عبر أكثر من 4 آلاف سوداني الحدود الى مصر براً أمس الأول فور تدشين معبر «اشكيت – قسطل»، الذي يعد الأول من نوعه على الحدود بين البلدين الجارين ، وسط اهتمام إعلامي وشعبي متعاظم.
وتدفق الركاب السودانيون مستغلين عشرة اتوبيسات عامة فضلا عن سيارات خاصة، فيما يتوقع ان يشهد المعبر الذي طال أمد انتظار افتتاحه تدافعا أكبر من السودانيين صوب مصر خاصة مع ارتفاع أسعار تذاكر الطيران بين الخرطوم والقاهرة والتي بلغت في بعض شركات الطيران ثلاث آلاف جنيه، فيما أعلنت غرفة النقل البري في الخرطوم تنظيم رحلات من عواصم مختلفة في السودان الى داخل الحدود المصرية بأسعار زهيدة للغاية لا تتجاوز الـ600 جنيه سوداني.
ويرجح مراقبون ان تتأثر حركة النقل البحري عبر ميناء وادي حلفا سلبا بافتتاح الطريق البري، ويتخوف أهالى وادي حلفا وهي المنفذ المائي الوحيد في شمال السودان من كساد كبير في حركة التجارة بعد افتتاح الطريق البري.
يذكر أن افتتاح المعبر الحدودي تأجل مرارا بعد ان كان منتظرا منذ اكثر من عام بسبب خلافات بين البلدين حول ترسيم الحدود وعدم اكتمال المنشآت الحيوية على طول الطريق.
وقال سفير مصر بالخرطوم أسامة شلتوت، إن افتتاح المعبر الحدودي البري «أشكيت-قسطل» بين مصر والسودان يعبر عن الإرادة الحقيقية لشعبي وادي النيل في تنفيذ طموحاتهما على أرض الواقع، مشيرا إلى أن هذا الحدث التاريخي الهام يعد ثمرة للقاء القمة بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي، وعمر البشير، أواخر يونيو الماضي بالخرطوم، والذي تم خلاله الاتفاق على تفعيل كافة مسارات التعاون المشترك بين البلدين.
وقال شلتوت لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن الافتتاح التجريبي للمنفذ البري «أشكيت- قسطل» جاء بعد مخاض عسير ولقاءات مكثفة بدأت منذ عام 2002، وعقدت لجنة المنافذ والحدود بين البلدين أربعة اجتماعات كان آخرها في العاشر من أغسطس الحالي تم خلاله وضع كافة الترتيبات والتنسيق بين الأجهزة المعنية بتشغيل المنفذ البري بين مصر والسودان، والتي تكللت بالنجاح وبالاتفاق على التشغيل التجريبي للمنفذ.
وأوضح شلتوت، أن الطريق سيؤدي إلى زيادة حجم التجارة البينية بين البلدين منوها الى انها لا ترقى إلى طموحات الشعبين، حيث تبلغ حاليا نحو 850 مليون دولار فقط، مشيرا إلى أن هذا المنفذ سيزيد من حجم التبادل وتيسير حركة نقل البضائع والسلع والأفراد بين البلدين، وبتكلفة أقل وفي وقت قصير مقارنة بوسائل النقل الأخرى، لافتا إلى أن ذلك سينعكس إيجابا على تكلفة السلع والمنتجات التي ستقل أسعارها عن ذي قبل نظرا لانخفاض تكلفة الشحن للبضائع بنسبة تصل إلى نحو 70%.
وقال السفير المصري بالخرطوم، إن منفذ «أشكيت-قسطل» سيساهم كذلك بشكل فعال في مجال تنمية الصادرات المصرية للأسواق الأفريقية المجاورة للسودان وخاصة دول شرق وغرب ووسط السودان والتي ترتبط معها بشبكة طرق برية، بالإضافة إلى أن صادرات السودان سيتم نقلها كذلك من مصر إلى الأسواق الأوروبية عبر الموانئ المصرية.
وأشار شلتوت الى أن تكلفة المعبر الحدودي «أشكيت- قسطل» بلغت 360 مليون جنيه، منها 80 مليون جنيه منشآت خاصة بالمعبر وملحقاته، و80 مليونا طرق لربط المنفذ بمنطقة «حجر شمس»، بالإضافة إلى 180 مليون جنيه من القوات المسلحة لتطوير المرسى الخاص بنقل وشحن ومرور الشاحنات، والتي تصل إلى 80 شاحنة يوميا، بالإضافة إلى ساحة انتظار تستوعب 40 شاحنة، كما وفرت 20 مركبا لنقل البضائع والسلع، و3 برادات لحفظ السلع الغذائية بطاقة 750 طنا.
وأضاف أن مصر أعلنت أنها ستمضي في إقامة المنشآت بمنفذ ومعبر«أرقين» الغربي، معربا عن أمله أن يتم افتتاح هذا المعبر قبل نهاية العام الحالي، مما سيكون له مردود إيجابي على حركة التجارة والاستثمار بين مصر والسودان.
وقال إن التشغيل التجريبي للمنفذ سيستمر لمدة ثلاثة أشهر بعدها يتم التشغيل الرسمي، مشيرا إلى أنه تزامن من تشغيل المعبر مرور 10 أتوبيسات سودانية تحمل نحو 4000 مواطن تم مرورهم عبر المعبر، فضلاً عن مرور سيارات ملاكي وشاحنات تنقل «مواشي حيه» عبر المنفذ متجهة إلى مصر.
عدد اليوم
