الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

منتخبنا ينهي مشاركته في «لندن 2012» بأداء متميز

منتخبنا ينهي مشاركته في «لندن 2012» بأداء متميز
3 أغسطس 2012
رفض المنتخب الأولمبي لكرة القدم أن يودع منافسات دورة الألعاب الأولمبية لندن 2012 من دون الحصول على نقاط في مشاركته التاريخية في الأولمبياد، ونجح في تحقيق التعادل مع المنتخب السنغالي 1-1 في مباراة أمس الأول باستاد كوفنتري، في ختام مباريات الدور التمهيدي للمجموعة الأولى، ليحصل على نقطة وحيدة، لكنه في الوقت نفسه قد حقق من المكاسب ما يفوق الحصول على نقطة “يتيمة” في سباق المجموعة الأولى على الرغم من الوداع المبكر. نجح منتخبنا في أن يحظى مجددا باحترام الجميع بعد عرض جيد ومنضبط خططياً أمام أحد أقوى المنتخبات، وأن يقدم عرضاً فنياً راقياً، أكمل به الأداء الجيد الذي قدمه أمام أوروجواي وبريطانيا في الجولتين السابقتين على الرغم من الخسارة لينهي مشاركته الأولى في الأولمبياد بشكل مشرف، وذلك بعد أن حظي بإشادة الجميع، وفي مقدمتهم مدربو الفرق المنافسة، وكان آخرهم مدرب المنتخب السنغالي عبد الكريم ضيوف، الذي ذهب إلى أعضاء الجهاز الفني لمنتخبنا عقب المباراة وقال لهم: “فريقكم يلعب كرة جميلة على طريقة برشلونة”. قدم المنتخب الأولمبي عرضاً جيداً أمام المنتخب السنغالي، بعد أن لعب بجدية كبيرة على الرغم من عدم أهمية المباراة من الناحية الحسابية في ظل تأكد الخروج من سباق المنافسة على التأهل، وكانت هناك حالة من الإصرار على تحقيق نتيجة جيدة وتفادي الأخطاء التي حدثت أمام أوروجواي وبريطانيا، وأدت إلى الخسارة، كما أن التحرر من الضغوط قد تسبب في تقديم اللاعبين مستوى أفضل خططياً في مواجهة المنتخب السنغالي صاحب القدرات البدنية والمهارية الكبيرة. طريقة مثالية بدأ “الأبيض” المباراة بتوازن كبير في الأداء بين الدفاع والهجوم، واهتم مهدي علي مدرب المنتخب بتضييق المساحات بين لاعبيه في كل الخطوط لمنع انطلاقات لاعبي المنتخب السنغالي، وكذلك أدى اللاعبون المهام الدفاعية والهجومية بطريقة “مثالية” بالضغط المستمر على لاعبي الفريق المنافس عند فقد الكرة والتحول السريع من الدفاع إلى الهجوم عند تسلمها، وهو ما منع لاعبي السنغال من تقديم مستواهم الحقيقي، الذي ظهروا به في مباراتي بريطانيا وأوروجواي. واستخدم مهدي علي ورقة راشد عيسى في اللقاء بشكل جيد في ظل توظيف اللاعب بالتحرك في اليمين واليسار والعمق بحرية كبيرة لكن مع التزام خططي خلف إسماعيل مطر وأحمد خليل، وهو ما كان دعماً كبيراً للقدرات الهجومية بجانب عمر عبد الرحمن وبقية لاعبي الوسط، الذين قاموا بالدور الأكبر في مواجهة لاعبي منتخب السنغال، واستطاعوا فرض إيقاع اللعب الذي يريدونه على المنافس طوال الوقت. وبفضل الانضباط الخططي وقلة الأخطاء الدفاعية وتميز الحارس البديل خالد عيسى نجح منتخبنا في أن ينهي الشوط الأول متقدما بهدف إسماعيل مطر، الذي سجله بمهارة عالية وتحت ضغط كبير من مدافعي السنغال بعد تمريرة من المتألق راشد عيسى، وهو هدف لا يحرزه سوى إسماعيل مطر في ظل صعوبة تسديد وضيق الزاوية إلى المرمى، وهو ما كان مثار إعجاب الجميع بقدرات قائد منتخبنا، الذي أحرز هدفاً “عالمياً”، على طريقة الكبار، وهو الهدف الثاني له في البطولة، التي شارك فيها للمرة الأولى. واعتمد لاعبونا على “الديناميكية” في تبادل المراكز وتمرير الكرة والانتقال من حالة الدفاع إلى الهجوم، حتى نجحوا في إنهاء الشوط الأول بالتقدم 1 - صفر، على الرغم من محاولات السنغال الهجومية القوية والمتتالية على مرمى خالد عيسى، التي كان حمدان الكمالي مدافع منتخبنا أحد أبرز المتصدين لها، بعد أن لعب أفضل مبارياته في منافسات لندن، ومعه بقية لاعبي خط الدفاع، الذين تحملوا عبء الهجمات المتتالية لمنتخب السنغال، التي اتسمت بالقوة والسرعة وتنوع مصادرها من الجانبين والعمق. وعلى الرغم من التأثر الطبيعي بهبوط معدل اللياقة البدنية في الشوط الثاني بفضل الجهد المبذول في الشوط الأول ومن قبله مباراتي أوروجواي وبريطانيا، إلا أن الأداء لم يهتز كثيراً، وذلك في ظل حالة “الهياج” الهجومي للاعبي المنتخب السنغالي من أجل تعويض الهدف واللعب على