الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نزوات زوج

8 نوفمبر 2010 21:52
المشكلة عزيزي الدكتور: أنا متزوجة من أربع سنوات من زوج منسب طيب ويحبني، ويردد دائماً ويؤكد أنه يحبني رغم ما حدث بيننا من خلافات، وأنجبنا خلال هذه المدة طفلاً وطفلة، ومشكلتي أنني اكتشفت أن زوجي غير محافظ على الصلوات في أوقاتها، وغير ملتزم دينياً، وأنه يتحدث سراً إلى الفتيات في المحمول، وعرفت أنه صاحب علاقات متعددة قبل زواجنا، ولم يقلع عن كثير من هذه العلاقات حتى الآن. ولم أجعله يلاحظ أنني على علم بعلاقاته هذه، وحاولت جاهدة أن أجذبه نحوي بكل الطرق، وظننت انه مع الوقت سوف ينساهن. لكن ضقت ذرعاً بتصرفاته ولم أعد أتحمل هذا الوضع ووجدت نفسي أواجهه بالحقيقة. ووعدني أنه سيقطع تلك العلاقات وأن السبب ليس مني، وانها علاقات عابرة ترجع بداياتها من أيام العزوبية. لاحظت بعدها أن اتصالاته قلت إلا أنه اعتمد طريقة جديدة عن طريق “الماسنجر”. وواجهته، ووعدني ووثقت بوعده لي، لكن ألاحظ عليه أحياناً أنه عندما أدخل الغرفة يغلق جهاز الكمبيوتر فجأة وينظر خروجي من الغرفة. وبدأت تراودني الشكوك من جديد وبدأت أفتش في بريده الإلكتروني وصعقت عندما وجدت سجل محادثاته مملوء بالصور المبتذلة والأفلام الإباحية والمصائب، ولاحظت أنه يتحدث معهن أحياناً عما يجري بيني وبينه من علاقات خاصة جداً. فقدت الثقة به وصارحته ووعدني مرة أخرى بالتخلص من كل تلك العلاقات. ووعدته أنا بمساعدته، وحاولت التغيير من نفسي نحو الأفضل، وبدأت أبحث معه في النت عن طرق تسعده، لكن بعد مدة اكتشفت أن علاقاته مازالت مستمرة. وأصبح يتذمر عندما أصارحه وأتحدث معه عن مشكلته. وعدت نفسي ألا أفتش وراءه بعد ذلك حتى لا أصدم بما أرى، وانشغلت ببيتي وأطفالي، إلا أن تصرفاته مازالت تؤلمني وتذكرني بماضيه العفن، وأنه يحرص أن يجعل لجهازه رقماً سرياً حتى لا أفتش وراءه. وأنه لم يقلع بعد عن هذه العلاقات الآثمة. ماذا أفعل؟ تعبت ولم أعد أشعر بالأمان معه ولا أعلم لماذا يفشل في قطع علاقاته تلك إذا كان فعلاً يحبني؟ ماذا أفعل معه؟ أم حسناء النصيحة سيدتي: أظن أن مشكلتك يشاركك فيها عدد كبير للغاية من الزوجات مثلك، وغالباً أن ماضي الزوج يؤرق هؤلاء الزوجات، وكثير منهن نجحن في تجاوز هذه العلاقات والتغلب على الشكوك بالمزيد من الاهتمام بالنفس، والتغاضي عن كثير من تصرفات الأزواج “المراهقة” والتركيز على البيت والأبناء حتى عاد كثير من أصحاب هذه النزوات إلى رشدهم وهداهم الله، وأعرف عدداً ليس بقليل من أصحاب مثل هذه الحالات وقد أصبحوا يخلون من تصرفاتهم تلك التي تضعهم في موقف لا يحسدون عليه أمام صغارهم. لكن دعيني أصارحك أن معتادي هذه الصغائر والنزوات عادة هم رجال يتسمون بضعف واضطراب في الشخصية، ويجدون صعوبة ما في التخلي عن عاداتهم التي لا يجنون من ورائها سوى المتاعب والندم. ولا تستغربي احتفاظ زوجك بحبه لك رغم ما يكرر من فشل وعدم الوفاء بالوعد. وما عليك إلا أن تراجعي مدى اهتمامك به، وببيتك وأطفالك، وعودي إلى عدم الاكتراث ولو بالتصنع، وأثبتي له أنه عائد إلى بيته ورشده مهما كان، وادعي له بالهداية وأن يخلصه ربك من هذا الداء، واحرصي على صلواتك وفروضك أمامه دون أن تطلبي منه ذلك حتى لا ينفر، وثقي بأن اليوم الذي يخجل فيه من نفسه أمامك وأمام أطفالك ليس ببعيد إن شاء الله. فلا تظهري له أبداً غضبك منه، وحاولي زرع الثقة لديه مرة أخرى وافتحي صفحة جديدة معه بكل الحب والحنان. وأكثري له من الدعاء لله سبحانه وتعالى، ونسال الله العظيم أن يوفقك ويفرج كربتك إن شاء الله.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©