الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ثمن الخوف

ثمن الخوف
8 نوفمبر 2010 21:52
المشكلة عزيزي الدكتور: أنا فتاة أبلغ من العمر أربعة وعشرين عاماً، ارتبطت بعلاقة مع شاب منذ خمس سنوات ولمدة ثلاث سنوات متصلة حتى انتهيت من دراستي الجامعية، ثم اختلفنا منذ ستة أشهر. وخلال هذه المدة القصيرة التي تزامنت مع عملي في إحدى الشركات تعرفت إلى زميل جاد وخلوق ومهذب للغاية وأحببته وأحبني كثيراً. ولم أجد مفراً غير مصارحته بعلاقتي السابقة؛ لأنه يريد الزواج مني، ولا أريد أن أخفي عنه شيئاً؛ لأن ما كان بيننا ليس به ما يشينه. لكن الشاب الأول بمجرد ما سمع بهذا الأخير عاود الاتصال بي، وقال إنه تركني هذه المدة فقط لأختبر عاطفتي نحوه، وإنه لم ينسني قط، وإنه واثق من حبي له بالرغم من فراقنا وإنني مازلت ملكه وكأنني زوجته - كما يقول ـ . وبقيت حائرة بين الاثنين، فالأول مازال متمسكاً بي ويعلل ذلك بسنوات حبه لي، وبات يهدد ويتوعد إن تخليت عنه، والثاني أشعر أنني أحببته حباً حقيقياً ناضجاً أنساني التجربة الأولى، وأعرف أنني لو أقول له إن الشاب الأول قد عاود الاتصال بي سيبتعد عني ولا يتفهمني. ولسوء حظي علم الاثنان من مصادر أخرى وتكلما مع بعضهما بعضا. لكنني صارحت الأول وقلت له إنني نسيته وإنني أحب زميلي الجديد، وقد عرفته في المدة التي كنا مفترقين فيها، ولم يتفهم وراح يهددني بأن يخبر أسرتي بكل شيء، وأخشى من غضب والدي الذي لا يرحم ولا يتفهم لمثل هذه الأمور. أما الثاني، فكان لطيفاً جداً معي، وبالرغم من ظنونه أنني خنته ولم يصدقني، قال لي إنه يحبني لكنه لا يستطيع أن يكمل معي لعدم راحته من علاقتي السابقة. فما الحل؟ إنني في حيرة كبيرة من أمري في أن أختار الشاب الأول الذي يهددني بإخبار والدي وعائلتي، وبين الثاني الذي أحبه وأراه الأفضل في الارتباط والزواج منه. فماذا أفعل؟ ندا س. س. النصيحة لا أجد مُبرراً لكل هذه الحيرة، وكل هذا الخوف يا عزيزتي، إلا إذا كان هُناك ما تخافين منه ويهددك به صاحبك الأول. هل حدث بينكما ما تخجلين منه؟ .. هُناك لغزٌ أو حلقة مفقودة عليك أن تتعاملي معها بحذر. فإذا كان صديقك الثاني لم يقدر علاقتك السابقة، أو لم يتقبلها أو لم يستوعبها، فأظنه لمس أشياء تدعوه إلى التردد والتراجع - لا سيما بعد لقائه بصديقك الأول - وربما قد ذكر له أشياء دفعته إلى هذا التراجع، وقد تكون صحيحة أو غير صحيحة. إن لم يكن هُناك ما تخشينه، يمكنك أن تستعيني بأحد الأقارب المؤثرين لمكاشفة والدك وأسرتك بالأمر، إن كان قرارك اختيار زميلك في العمل، ولا خوف من صديقك الأول. لكن ما فائدة ذلك إن كان زميلك في العمل تخلى عنك مع أول عقبة أو مشكلة. .. قد يكون مناسباً لك أن تتخلي عن هذا وذاك، فكلاهما غير جدير بك.. فالثاني لم يقدر الماضي ولم يتقبله، والأول يلوح بالتهديد والتخويف. وأظنُ أن الحياة السعيدة لا تستقر أبداً مع الخوف وعدم الاطمئنان.. ولك حرية الاختيار في النهاية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©