا، وكان البرنامج يقول إن وكالات الإغاثة لا تستطيع الوصول إلى أكثر من مليوني صومالي في المناطق الأكثر تعرضا للمجاعة، واغلبها في جنوب الصومال لأن جماعة الشباب منعت دخول منظمات الإغاثة إليها.
وقالت كاثرين براغ، نائبة منسق الإغاثة الطارئة بالمنظمة الدولية إن ما يصل إلى 100 ألف صومالي نزحوا إلى العاصمة مقديشو هربا من المجاعة في الجنوب، ليلتحقوا بأكثر من 370 ألف نازح يبحثون بالفعل عن مأوى في المدينة. كما فر البعض إلى كينيا وإثيوبيا اللتين تعانيان في الأساس من نفس موجة الجفاف التي تجتاح منطقة القرن الإفريقي حيث يتهددهما خطر المجاعة.
وقالت الأمم المتحدة ان المجاعة الاسوأ في الصومال منذ 60 عاما تتسبب في وفاة 13 من بين كل عشرة آلاف طفل دون الخامسة يوميا خلال الأشهر الأخيرة. وقالت براغ إن 7ر3 مليون شخص يعانون من أزمة المجاعة في أنحاء الصومال بما في ذلك 2ر3 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدة لإنقاذ أرواحهم. ولفتت إلى أنه يتم توفير الإمدادات الغذائية والمياه وخدمات الصرف الصحي بشكل متزايد إلى مئات الآلاف من الأشخاص.
وقالت براغ: “العمليات الإنسانية في مقديشو لا تزال معقدة وزيادة الأنشطة ليست مسعى سريعا”. كما أشارت إلى أن الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني لا تزال تقيم انسحاب الشباب، لأن هذا الانسحاب ليس كاملا ولا تزال مسألة الأمن في بعض المناطق فيها نظر، لافتة إلى أن عمليات الإغاثة لا تزال تحتاج إلى 3ر1 مليار دولار بعدما تعهدت الدول المانحة بتقديم مليار دولار. وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى المنظمة الدولية سوزان رايس إن بلادها وحدها تبرعت بـ 565 مليون دولار لجهود مكافحة المجاعة في القرن الإفريقي.
من جانب آخر، قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون أمس إن الولايات المتحدة ستقدم 17 مليون دولار أخرى لمساعدة دول القرن الافريقي التي تعاني من مجاعة وستخصص 12 مليون دولار لمساعدة الصوماليين. وقالت كلينتون في كلمة إن الأموال الجديدة - التي تأتي بالإضافة إلى 105 ملايين دولار من المساعدة الأميركية تم الإعلان عنها يوم الاثنين- ستصل بإجمالي المساعدة الإنسانية الأميركية للمنطقة إلى أكثر من 580 مليون دولار هذا العام.
عدد اليوم
