الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صلة الرحم

12 أغسطس 2011 22:19
استوقفتني آيتان كريمتان وحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. الآية الأولى: قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) «النساء». الثانية: قال سبحانه وتعالى: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ* أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ) «محمد». وأما الحديث، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْهُمْ قَامَتِ الرَّحِمُ، فَقَالَتْ: هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ مِنَ الْقَطِيعَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَت: بَلَى، قَالَ: فَذَاكِ لَكِ) «البخاري». قال القاضي عياض: ولا خلاف أن صلة الرحم واجبة في الجملة، وقطيعتها معصية كبيرة. قال: والأحاديث في الباب تشهد لهذا، ولكن الصلة درجات بعضها أرفع من بعض، وأدناها ترك المهاجرة، وصلتها بالكلام ولو بالسلام، ويختلف ذلك باختلاف القدرة والحاجة، فمنها واجب، ومنها مستحب، فلو وصل بعض الصلة ولم يصل إلى غايتها لا يسمى قاطعاً. ولو قصر عما يقدر عليه لا يسمى واصلاً. فالصلة تواصل وإحسان بالزيارة، والسؤال عنهم والسلام عليهم، وإعطاؤهم من المال سواء كان على وجه الصدقة أو الهدية، ومشاركتهم في أفراحهم وأحزانهم، وإجابة دعوتهم، وسلامة الصدر نحوهم، وإصلاح ذات البين بينهم، والدعاء لهم. ولصلة الرحم فوائد، أهمها أنها سبب لصلة الله للواصل، وسبب لزيادة العمر وبسط الرزق، وأنها تعجل الثواب، وقطيعتها تعجل العقاب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس شيء أُطِيع الله فيه أعجل ثواباً من صلة الرحم وليس شيء أعجل عقاباً من البغي وقطيعة الرحم) «رواه البيهقي». فقاطع الرحم لا يقبل عمله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم) «رواه أحمد». وهنا يحسن التنبيه إلى بعض الأمور التي يغفل عنها بعض الأخيار، فالبعض يظن أن صلة الرحم تكون على وجه المقابلة بمعنى إن وصلني وصلته، وهذا في الحقيقة ليس واصلاً وإنما هو مكافئ، قال صلى الله عليه وسلم «ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها»، وبعض الأرحام قد لا تجد منهم إلا السوء قولاً وعملاً فلا تترك الصلة. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال: «يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني وأحسن إليهم ويسيئون إليَّ وأحلم عنهم ويجهلون عليَّ، فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك»، مسلم. طالب الشحي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©