الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الزعيم خطف فرسان الغربية بـ الصدمة والرعب

الزعيم خطف فرسان الغربية بـ الصدمة والرعب
26 فبراير 2009 01:15
من قالوا إن العين هو فالديفيا، لاشك أن لديهم مبرراتهم، ومن قالوا إن الأمر ليس كذلك، وإن العين به لاعبون مميزون غير فالديفيا، وإن الساحر وحده ليس الزعيم، هم أيضا على حق، غير أنه يمكن الجمع بين هذا الرأي وتلك القناعة، ففالديفيا هو ليس كل العين، لكنه منه كالقلب من الجسد، هو ليس كل اللاعبين، لكنه كاتم أسرار الإبداع، وملهم ''الأمة العيناوية''، سواء خارج الملعب أو في داخله· أما عن كيف هو الملهم، في الملعب وخارجه، فإن مباراة العين أمام الظفرة، هي المثال والدليل على ذلك، وهي المعطيات والبرهان، والمعادلة الكروية التي لا تحتمل الشك، فقبل نزول فالديفيا، كان المد الظفراوي على أشده، وبدا لاعبو العين، وكأنهم لو لعبوا 900 دقيقة، وليس 90 فقط لن يفعلوا شيئاً، وبدت الجماهير في المدرجات كئيبة، وكأنها بحاجة إلى ''وصلة طرب أصيل''، يستمتعون بها، كأنهم بحاجة إلى الصوت الذي اعتادوه وغاب عنهم فترة لم يستسيغوا خلالها الأصوات ''النشاز''، ومع الجماهير بدا اللاعبون أيضا، وكأنهم في انتظار شيء، هم يؤجلون إبداعهم ليكون في ''حضرة المبدع''، وليتأهلوا عن جدارة إلى نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة· عملياً، لم يسجل فالديفيا أي أهداف في المباراة التي انتهت بفوز العين على الظفرة بثلاثة أهداف مقابل هدف، ولكن نفسياً وكروياً، فإن فالديفيا كان الساحر الذي خطف القلوب والأبصار بفن كروي هو من ''ماركة فالديفيا'' ولا أحد غيره، والأثر الذي أحدثه نزوله في المباراة- ولم يكن متوقعا- ساهم بأكثر من 80 في المائة في الفوز الذي حققه الزعيم وتأهل به إلى نهائي الكأس الحلم، وهو فوز تحقق بـ ''الصدمة والرعب''، والصدمة جاءت من دياز صاحب الهدفين من الثلاثية، أما الرعب فكان مهمة ''فالدي''· ومشاركة فالديفيا، بالفعل لم تكن متوقعة، فاللاعب في طور الاستشفاء من إصابة، كان لها صداها عند الإعلان عنها، وأغرت بقية الفرق بإمكانية تحقيق مكاسب على حساب الزعيم في غياب الساحر، وهو ما أثبت العين عكسه حيث لعب بدون فالديفيا، وأثبت بالفعل أنه فريق النجوم، وحتى لو تأخر الفوز الذي يريده فهو قادر على تحقيقه، أيا كانت الأسباب وأيا كان من ساهم فيه· وقبل مباراة الظفرة فوجئ الإعلاميون، بوجود فالديفيا ضمن القائمة الأساسية التي تم توزيعها عليهم، كما فوجئت الجماهير بذلك، خاصة أن اللاعب بدا وكأنه مقبل على المشاركة بالفعل، قبل أن يسحبه الألماني شايفر مدرب العين ليدخل القائمة بدلاً منه عبدالله مال الله· بعدها بدت فرص فالديفيا في المشاركة غير واردة على الإطلاق، ولو أن الأنور سارت كما يشتهي الزعيم، ربما ما شارك، لولا أنها استحكمت وضاقت حلقاتها على العين، وأنهى الظفرة الشوط الأول متقدما بهدف وهو ما كان يعني أنه وضع قدما في النهائي، وبدا فرسان الغربية لكل من يشاهدهم أنهم ماضون لهدفهم