الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الديون تهدد مستشفى المقاصد الخيري في القدس بالإغلاق

3 أغسطس 2012
القدس المحتلة (ا ف ب) - يعاني مستشفى المقاصد الخيري في مدينة القدس الشرقية أزمة اقتصادية خانقة، تهدد بإغلاقه وسط إعلان العاملين عن بدء إضراب مفتوح منذ مطلع الأسبوع الجاري. وقال رئيس نقابة العاملين علي الحسيني “إن الأطباء والعاملين في المستشفى نفذوا الإضراب بسبب الضائقة المالية التي يعيشونها لعدم تلقيهم رواتبهم لشهرين متتاليين”. واشار إلى حلول رمضان ومصاريفه والعيد وافتتاح المدارس والجامعات لأولادهم. وأضاف “لا افهم ان يقال ازمة مالية عند السلطة.. افهم ان هناك تخطيطا وأولويات للازمة المالية”. وعلى بوابة المستشفى الذي يعمل فيه 750 شخصا، رفع موظفو المقاصد المضربون منذ أيام لافتات كتب عليها “المقاصد في عيون وقلوب موظفيه فحافظوا على حقوق ومطالب عامليه”. وقال الحسيني “ان المقاصد يخدم نحو 90 بالمئة من مرضى الضفة الغربية وقطاع غزة”، مؤكدا انه في هذا الاضراب تتم معالجة الحالات الطارئة والعمليات الضرورية للمرضى فقط. وعزا الازمة المالية للمستشفى الى عدم تسديد السلطة الفلسطينية ديونها، مشيرا الى ان حالة التأخير في الرواتب بدأت تتكرر منذ اكثر من عام ونصف عام. وأضاف “إضرابنا هذا موجه الى من يهمه أمر القدس ولمن يهمه توجود مؤسسات وطنية فيها سواء السلطة الفلسطينية او الدول العربية”. والمستشفى الذي يضم 250 سريرا بينها 70 للانعاش، تابع لجمعية المقاصد الخيرية في القدس. وقد تأسس في 1968 ويعد من اكبر مستشفيات القدس والضفة الغربية وقطاع غزة ومن اهم المؤسسات الفلسطينية في القدس المحتلة. ويضم المستشفى كلية للتمريض وتتبع له 7 مستوصفات في قرى وبلدات القدس، ويعتمد في تمويله على التبرعات المالية وعلى سداد نفقات التحويلات المرضية من السلطة الفلسطينية والمستشفيات الخاصة في الضفة الغربية. ويقع المستشفى على جبل الزيتون الذي يطل على المسجد الاقصى وقبة الصخرة والبلدة القديمة. وهو مستشفى تعليمي تخصصي. وقد عالج عددا من الاصابات البالغة خلال الانتفاضتين الاولى والثانية ويضم 250 سريرا منها 70 سريرا لوحدات الانعاش. وللمرة الاولى، يضرب الجراحون في المستشفى. وقال الطبيب خالد مصاروة “ان المستشفى على حافة انهيار حقيقي”، مشيرا الى نقص بالمعدات وحتى خيطان العمليات. الا انه اكد في الوقت نفسه “ان هناك لجنة طوارئ ونجري عمليات ضرورية وقد بلغنا اقسام التحويلات في قطاع غزة والضفة الغربية بأننا لا نقوم بعلاج الا الحالات المستعجلة لاننا ننفذ إضرابا”. وقال مدير مستشفى المقاصد بسام ابو لبدة “ان المستشفى في شبه حالة عجز مادية بسبب تراكم الديون”، واضاف “ان ديون السلطة بلغت نحو سبعة ملايين دولار وهذه ديون مقابل خدمات وليست منحا أو هبات كما أن هناك نحو مليوني دولار على صناديق المرضى الاسرائيلية”. وتابع “ان الوضع الاقتصادي السيئ للناس يجعلهم لا يدفعون ديونهم”، مشيرا الى ديون خاصة على المرضى للمستشفى تقدر بنحو عشرين مليون دولار”. واضاف “لو ان الديون تسدد في وقتها لما كنا وقعنا في أزمات فنحن لا نعرف كيف نجمع الديون من المرضى”، موضحا “انهم يستدينون من المصارف لدفع الفواتير”. كما تحدث عن ديون مترتبة على المستشفى للمصارف، وقال “نحن مديونون للمصارف بنحو خمسة ملايين دولار وللموردين والشركات بنحو عشرة ملايين دولار، الى جانب حوالي خمسة ملايين دولار ارنونة (ضريبة عقارية للبلدية الاسرائيلية) وحوالي 120 ألف دولار لشركة الكهرباء”. وشدد ابو لبدة على ان “المقاصد هو مستشفى خيري وليس مستشفى ربحيا. فنحن نستقبل 12 ألف حالة سنويا ونعالج نحو 240 الف حالة خارجية ونجري نحو 500 عملية شهريا”. وتابع “نحن نتفاوض مع السلطة الفلسطينية ونخشى ان تضع وزارة الصحة الاسرائيلية يدها على المستشفى اذا انهار”. اما المدير الاداري للمستشفى سليمان تركمان فقال، ان المستشفى يعالج مرضى يؤكد قسم البحث الاجتماعي عدم قدرتهم على الدفع، موضحا ان تسعين بالمئة من فاتورتهم تدفعها السلطة وهم يتكفلون بعشرة بالمئة فقط. واضاف “لكن حتى هذا المبلغ لا يدفعونه”. وذكر مثالا على ذلك رضيعا حديث الولادة بقي شهرين في المستشفى وكان على والده دفع عشرة بالمئة من قيمة الفاتورة التي بلغت 35 ألف شيقل (نحو تسعة آلاف دولار). وتابع “لكن الأب قال انه لا يملك المال وإذا شئتم أترك الطفل عندكم”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©