الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كورال مصري يضخ عنفوان الشباب في دماء كبار السن

كورال مصري يضخ عنفوان الشباب في دماء كبار السن
8 فبراير 2010 20:48
«اكتشف موهبتك في الغناء ولو بعد الستين أو السبعين» شعار يرفعه المايسترو حسام سمير وحلم استطاع تحقيقه بتأسيس كورال انضم إليه مسنون تصل أعمارهم إلى الثمانين بجرأة وحماس وبإصرار على الحياة والسعادة لآخر العمر.وأعاد الكورال لأعضائه الحياة الاجتماعية والثقة بالنفس والقدرة على العطاء بشكل مختلف. يقول مؤسس كورال الكبار المايسترو حسام سمير: «بدأت مجال تعليم الموسيقى العربية للأطفال منذ 22 عاما فبداية من سن 3 سنوات يستطيع الطفل الإحساس بالموسيقى والأنغام العربية الأصيلة لأم كلثوم وعبدالوهاب وفريد الأطرش تستطيع زرع الأصالة والعراقة في الجبل الجديد وهو ما يجعل على الآباء مسؤولية كبيرة لتوجيه طاقة الأطفال إلى معرفة مواهبهم واستثمارها في مجال مفيد». ويضيف: «أنشأت كورال الكبار وكان حلمي نقل الجمهور إلى المسرح فأثناء حفلاتي في دار الأوبرا كنت أسمع أصواتا رائعة بين الجمهور وخلال إحدى حفلاتي التي أعزف فيها على العود وزعت كلمات الأغاني على الجمهور وطلبت منهم المشاركة في الغناء واستمعت لأصوات شجعتني على طرح فكرة كورال للكبار من سن 17 وحتى سن التسعين وأدهشني الإقبال الكبير ممن تجاوزوا سن المعاش وسيدات كن يعشن بمفردهن بعد وفاة أزواجهن، وبالرغم من أن معظم هؤلاء المتقدمين لم تكن لهم أي خلفية موسيقية أو دراسية فقد كان هناك الأهم وهي الموهبة، مشيرا إلى أن هذا الكورال أعاد لأعضائه الحياة الاجتماعية والثقة بالنفس والقدرة على استمرار العطاء بشكل مختلف. ويتم التدريب لمدة شهرين أو ثلاثة لإشراكهم في الحفل الذي يقام شهريا في ساقية الصاوي بالزمالك. مطربة في الثمانين زينب طه أو كما تلقب بـ»زوزا» تجاوزت الثمانين من عمرها وتتكئ على عصاها تقول: «منذ طفولتي أعشق الغناء وأهلي قالوا لي إنني كنت أغني لأم كلثوم وأتلعثم قبل تعلم الكلام جيدا فقد كنت متذوقة للغناء الأصيل ولم أكمل تعليمي لأن والدي كان ضابطا يتنقل بين البلدان ولم تكن هناك مدارس للبنات وعندما تزوجت انعزلت عن الحياة حتى عندما كان زوجي وأولادي يخرجون لم أتعود أن أشاركهم الخروج. وبعدما توفي زوجي وانشغل أولادي بحياتهم شعرت بالوحدة، وجلست وحيدة أنتظر الموت إلى أن جاء اليوم واتصلت بي إحدى قريباتي وعرفتني على جمعية لكبار السن تنظم الرحلات والأنشطة حتى لا يعانوا الوحدة». وتضيف: «هنا رأيت الحياة بمنظور آخر. وبدلا من الوحدة وجدت بشرا أتحدث معهم ولهم نفس ظروفي الصحية والسنية ونفس معاناتي وأصبحنا نساند بعضنا الحياة وعشت كل يوم جديد بحب وتفاؤل، وتعرفت في الجمعية على كورال الكبار ووجدت موهبتي القديمة في الغناء قد ظهرت ثانية وشجعني المايسترو حسام سمير وشاركت في الحفلات ووجدت الناس يشجعونني ويبثون فيَّ الأمل لأنني ما زلت قادرة على العطاء وإسعاد الآخرين». وتتابع زوزو :»ارتاحت نفسي وابنتي تشجعني وتحضر حفلاتي وأحفادي أيضا يسعدهم حبي للحياة وللغناء وأنا الآن سعيدة وأحب الناس والحياة وأتمنى السعادة لكل من حولي وأريد أن أقول لكل من وصل بهم العمر إلى مرحلة يتمنون فيها مفارقة الحياة ويعانون العزلة والوحدة إن الحياة جميلة ويجب على الإنسان لآخر يوم في حياته أن يسعى ويحاول أن يحصد السعادة على قدر استطاعته ولو بالغناء». ابنة العشرين نادية توفيق التي تعد من نجمات الكورال وقد تعدت الخامسة والستين، تقول:» الغناء أشعرني بأنني ابنة العشرين فبعد أن انشغل عني أولادي بالزواج والعمل، بدأت أشعر بالملل والوحدة بعد الحياة المليئة بالنشاط والالتزامات، فاشتركت في جمعية لتدعيم الأسرة وممارسة أنشطتها واشتراكي في الكورال بعد ذلك هو الحل المثالي الذي أشعرني بأنه طالما قلبي يدق فإنني أستطيع أن أحيا وأعطي بدلا من الشكوى لأبنائي وانتظار الزيارة»، لافتة إلى أن أجمل لحظة في حياتها عندما تشاهدها حفيدتها «سارة» وهي على المسرح مع الكورال تغني. وتنصح توفيق كبار السن قائلة: «استثمروا طاقتكم في أي سن فقد تبدأ حياتك في الستين وتكتشف في نفسك مواهب وقدرات لم تكن تعرفها من قبل كما حدث معنا جميعا في الكورال فلم يكن أي منا مغنيا أو حتى يعلم بموهبته إلا عندما أتيحت لنا الفرصة بعد سن التقاعد». المهندس جمال الصباغ عضو في كورال الكبار تجاوز الستين من العمر، يقول إنه بعد بلوغه سن التقاعد لم يكن يشغله شيء وافتقد عمله كمهندس وكان يبحث عن هواية يشبعها ويقضي فيها وقته وشاهد برنامجا تليفزيونيا يعلن فيه المايسترو حسام سمير عن إنشاء كورال للكبار بلا حد أقصى للسن فسارع بالاشتراك. ويضيف: «لم تكن لدي أي خلفية فنية سابقة إلا أنني كنت أستمتع بالغناء حتى أن زوجتي أخبرتني بأن سبب تعلقها بي في فترة الخطوبة كان صوتي الجميل وأذكر أنني بعد تخرجي في كلية الهندسة التحقت بمعهد الموسيقى العربية ولكن بسبب عملي لم أستطع الاستمرار وهجرت حلمي في الغناء ولكن دبت فيَّ الحياة ثانية عند تحقق حلمي بانضمامي للكورال وفي ظل ظروف الحياة هذه الأيام كلنا في أمس الحاجة لنسمة تلطف أجواءنا المشحونة بالصراعات والمشاكل فالحياة أسهل بكثير ويجب أن نعيشها في أي سن».
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©