بعد عرض متكامل طوال الشوط الأول طوقوا خلاله العيناوية الذين تباعدت خطوطهم بشكل واضح وبدت بلا رابط، وبحاجة إلى من يعيد إليها قوتها وصلابتها· وبين الشوطين، كان السؤال الواضح من شايفر للاعبه فالديفيا عن مدى جاهزيته للعب، وجاء رد اللاعب - حسب تأكيد شايفر نفسه- حاسماً وقاطعاً بأنه جاهز مائة في المائة وبأنه يريد المشاركة للمساهمة مع زملائه في تجاوز المباراة الصعبة، وبالفعل نزل فالديفيا وقبله دياز، ليمنحا العين دفعة كبيرة، وليلعب من لم يكن يلعب، ويستبسل من كان متهما بالتراخي، وليبدع من كان عاديا في الشوط الأول، وفي المقابل كان لنزول اللاعب تأثيره العكسي على لاعبي الظفرة الذين يبدو أن الرعب قد أصابهم برؤية الساحر· المدرب الألماني شايفر، خلال المؤتمر الصحفي، تحدث عن فالديفيا أكثر من عشر مرات، وعند كل تفسير للفوز أو سوق لمبرراته، كان الكلام يبدأ وينتهي بفالديفيا، وإن كان قد أكد أنه على الرغم من ذلك فإن العين ليس فريق اللاعب الواحد، وأن أهمية وإبداع فالديفيا لا تعني أنه كل الفريق· وقال شايفر: المباراة كانت مهمة جدا، بوصفها مؤهلة إلى نهائي الكأس، وقد لعبنا في البداية تحت ضغط عصبي لكننا في الشوط الثاني، وبعد نزول فالديفيا ودياز تداركنا أخطاءنا وتجاوزنا الضغوط النفسية وحققنا الفوز الذي أردناه، مشيرا إلى أنه وضح في الشوط الأول، النقص الذي يعانيه الفريق العيناوي في وسط الملعب، ولذلك كان دخول دياز الذي كان محبطا قبل المباراة، وجاء دخوله ليسعده ويسعد كل العيناوية، بعد أن قدم عرضا رائعا وأحرز هدفين من الثلاثية· وأضاف: أن نزول فالديفيا هو الذي قلب الموازين، وساهم في تغير الوضع تماما في الشوط الثاني، مشيرا إلى أنه سأل فالديفيا بين الشوطين- وهو لاعب محترف يعرف طبيعة حالته- إن كان جاهزا للعب، وجاء الرد من اللاعب مؤكدا أنه جاهز ويريد أن يساعد زملاءه على الفوز بالمباراة، والوصول إلى المباراة النهاذية· وقال: بعد نزول فالديفيا لم يستطع الظفرة المقاومة، وإن كنت أحيي هذا الفريق على لعبه القوي والندي، لقد كان خصما قويا للغاية، ويكفي أنه تقدم علينا بهدف خلال الشوط الأول، مشيرا إلى أنه تحدث إلى لاعبيه بين الشوطين وأكد لهم أنهم ينتمون إلى فريق كبير، وأن عليهم أن يهدأوا ويتخلوا عن عصبيتهم ويستعيدوا تركيزهم، وشعرنا أن نزول فالديفيا سيكون له أثره أيضا على اللاعبين الذين أكدوا ذلك، وقد شاهد الجميع كيف أن نزوله رفع حماسة اللاعبين وروحهم المعنوية، وساهم في تغير أدائهم بشكل واضح· وعن السبب في عصبيته التي كان سببا في طرده من المباراة، دافع شايفر عن نفسه، حيث قال: لاعب الظفرة محمد السيد كان يلعب ''رجل لرجل'' على فالديفيا، ولأكثر من أربع مرات، وهو يحاول الاعتداء عليه بدون كرة، وكنت أذهب إلى الحكم الرابع لأطلب منه الانتباه إلى مايحدث من لاعب الظفرة والتدخل لإيقافه، كما أنني قذفت إلى لاعبين، مياه أثناء أحد التوقفات، فكان قرار خروجي من الملعب لهذه الأسباب·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©