الفوز، وهو ما تسبب بالفعل في العديد من الفرص للفريق لمنافس، لكن ظل منتخبنا على حالة الانضباط الخططي واللعب بهدوء شديد في مواجهة “التهور” السنغالي الهجومي، الذي أفقد هذه الهجمات الدقة في أحيان كثيرة، وكان سبباً في ضياع العديد من الأهداف. وكان طبيعياً أن ينجح منتخب السنغال في تسجيل هدف التعادل في بداية الشوط الثاني، وهي الدقائق التي عادة ما تشهد قلة تركيز من لاعبي منتخبنا، وهو ما تسبب في إدراك موسى كوناتيه هدف التعديل، وبعد أن تأكد مهدي علي من هبوط معدل اللياقة وتراجع الفريق للدفاع كثيراً، أجرى تبديله الأول بإشراك إسماعيل الحمادي بدلاً من أحمد خليل في الدقيقة 60، ثم علي مبخوت بدلاً من راشد عيسى في الدقيقة 65 من أجل الحفاظ على التوازن الهجومي وعدم ترك الفرصة للاعبي السنغال لزيادة تقدمهم باتجاه مرمانا. ونجح منتخبنا في الاحتفاظ بالثبات الانفعالي في مواجهة الهجوم المكثف من منتخب السنغال، لكنه استعاد زمام الأمور في بعض الأوقات، وهو ما أجبر لاعبي المنافس ومدربهم على التراجع للدفاع للاحتفاظ بالتعادل، الذي يضمن لهم التأهل للدور الثاني، من دون مخاطرة أمام قدرات ومهارات إسماعيل مطر ورفاقه خشية التعرض لهدف ثانٍ، ورد مهدي علي أيضاً بالتهدئة واللعب للاحتفاظ بالنقطة من خلال مشاركة حبيب الفردان بدلاً من إسماعيل مطر لدعم القوة الدفاعية في وسط الملعب. مكاسب كبيرة ومن خلال مباراة السنغال أكد منتخبنا على تحقيق العديد من المكاسب، فمن خلال المتابعة يمكن بسهولة أن نلحظ زيادة ثقة اللاعبين في أنفسهم من مباراة إلى أخرى، بدليل تحقيق التعادل المستحق أمام منتخب السنغال، الذي يعد أقوى كثيراً من منتخب أوروجواي، الذي خسرنا أمامه في المباراة الأولى على الرغم من التفوق عليه طوال اللقاء، وجاء ذلك بفض زوال الرهبة عن لاعبينا وزيادة ثقتهم في أنفسهم بعد خوض مباراتين سابقتين، ويمكن القول إنه لو جاء ترتيب المباريات عكسياً لربما تمكن منتخبنا من تحقيق نتائج أفضل، ودخل سباق المنافسة على الصعود. ومن بين الأشياء الإيجابية أيضاً، التي أكدتها مباراة السنغال، قدرة منتخبنا على التسجيل أمام كل المنافسين، وذلك بإحراز هدف في كل مباراة من المباريات الثلاث على الرغم من قوة المنافسين، وذلك أيضاً في ظل القدرة على مجاراة 3 مدارس كروية مختلفة، حيث يمثل منتخب أوروجواي مدرسة أميركا الجنوبية، ويمثل منتخب بريطانيا الكرة الأوروبية، ويمثل منتخب السنغال الكرة الأفريقية الحديثة. واستحق المنتخب الأولمبي إشادة الجماهير التي حضرت مبارياته الثلاث في مانشستر وويمبلي وكوفنتري، ونجح لاعبونا في أن يتركوا أثراً واضحاً في منافسات الكرة، فقد أصبحت الجماهير هنا تحفظ اسم إسماعيل مطر وعمر عبد الرحمن وراشد عيسى، وتعرف أن لكرة الإمارات منتخباً متميزاً، يمكنه تحقيق ما هو أفضل في المستقبل القريب، كما تتحدث الصحافة العالمية عن “الأبيض” بكل سعادة بما قدمه في أول ظهور له في تاريخ الأولمبياد، بالتأكيد على أنه أحد أفضل الفرق التي لم تتأهل إلى الدور الثاني. إسماعيل مطر: أكدنا امتلاك الإمارات فريقاً للمستقبل كوفنتري (الاتحاد) - عبر إسماعيل مطر قائد منتخبنا الأولمبي عن رضاه عن المحصلة النهائية التي خرج بها منتخبنا من مشاركته في الأولمبياد، وقال: قدمنا مباريات جيدة في البطولة رغم خسارة الجولتين الأولى والثانية، وحاولنا منذ البداية تحقيق الأفضل، لكننا لم نوفق رغم التميز في الجولتين السابقتين. وأشاد مطر بأداء اللاعبين أمام السنغال، وقال: واجهنا منتخباً قوياً، وقدمنا مباراة جيدة، استطعنا بها أن ننهي مسيرتنا في الأولمبياد بصورة جيدة، لنثبت أن كرة الإمارات تملك فريقاً جيداً، يستطيع تمثيلها بشكل جيد في السنوات المقبلة، وهو ما يعتبر أهم مكاسبنا في منافسات دورة الألعاب الأولمبية. وعن الهدف الذي سجله، قال نجم المنتخب: الهدف توفيق من الله، وهو تكليل لجهد كل زملائي بالفريق، وشيء رائع أن أسجل هدفين في منافسات الأولمبياد، وأنا لا أنظر إلى المكاسب الشخصية، وما يهمني هو تحقيق مصلحة الفريق، وكنت أتمنى أن نكمل مسيرتنا بالتأهل للدور الثاني، لكن التوفيق لم يحالفنا.
المصدر: كوفنتري
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©