الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تغييرات في ملكية قطاع المصافي الأوروبي

12 أغسطس 2011 22:50
أتمت شركة إيسار إينرجي مؤخراً اتفاقاً لشراء ثاني أكبر مصافي المملكة المتحدة النفطية الواقعة في ستانلو شمال غربي انجلترا من شركة رويال داتش شل، فيما يعتبر خطوة أخرى نحو تغيير جذري في قطاع المصافي الأوروبي، حيث راحت كبريات شركات النفط المتكاملة تبيع حصصاً لها إلى مجموعة جديدة من الملاك. دفعت إيسار اينرجي التابعة لمجموعة إيسار العملاقة المتمركزة في مومباي والتي يملكها ساشي ورافي رويا لـ شل 350 مليون دولار لشراء، ما قال ناريش نايار رئيس تنفيذي إيسار إينرجي، إنها منشأة قيمة ذات موقع استراتيجي تعطي للشركة منفذاً لتصدير فائض المنتجات التي تصنعها مصفاتها العملاقة الواقعة في فادينار في ولاية جوجورات الهندية. يأتي دخول إحدى أكبر شركات الطاقة المستقلة الهندية إلى المملكة المتحدة في وقت خلص فيه العديد من المراقبين في هذا المجال إلى أن نشاط المصافي وخصوصاً شراء نفط خام وتعريضه إلى الغليان حتى يتحوَّل إلى منتجات قيمة سهلة البيع لن يتطور على الأرجح في أوروبا خلال المستقبل القرب. وينتظر أن تظل هوامش الربح قليلة بالنظر إلى أن المعروض من منتجات المصافي يتجاوز المطلوب على الأقل لغاية عام 2015، بحسب مكتب كيه بي سي للاستشارات، فضلاً عن أن أصحاب المصافي مضطرون لزيادة الاستثمار توافقاً مع القواعد الجديدة التي تحد من الانبعاثات، حيث تقرر بدء العمل بأولى التخفيضات المفوضة لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون بموجب نظام الاتحاد الأوروبي لمقايضة الانبعاثات اعتباراً من عام 2013. ولمواجهة هذه التحديات قررت شركات مالكة مثل توتال الفرنسية وشل وبي بي تقليص محافظ مصافيها الأوروبية والاستثمار بدلاً من ذلك في أسواق ناشئة ومجالات ذات هوامش ربح أعلى. وكان من شأن إقدامها على بيع منشآت مصافي ونقص المشترين الراغبين أن انخفضت الأسعار الأمر الذي جذب اهتمام مجموعة متنوعة من المشترين تشمل أصحاب مصافي جدد في أسواق ناشئة (مثل إيسار) المتطلعين إلى أن يكون لهم وجود في السوق الأوروبية وصناديق ثروات سيادية وتجار وشركات مساهمة خاصة وشركات تسويق وقود. يعتبر هؤلاء الملاك الجدد من فئات متنوعة ويهتم كل مشتري بتلك الأصول التي تناسب نوع نشاطه. فاشترت بتروتشاينا في مصاف في جرانجموث في سكوتلندا ولافيرا في فرنسا عن طريق شركة تحالف مع شركة اينيوس السويسرية المتخصصة في تصنيع المواد الكيماوية. كما أن ترافيجورا وفيتول الشركة المتخصصة في تجارة السلع التي اشترت عام 2009 بعض منشآت المصافي من بترو بلوس الواقعة في انتويرب تبحث حالياً عن منشآت تصفية أصغر يمكن تخزينها بمرافق تخزين وفقاً لتقرير أصدرته كيه بي سي. وقال نايار إن إيسار تخطط لاستثمار 100 مليون دولار كل عام في ستانلو في السنوات الأربع المقبلة وهي أموال لن يقتصر استخدامها على التعديلات اللازمة للوفاء بالمعايير البيئية، ولكن لزيادة سعة الإنتاج وإتاحة المجال لمعالجة أنواع أثقل من خامات النفط. هذا الاستعداد والرغبة في الاستثمار وسط أحوال سوق صعبة يفسر إلى حد كبير بأن إيسار تعمل من وضع قوة نسبية. وبالنظر إلى أن مصفاة فادينار التابعة لإيسار تستعد فعلاً لانتاج 400 ألف برميل يوميا من المنتجات عالية الهامش، تكفل ستانلو الاختيار لإيسار، بحسب نايار ما يشير إلى عزم إيسار على استخدام إمكانات تخزين المصافي والانفتاح على الأسواق في تنشيط التصدير. ورأى ستيفن بروكس المحلل في شؤون الوقود في مؤسسة وود ماكنزي الاستشارية أنه من المرجح أن يستمر هذا التوجه، حيث قال: “مع تغير الطلب على النفط ليس فقط في أوروبا، ولكن في مناطق أخرى خصوصاً مع تشغيل بعض المصافي الضخمة في الشرق الأوسط وآسيا يتطلع أصحاب المصافي إلى أسواق لبيع منتجاتهم ومع تغير مواصفات الوقود، أعتقد أن الطلب على تخزين النفط سيزيد”. غير أنه يوضح أن استحواذ إيسار على ستانلو لا يبشر بالضرورة بموجة من الصفقات المماثلة. قام باتريك دي لاشيفاردير مدير توتال المالي مؤخراً بوصف تحدي اجتذاب مشترين مستعدين لأن يلبوا تقييم الشركة بما يخص مصفاة ليندسي ثالث أكبر مصفاة في بريطانيا في المناخ الحالي. وقال شيفاردير: “إنه من الصعب للغاية بيع مصفاة اليوم”. نقلاً عن «وول ستريت جورنال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©