الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حسن الصلة بالله "سبحانه وتعالى"

12 أكتوبر 2006 00:23
يجب على الإنسان ان يستشعر انه يعمل تحت سمع الله تعالى وبصره وان الله يراقبه حيثما كان وهو سبحانه المطلع على أفعاله ويعلم السر وما تخفي الصدور من خير أو شر فليستحِ كل منا من الله البعض يعصيه ويجاهر بعمل ما يكره وحياتنا كلها في قبضته ولا نملك من أنفسنا ما يملك هو منا، وازاء نعمه الغامرة ورحمته يجب ان نحسن صلتنا به سبحانه وتعالى نتقرب منه بالطاعات ونحرص على مرضاته فهو الذي يرعانا ويكلؤنا بعنايته وحوله ومن تقرب من الله شبرا تقرب الله اليه ذراعا ومن أقبل على الله ماشيا أقبل الله عليه مهرولاً• وأول ما يبدأ به التائب الى الله هو كف قلبه عن الفواحش من قول أو عمل أو التفكير في أي شيء من ذلك فهذا من أكبر ما يفسد القلب ويعرض الشخص لغضب ربه وهو ما يسمى سوء النية وسواد القلب• وأكثر ما يسود ويسوئه هو اضمار الحقد والحسد للآخرين فالحقد هو شعور بالكراهية لبعض الناس وضيق النفس كلما أصابهم نعمة، والحسد تمني زوال النعمة عن المحسود ولذلك فإن الشخص الذي يشغل قلبه الحقد والحسد يجد نفسه مندفعاً للنيل من خصومه ميالاً للتقليل من شأنهم فإذا أثنى شخص على واحد منهم بشيء أخذ هو في انتقاصه والتهوين من شأنه وكثيراً ما يحمله الحسد ان يعمل على اساءته أو انقاص قدره أو تضخيم اخطائه الهينة وربما اختلق ولفق عليه ما لم يكن منه• والحقد مرض يحتاج علاجه الى مجهود كبير للتخلص منه وترويض النفس على التخلي عنه وذلك من الجهاد جهاد النفس بل هو جهاد كبير وبقدر ما يبذل الشخص من جهد للتخلص منه تسمو نفسه فصلاة النوافل وقراءة القرآن وتدبره مما يعين على ذلك، أخذاً بقوله تعالى ''واستعينوا بالصبر والصلاة وانها لكبيرة الا على الخاشعين''• وقد جاء في الحديث الشريف ''إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب''• ومن عوامل اصلاح النفس كف الجوارح عن الحرام والجوارح هي ''السمع والبصر واللسان واليدان والرجلان والبطن والفرج'' فالمسلم يشعر بشرف جوارحه ولا يقبل ان يدنسها بمحرم بل يرغب ان يطهرها بالحلال وبعمل الخير تقرباً الى الله تعالى• ومما يتقرب به العبد الى الله تعالى تركه الكبر والتعالي على الناس والعزة بالإثم، وتلك كارثة عظيمة• قال الشيخ الشعراني ''ان إبليس اذا ظفر من ابن آدم بإحدى أربع قال: ''لا أطلب منه غيرها: إعجابه بنفسه واستكثار عمله ونسيانه ذنوبه وزيادة الشبع، وهو أعظمها لأن الثلاثة تنشأ عنه ذلك لأن الشبع يورث قسوة القلب والكسل عن القيام بالواجبات الدينية مثل الصلوات وخصوصاً النوافل• ونظراً لأن ابن آدم خطاء يجب ان يتيقظ لمزالق الخطأ وخداع الشيطان وان يشد عزيمته دائماً على الاستقامة على قواعد الدين• ثم تجب التوبة المتكررة ويعني بالتوبة الندم على الإثم والعزم على عدم العودة اليه وشرط الندم ان يكون بسبب الرغبة في مرضاة الله تعالى والأسف لمخالفة قانونه وأعلم ان التوبة عن الذنب مع كون التائب يرتكب ذنباً آخر مقبولة فيما تاب عنه وله ثوابها، واذا تاب الشخص وصمم على عدم ارتكاب الإثم ثم ضعف أمام الشيطان ونزواته الطائشة فإن عليه ان يتوب ثانياً ولو تكرر ذلك منه ويجب تجديد التوبة وتكرارها لأنها إعلان من قبل العبد انه حريص على استقامته على قانون ربه لأنه يخشى ان يكون قد فرط منه شيء لم يشعر به، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوب ويكثر التوبة ويكررها - ويقول عليه السلام ''اني أتوب الى الله كل يوم مائة مرة'' وفي الحديث ايضاً من أصاب ذنباً فندم عليه غفر له ذلك من قبل ان يستغفر• ويجب على الشخص ان يستشعر دائماً خوفه من الله بسبب معصيته وذنوبه، وان يقرن ذلك برجائه وعفوه فإنه لا يقنط من رحمة الله الا القوم الكافرون، ولكن عفو الله ورحمته انما هي قريب من المحسنين فاستشعار الخوف والرجاء مما يدفع بالشخص الى الاقلاع عن الإثم وتجنب المعاصي خوفاً من الله والى الإكثار من العمل الصالح طمعاً ورجاء من الله تعالى ان يسامحه في ذنوبه ويتحمل عنه بفضله ما ارتكب نحو عباد الله• بهذه المشاعر وبمحاولة هذا السلوك الذي ذكره يكون العبد حقاً على صلة حسنة بربه وذوي الصفاء والمنيبون الى الله تعالى يشعرون دائماً انهم في جوار الله وانه معهم فهو سبحانه نعم الصديق لمن يصادقه وهو ولي الذين آمنوا يخرجهم من المواقف الحرجة ويعينهم عندما يحزبهم أمر او يصادفهم موقف محرج فهم أتقوه وحافظوا ما استطاعوا على عهده ولا أحد أوفى بعهده من الله - ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب، ومن يتوكل على الله فهو حسبه وهو ايضاً كافية فلا صديق يعمل لك مثل هذا• فارض بالله تعالى صاحبا وقدم ما يرضيه على ما يرضي عباده، وهذه هي ثمرة العبادة الصحيحة ومحاولة تطهير النفس وتنقية القب• وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم• طالب حمد ارتيمه
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©