الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«سباركس» تحارب اكتئاب المراهقين

3 أغسطس 2012
أوكلاند (ا ف ب) - قد تساعد ألعاب الفيديو المراهقين على محاربة الاكتئاب. ففي نيوزيلندا، طور أحد علماء النفس لعبة تتمحور على عالم خيالي ينقذ فيه الشبان العالم من اليأس. وبدلاً من أن تشجع هذه اللعبة المسماة “سباركس” المراهقين على التدمير من أجل المتعة، تساعدهم على مواجهة الاكتئاب انطلاقاً من وسيلة علاجية سلوكية ومعرفية. فقد أراد مصممو اللعبة تطوير أداة مسلية ولافتة مخصصة للمرضى الذين غالباً ما يترددون في طلب النصح أو الذين ينزعجون من توصيات الراشدين. وفي عالم “سباركس” الخيالي، يتحول اللاعب إلى شخصية تدمر الأفكار السلبية بواسطة كرات نارية لإنقاذ العالم من اليأس والتشاؤم. وقالت مديرة المشروع سالي ميري المتخصصة في علم نفس الأطفال في جامعة أوكلاند “إن هذه المقاربة غير التقليدية تشد المراهقين لأنها تسمح لهم بمواجهة مشاكلهم بأنفسهم وعلى طريقتهم الخاصة”، واضافت “لسنا مضطرين إلى معالجة المشاكل النفسية بطريقة جدية للغاية، فالعلاج لا يكون بالضرورة مثيراً للاكتئاب، بل يمكنه أن يكون مسلياً أيضا”. وتعتبر نيوزيلندا من البلدان الغنية التي تسجل أعلى نسبة انتحار في صفوف الشباب، بحسب ما تظهر دراسات دولية. وتسعى ميري إلى تسهيل نفاذ المراهقين إلى العلاج، وقالت “الاكتئاب لدى الشباب هو ظاهرة دولية شائعة غالبا ما لا تتم معالجتها”. ويترافق الاكتئاب لدى الشباب عادة بإخفاق مدرسي وانعزال اجتماعي. وشرحت عالمة النفس “أن الشباب يشعرون بأنهم متضايقون ويقنعون أنفسهم بضرورة التعايش مع هذا الشعور، لكن سباركس ووسيلة العلاج السلوكية والمعرفية تبينان أنه يمكن تخطي ذلك بدلاً من تقبله”. وتضم لعبة الفيديو المخصصة لمن هم بين 13 و17 من العمر سبعة مستويات مدة كل منها 40 دقيقة تقريبا أي ما يوازي مدة الاستشارة الطبية النفسية. وبمساعدة مرشد، يتطور اللاعب داخل كل مستوى من المستويات التي تقدم إليه تعليمات لمساعدته على إدارة غضبه وحل النزاعات والاسترخاء من خلال تمارين تنفس. واشارت مارو نيهونيهو مديرة شركة “ميتيا إينتراكتيف” التي عملت على هذا البرنامج إلى أن الصعوبة كانت في جعل اللعبة لافتة بما يكفي كي يتعلم المراهق أمورا من دون أن يتنبه لذلك على الفور، وقالت “كان علينا أن نركز على الأهداف العلاجية وأن نصمم لعبة حقيقية في الوقت نفسه”. واستغرق تصميم اللعبة 14 شهراً بالاستناد إلى رغبات مجموعة من المراهقين، لكن المصممين اضطروا إلى الحد من المعارك الدامية والطلقات النارية المجانية التي طالب بها هؤلاء واستبدالها بالقدرة على تدمير الأفكار السلبية وتحويلها إلى أفكار إيجابية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©