الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التسول

12 أكتوبر 2006 00:28
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''لئن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من أن يأتي رجلاً فيسأله أعطاه أو منعه''• بداية•• أزعجني فعلاً تعدد أشكال التسول التي وصلنا إليها في يومنا هذا، موضوع لطالما أردت الكتابة عنه إلا أن أقلام غيري قد سبقتني ــ كما يحدث غالباً ــ في كتابة تلك المواضيع التي تجول في خاطري إلى أن تصل مستوى الركود، أصبح الموضوع شبه يومي عندما نسمع صوت جرس الباب ليركض أحدنا غير متوقع بأن الطارق هو أحد المتسولين واقفاً في الباب بدلاً من صاحب البيتزا الذي انتظرناه بفارغ الصبر••! أعرف أننا كعرب لن نرد طالباً ومحتاجاً وقف أمامنا أو أمام بيتنا ليطلب منا بعض المساعدة ''رغم اختلاف معيار كلمة بعض من سائل لآخر'' عذراً•• فأنا لا أقصد الإهانة هنا أكثر من التلميح والتمويه إن صح القصد، فما بتنا نراه أصبح تحدياً وفرضاً لا تسولاً••! في الواقع•• ذكرني هذا التشبيه بإحدى المتسولات التي صادفتها يوماً بعد انتهائي من الدوام، والتي بلغت من البكاء مبلغ الطفل الرضيع وهي تمسك ذراعي بقبضة استطيع أن أصفها بقبضة ''مصارع ساموراي••!'' لا بقبضة امرأة أليفة••!! سردت علي ما حدث لابنها من حادث وأنه في المستشفى وقد نفذت منها النقود وأن ما سأعطيها إياه سيلبي لها كل احتياجاتها ''حقيقة•• جملتها جعلتني اعتقد بأنها قصدت حصيلة ما أملك في حسابي المدخر••!!'' لا أدري عن ماذا تتكلم ولم أفهم منها غير أنها من إحدى الدول الشقيقة المجاورة وأن ابنها سيقوم بتسديد الدين عند انتهائه من العملية التي سيجريها ، فبدأت باللف والدوران يميناً ويساراً لمحاولة الحصول على عنواني لدرجة جعلتني أشك في كونها عضوة محترفة في فرقة السامبا••! ''موقف يدعو للسخرية'' لكنني حينها ومع شدة حرارة الجو لم أجد يدي إلا وهي داخل حقيبتي لأفضي إليها بكل ما كنت أملك من نقود، شكرتني وأثنت عليّ لدرجة إحساسي بالخجل، واختفت عقبها وكأنها قد تبخرت مع حرارة الجو التي كنت قد شعرت بها، تساءلت وأنا في طريق العودة للمنزل•• هل المبلغ الذي أعطيتها كان كفيلاً حقاً لإنهاء العملية؟ وكأن العملية قد أجلت الربع ساعة التي استوقفتني فيها لتحصل بها على المبلغ المطلوب وترجع به إلى الطبيب فينتهي من عملية ابنها لتصبح الفرحة فرحتين••! فرحة ''تدبير النقود''•• ''وسلامة ولدها''••! والغريب بأن الله قد جمعني بها في احد المراكز التجارية ''الظاهر دعوتها تحققت بأن الله يجمعنا على خير'' لتعيد عليّ وعلى من معي نفس الاسطوانة••!! قد سبق وتحرش بي كغيري العديد من المتسولين بمختلف الأشكال والمواقف، إلا أنني لم أتب من تقبل عروضهم المسرحية السخية، كونها منبعاً للذكريات المبهجة والكوميدية، كتلك الذكرى والتي لن أنساها ما حييت عندما اقترب مني أحد المتسولين طالباً ومتوسلاً وراجياً مني ما يشبع من جوع، فأعطيته ما يغني حتى الإشباع•• إلا أنه صدمني بأن أول ما قام به هو انضمامه الى الصف الذي وقفت فيه لينافسني على شراء أكبر حجم من أكواب الآيس كريم••!! ''الله يهنيك يا شيخ''• همسة للمتسولين: لا تسألن بني آدم حاجة..وسل الذي أبوابه لا تُحجب الله يغضب إن تركت سؤاله..وبني آدم حين يُسأل يغضب إيناس الحبشي - أبوظبي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©