الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

وزير الثقافة المصري يتراجع عن قرار تقليص «النشر»

وزير الثقافة المصري يتراجع عن قرار تقليص «النشر»
28 أغسطس 2014 23:15
تراجع د. جابر عصفور وزير الثقافة المصري، عما أعلنه بمنتهى الحسم حول إعادة النظر في سياسات وآليات «النشر» في الوزارة، سواء كانت مجلات أو كتبا، وأن الأمر سيقصر مشروع النشر بالثقافة الجماهيرية، الذي يصدر قرابة العشرين سلسلة ما بين الأدب والترجمة والتراث وخمس مجلات الى مجلة وسلسلة أدبية وحيدة مختصة بأدباء الأقاليم في مصر. وعندما اعترض عدد من الأدباء والمسؤولين بالوزارة عبر الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي تراجع، وأصدر مكتبه بيانا مقتضبا قال فيه «إن سياسة النشر بوزارة الثقافة مستمرة كأحد المشروعات الثقافية المهمة، وأنه يقوم بدعم النشر ودراسة سبل تطويره، وأنه لا تقليص في حجم وعدد الإصدارات بأي جهة، وأنه لم يتم وقف أي إصدار من أي من جهات الوزارة». وهذا التراجع ليس الأول للوزير، حيث سبق أن حدث على نطاق أضيق عندما تراجع عن إعفاء الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي من رئاسة مجلة «ابداع» بعد ان ظل بها قرابة ربع القرن، وان كان حجازي قد عالج هذا التراجع باستقالته التي أعلنها مؤخرا. مشروع نشر الثقافة الجماهيرية من مشروعات النشر المهمة في مصر والعالم العربي، ويصدر خمس مجلات بينها مجلة «الثقافة الجديدة»، وقرابة العشرين سلسلة شهرية تنشر الأدب والترجمة والنقد والتراث وضمنها «سلسلة آفاق الكتابة العربية» المهتمة بنشر أعمال كبار الأدباء العرب من خارج مصر، ونشرت أعمالا لأدونيس والطيب صالح وعبد الرحمن منيف وهدى وبركات وحنان الشيخ وغيرهم. وهذا المشروع بدأ في التسعينيات، وأحدث ما يشبه الثورة في صناعة الكتاب الحكومي وبأبسط الإمكانيات وفي شقة عبارة عن غرفتين كانت في الأصل منحة حكومية لفقراء الشباب المقبل على الزواج في عهد الرئيس الراحل أنور السادات. وفي سنة 2002 حدثت أزمة كبيرة في مصر عندما نشر في سلسلة «آفاق الكتابة» رواية «وليمة لأعشاب البحر» للكاتب السوري حيدر حيدر التي هاجمها «إسلاميون» وشيوخ في الأزهر الشريف ونواب في البرلمان المصري وصادرتها وزارة الثقافة. غير أنها لم تؤثر في جوهر المشروع، واستمر كما كان بمجلاته وسلاسله بما فيها سلسلة «آفاق الكتابة» ناشرة رواية «وليمة لأعشاب البحر»، وبعد سنوات قليلة وقعت ما عرف بـ»أزمة الروايات الثلاث» التي هاجمها إسلاميون وصادرتها أيضا وزارة الثقافة وأثرت فعليا على المشروع وقلصت بعض مطبوعاته وسلاسله ولكنه عاد كما كان. وبعد ثورة 25 يناير صارت الثقافة الجماهيرية المختصة أساسا بتثقيف الأقاليم تصدر في القاهرة خمس مجلات أدبية وفنية منتظمة، وقرابة عشرين سلسلة تنشر الأدب والترجمة والتراث والأعمال الأدبية لكتاب عرب من خارج مصر، لكن مستوى ما ينشر به برأي كثيرين انخفض، وراجت به أعمال بل سلاسل مجلات لا غرض منها إلا المجاملة والتسكين، وانصرف عنه الكثير من الأدباء والقراء، واضطر مسؤولوه مؤخرا إلى تخفيض المطبوع منه الى ما لا يزيد عن ثلث ما كان يطبع منه في عصره الذهبي.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©