خصخصة البريد تثير انقسامات في بريطانيا

تواجه حكومة رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون تمرداً كبيراً في صفوف مؤيديها وتهديداً من إحدى النقابات بالاضراب بشأن خطط الخصخصة الجزئية لجهاز البريد المملوك للدولة· وأكدت الحكومة انها ستقدم تشريعا يسمح ببيع حصة صغيرة في جهاز البريد الملكي اليوم (الخميس) الى مجلس اللوردات في البرلمان· وقال مايكل كونارتي النائب في حزب العمال الذي يتزعمه براون ان الاقتراح سيكون ''انتحاراً سياسياً'' للحكومة وقد يقضي على فرص فوزها في الانتخابات العامة القادمة المقررة في يونيو عام ·2010 وتأتي حكومة العمال التي تناضل ضد ازمة البنوك والركود الاقتصادي متأخرة عن المعارضة المحافظة بحوالي 12 نقطة في استطلاعات الرأي· وفي تجمع مزدحم قرب البرلمان استمع اكثر من 500 من موظفي البريد لعدة خطباء يدينون هذا الاقتراح، وقال بيللي هايز الأمين العام لنقابة عمال الاتصالات التي تمثل موظفي البريد الملكي امام التجمع ''نحن مع تحديث البريد الملكي، لكننا لن نقف مكتوفي الايدي لنرى هذه الصناعة تخضع للخصخصة''· وقال ديف وارد نائب هايز انه اذا مضت الحكومة قدما فإن نقابة عمال الاتصالات ربما تنهي انتماءها لحزب العمال الذي يعتمد على النقابات في الجزء الاكبر من تمويل نشاطه· وقال ''اذا كان الأمر كذلك في مرحلة معينة من هذه الحملة فإن اعضاءنا سيقومون باضراب من اجل هزيمة هذه الخطة وسنفعل ذلك''· وكان وزير الاعمال بيتر ماندلسون قد رحب في ديسمبر الماضي بعرض شركة النقل الهولندية (تي ان تي) بالحصول على حصة اقلية في البريد الملكي· ووقع 145 نائبا في البرلمان معظمهم من حزب العمال مذكرة تعارض الخصخصة الجزئية للبريد الملكي، ويتمتع حزب العمال باغلبية 63 نائبا فقط في مجلس العموم بالبرلمان لذا فمن المرجح ان يعتمد على دعم من المحافظين لإجازة هذا التشريع· وردت الحكومة بالتأكيد على خطورة العجز الذي يبلغ 5,9 مليار جنيه استرليني (8,6 مليار دولار) في صندوق التقاعد بالبريد الملكي وحذرت من ان الجهاز سيتعرض وضعه للخطر اذا لم يتم تحديثه· ويقول المعارضون ان الحكومة تقترح دعم ديون صندوق تقاعد البريد الملكي وانه لا توجد حاجة الى بيع جزء من الجهاز، ومع ذلك فإن ماندلسون قال ان الاثنين يمضيان معا، وقال في بيان ''اذا كان دافع الضرائب سيتحمل العجز في صندوق التقاعد فإنه ينبغي ان يحصل مقابل ذلك على خدمة بريدية محسنة بالكامل''· وقال آدم كروزير مدير البريد الملكي امام لجنة برلمانية ان البريد الملكي ينبغي ان يثبت جاذبيته امام مستثمري القطاع الخاص بالرغم من الانكماش الاقتصادي· واضاف ان ادخال خبرة خارجية جزء من الحزمة التي تشمل رأس المال من الاسهم وان الفرصة التجارية هي ''الوسيلة الاسرع والافضل'' لتغيير مفهوم البريد الملكي''، وقال ان البريد الملكي يحتاج الى استثمار يصل الى مئات الملايين من الجنيهات لكنه لم يقدم رقماً محدداً· ويخشى معارضو الخطة ان تؤدي الخصخصة الجزئية الى تعريض التزام البريد الملكي بتوصيل البريد بنفس السعر للجميع، وحتى في المناطق الريفية النائية، للخطر·