الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الهلال الأحمر» يتكفل بنفقات إطعام فقراء القدس والأقصى الشريف

3 أغسطس 2012
القدس (وام) - يتوافد الفقراء واليتامى والمساكين وعابرو السبيل بكثافة في شهر رمضان المبارك الى “تكية خاصكي سلطان” الواقعة ضمن ساحات الأقصى الشريف في القدس المحتلة ليتناول كل منهم نصيبه من الطعام الذي تعده التكية منذ نحو 500 عام. وخلال السنوات الأخيرة تكفلت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية بنفقات إعداد الطعام لفقراء القدس خاصة من المصلين في المسجد الأقصى وأهالي البلدة القديمة الذين يعانون ضيق الحال . ويقول الشيخ عزام الخطيب مدير الأوقاف الاسلامية في القدس ان تكية “خاصكي سلطان” التابعة مباشرة لدائرة الأوقاف الإسلامية تقوم بتقديم وجبات إفطار رمضانية خاصة يوميا وتوزيعها على الوافدين إليها من العائلات المقدسية المستورة ونقل بعض هذه الوجبات الى بيوت فقراء المدينة. وذكر ان التكية تعد يوميا اكثر من ألف وجبة طعام لتوزيعها على الصائمين القادمين الى الأقصى والمحتاجين من أبناء البلدة القديمة في القدس الذين يعانون صعوبة الحياة خاصة من عاد منهم الى المدينة المقدسة لتثبيت وجودهم فيها بعد ان بني الجدار العازل حول القدس. وأعرب الشيخ الخطيب عن شكره وتقديره للمحسنين الذين يساهمون مساهمة فعالة في تقديم العون للتكية وخص بالذكر هيئة الهلال الاحمر الإماراتية حيث تتكفل بنفقات التكية طوال العام. ولفت الى ان عمل التكية يزداد ويتضاعف في شهر رمضان ليستوعب اكبر عدد من العائلات التي تتناول الوجبات في بيوتها بالإضافة الى ازدياد الأعداد والإقبال على التكية يوم الجمعة بوجود المصلين من أبناء الضفة الغربية الكبار بالسن. ومن الناحية التاريخية تطلق الوثائق الشرعية على التكية اسم “العمارة العامرة”، وهي أكبر المنشآت الخيرية العثمانية في فلسطين، حيث كانت تقدم الطعام والشراب والسكن مجاناً لعلماء القدس والفقراء والمحتاجين وأبناء السبيل والمجاورين فيها. وتقول تلك الوثائق إن زوجة السلطان سليمان القانوني خاصكي قامت عام 1552 ميلادية ببناء تكية خاصكي سلطان وأوقفت عليها عقارات كثيرة في مختلف مناطق بلاد الشام ويتكون بناؤها من مطبخ ضخم وفرنين ومطهرة للاغتسال والوضوء وخمسة وخمسين حجرة لسكن المجاورين كما ألحق بالتكية مسجد قامت خاصكي سلطان ببنائه في السنة نفسها. ويقول علماء التاريخ الاسلامي في القدس ان التكية كانت مأوى للفقراء من الصالحين والمتصوفين المجاورين وكان الخبز والطعام يوزع على معظم العائلات التي تعمل في خدمة المسجد الأقصى. وتتولى دائرة الأوقاف الإسلامية الإشراف على التكية حيث تطعم التكية يومياً عشرات العائلات المحتاجة والفقيرة عدا عن الإفطارات الجماعية التي تشرف عليها إدارة الأوقاف في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك. ويقول الدكتور غسان محيبش المحاضر في جامعة القدس ان وقف خاصكي سلطان من أهم وأشهر الأوقاف الإسلامية في فلسطين بالإضافة إلى أوقاف المسجد الإبراهيمي وأوقاف المسجد الأقصى المبارك وذلك لما يشتمل عليه من مساحات شاسعة من الأراضي والمزارع والعقارات الوقفية. وأوضح الدكتور غسان “ أنه في أعقاب حرب العام 1948 م وما تمخض عنها من سلخ الجزء الأكبر من أراضي فلسطين التاريخية وقيام اسرائيل على هذه الأراضي ترتب على ذلك أن ضمت غالبية أراضي وقف خاصكي سلطان الواقعة ضمن هذه المنطقة. من جهة أخرى، فقد ترتب على ذلك زيادة العبء المادي على التكية لنزوح أعداد كبيرة من الفلسطينيين واستقرارهم في مدينة القدس وحاجتهم الماسة للمساعدة مما ولد ضغطا كبيرا على هذه المبرة الخيرية التي كانت وفي كثير من الأحوال تفيض عائداتها الوقفية عن حاجتها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©