الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصبار يخفي منافعه خلف أشواكه

الصبار يخفي منافعه خلف أشواكه
8 فبراير 2010 20:52
هي نبتة غنية عن التعريف سواء عند مشاهدتها أو ذكر اسمها، فهي مشهورة بتحملها الكبير لجفاف المناخ وقساوة الصحراء، ولعل الصبار يخفي فوائده الكثيرة والمتنوعة خلف أشواكه محافظاً على ذلك الكنز العظيم الذي منحه الخالق عز وجل، شامخاً هناك وسط الرمال، أو بين التلال، وكثيراً ما تضرب به الأمثال في تحمل العطش والجفاف.. إنه “الصبار” يطلق على الصبار كتسمية علمية مصطلح Cactus، وهو نبات صحراوي قد يمتد لسنوات طويلة، له أنواع عديدة البعض منها ينتج ثمارا رطبة حلوة المذاق وأخرى تنمو بسيقانها أزهار تجمل شكلها ورونقها، لا يقتصر دور نبتة الصبار فقط في زهرها وثمرها بل تعتبر ملجأ تقصده الطيور الصحراوية، مختبئة من أعدائها ومحتمية بأشواك الصبار القوية واللاذعة. كما ذكرنا سابقا فإن الصبار يمتلك قدرة عجيبة في تحمل جفاف الصحراء، فهو يعمر طويلا رغم أشعة الشمس الحارقة، من دون أن يسقى بالماء، ولعل ذلك يرجع لما يمتاز به من خصائص أهمها: - عدم امتلاك نبتة الصبار لأوراق، فأوراقها ضامرة تقلل نسبة تبخر المياه وذلك عن طريق إجراء التمثيل الضوئي في الجذوع. - الأشواك التي تغطي الصبار تقلل من تعرضهِ للشمس وتحميهِ من الحيوانات التي تقتات عليه، باستثناء الجمل فهو حيوان صحراوي متكيف لأكل النباتات الشوكية ويستطيع أكلهُ مع أشواكهِ ثم يستخرجها لاحقاً من فمهِ. - جذوعه تلعب نفس دور مخزن المياه، حيث تتضخم في حالة وفرة المياه لتخزنها وبها ثنايا لتنكمش في حالة استهلاك تلك المياه في فترة الجفاف الطويلة. - مغطى بطبقة شمعية تقلل تبخر المياه منهُ، وفي حالة سقوط الأمطار تنزلق المياه على الطبقة الشمعية إلى الأرض فلا تتبخر بل تمتصها الجذور. - غالبية أشكال الصبار أسطوانية أو دائرية، وهذا يقلل حجم السطح بالنسبة إلى الحجم الكلي مما يقلل التبخر مع الحفاظ على السعة العالية لتخزين المياه. - بعضها له جذور عميقة لتصل إلى المياه الجوفية، والبعض الآخر له جذور تنمو بسرعة فائقة، وتمتد أفقياً لمسافات شاسعة عند هطول الأمطار لتجميع المياه. ويوجد نوع من الصبار العملاق يستطيع امتصاص 3000 لتر من المياه في عشرة أيام. - نسبة الأملاح عالية في الجذور لتساعد على امتصاص المياه لاختلاف الضغط الأزموزي، أي عملية تسرب المياه من المنطقة الرطبة إلى الأخرى الجافة. ثمار التين الشوكي اللذيذة يعتبر التين الشوكي أحد أنواع الصبار الذي يرجع موطنه الأصلي إلى دول أميركا الجنوبية كا?رجنتين، فهو ينمو ويزهر في فصل الصيف، ويعد نموه بطيئا مقارنة بباقي الثمار، أما النباتات الصغيرة منه فهي ? تتحمل أشعة الشمس المباشرة لفترة طويلة، وبعد أن يصبح عمرهُ أكثر من سنة أو سنتين يحتاج إلى الشمس للتكاثر وللإزهار. كما يحتاج لتربة جيدة التهوية. أوراقه الشوكية تسمى كل ورقة “لوح صبر” نظرا لثقلها فهي سميكة وكثيفة. ثمار التين الشوكي تؤكل في الصيف، وهي لذيذة الطعم وان كان تقشير هذه الثمار يتطلب الكثير من الحذر نظراً لكون الثمار شوكية أيضاً، وشوك الصبير صغير جداً، يكاد لا يرى بالعين المجردة ويلتقط بسرعة من الجلد. تسمى ثمرة تين شوكي (صبر) تسمى كوز صبر وهنا تبدو كما نراها قبل قطفها. لب الثمر حلو المذاق ولكن البذور بداخله كبيرة الحجم نسبياً. تباع الثمار على مفارق الطرق والأسواق العامة في محافظة جنين في أشهر الصيف في بعض المناطق مثل قرية فقوعة في فلسطينية. استخداماته الطبية يمتلك الصبار شهرة كبيرة وسط عالم الجمال والتجميل، حيث تحرص النسوة عند اقتناء الكريمات المرطبة أو زيوت الشعر على احتوائها على خلاصة الصبار، حيث تستخدم عصارته في بعض أنواع منتجات العناية بالشعر نظراً لفائدتهِ في تقوية بصيلات الشعر والحفاظ على نضارة الجلد عموماً، ويستخدم علاجاُ لبعض أمراض الجلد واضفاء الصفاء والبياض على البشرة، كما تستخدم بعض الأمهات في بعض المناطق مرارة عصارة الصبار في فطام صغارهن عن رضاعة الثدي. الصبار لإبعاد الحسد قد يكون العنوان باعثاً على الاستغراب، لكن هذا ما هو حاصل في بعض الدول العربية خصوصا كتلك التي تقع شمال افريقيا مثل الجزائر وتونس والمغرب، حيث يجد بعض سكان وأهالي القرى في هذه البلدان أن نبتة الصبار تقي من العين والحسد، فأشواكها ترد النيات الشريرة، ونجد فللا ومنازل جميلة تعلو أسطحها أوعية قد غرس فيها الصبار وأخذ حجما ومكانا لا بأس بهما. وبين الخرافة والعلم، يظل الصبار رمزا لمقاومة الجفاف ومصدرا للعلاجات التجميلية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©