السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أذربيجان تسعى إلى التوسع في إنتاج الغاز الطبيعي

أذربيجان تسعى إلى التوسع في إنتاج الغاز الطبيعي
12 أغسطس 2011 22:51
بعد عقدين من استقلال أذربيجان عن الاتحاد السوفييتي السابق، وبدء إبرامها عقود النفط مع شركات غربية، تعتزم أذربيجان استغلال مصدر طاقة آخر تعتمد عليه في مستقبلها هو الغاز الطبيعي. مع احتمال بلوغ إنتاج النفط ذروته في خلال بضع سنين يعتبر الغاز هو السبيل إلى توسعات اقتصادية مستدامة، وهو الذي حول باكو العاصمة الواقعة على سواحل بحر قزوين إلى مدينة مزدهرة. والأمر يهم أيضاً أوروبا والتي ينتظر أن يزيد اعتمادها على الغاز الطبيعي بعد أن قررت ألمانيا وإيطاليا عدم استخدام الطاقة النووية وبالنظر إلى أن القارة تتوجه نحو تقليص انبعاثات الكربون. بحلول نهاية هذا العام، ستكون أذربيجان مستعدة لاختيار مشترين طويلي الأجل للغاز من حقل شاه دنيز الضخم الكامن عميقاً تحت بحر القزوين باحتياطيات تتجاوز تريليون متر مكعب من الغاز. ويتوقف خط أنابيب غاز نابوكو العملاق على تلك القرارات. ويعد خط أنابيب نابوكو أساس استراتيجية الاتحاد الأوروبي الرامية إلى تحرير قبضة روسيا على سوق الغاز الطبيعي الأوروبية. وتعتبر المفوضية الأوروبية بصفتها الفرع التنفيذي للاتحاد الأوروبي أن خط أنابيب نابوكو هو المشروع الوحيد من ضمن عدة مشاريع خطوط أنابيب متنافسة الذي يسمح حجمه الضخم بإحضار كميات استراتيجية من الغاز إلى أوروبا وتسليمه إلى المناطق التي في اعتقادها الأكثر احتياجاً له. غير أن بشائر خط أنابيب نابوكو الأكبر بثلاث مرات من منافسه والمصمم لنقل الغاز لغاية النمسا لا تبدو واعدة. أكد رئيس أذربيجان ابراهيم علييف في مؤتمر عقد في باكو في شهر يونيو الماضي، ان الغاز الطبيعي من بلاده سيذهب إلى أوروبا، ولكنه لم يذكر كيف سيحدث ذلك. وهناك رجل شديد النفوذ له تأثير في ذلك القرار هو صديق علييف الشخصي: إلشاد ناسيروف نائب رئيس شركة نفط أذربيجان الوطنية التي تسمى اختصاراً “سوكار”. لدى سوكار حصة 10% في اتحاد شركات شاه دنيز، وهي الحصة رغم أنها أقل من حصص كل من بي بي وشركة ستاتول النرويجية البالغة 25,5%، فإن قوتها الصوتية بصفتها مندوب الحكومة يعد مفتاح الحصول على غاز أذربيجان، البالغ 16 مليار متر مكعب في السنة منها 10 مليارات متر مكعب مقرر ضخها إلى أوروبا. وقال الشاد ناسيروف في مقابلة: “لا نريد أن تعقد صفقة ندفع فيها لسعة إنتاج لا نحتاجها”. وأبدت بي بي بصفتها مشغل حقل شاه دنيز وجهة نظر مشابهة. كانت سوكار تفضل خط أنابيب أصغر يمكن تمديده لاحقاً ليسد السعة الإضافية، بحسب ناسيروف الذي أضاف أن الشركة الحكومية تدرس أن تصبح مساهماً في خط الأنابيب من أجل أن يكون لها نفوذ على رسوم المرور وغيره من القرارات المهمة. وقد يكون ذلك في مصلحة منافسي نابوكو مثل خط أنابيب “آي تي جي آي” المشروع الذي ترعاه شركة أديسون للطاقة الإيطالية وخط الأنابيب عبر الأطلنطي الذي إن تم بناؤه سيكون بمثابة أقصر مسار إلى إيطاليا عبوراً بألبانيا من اليونان. وتؤكد نابوكو أن مشروعها هو الأكثر مزايا في الأجل الطويل، خصوصاً بسبب حجمه، في ذلك قال كريستيان دولزال المتحدث الرسمي باسم اتحاد الشركات الذي يضم شركة “او ام في” النمساوية وشركة “اد دبليو إي” الألمانية راعيها الرئيسي. وتستعد شركات لتقديم عروض جادة لشراء كميات من الغاز بحلول شهر اكتوبر لتعطي سوكار وشركاءها في اتحاد شركات شاه دنيز فترة ثلاثة أشهر لتتخذ قرارها. تريد سوكار بيع الغاز في أكبر عدد ممن من الدول الأوروبية وأن تحصل على أفضل سعر له، غير أن نابوكو مصمم، بحيث ينقل 31 مليار متر مكعب غاز وسيظل ثلثاه فارغاً على الأرجح إلى أن يمكن لمورد آخر أن يملأ الثغرة. تعتبر السعة الفارغة إهداراً للمال. ففي مؤتمر باكو في شهر يونيو، أوضح مفوض الطاقة بالاتحاد الأوروبي جونثر أو تيننجر أن تركمانستان الدولة المجاورة يمكن أن تكون المصدر الممكن للغاز اللازم لاستكمال سعة نابوكو الاحتياطية. واتفق مندوبو وزارات الاتحاد الأوروبي مؤخراً على إعطائه تفويضاً للتفاوض على اتفاقية بين تركمانستان وأذربيجان تمهد السبيل لخط أنابيب عبر بحر قزوين لإتاحة ذلك. غير أن العديد من الخبراء يشككون في أن يصبح غاز تركمانستان متاحاً قريباً للتصدير إلى الغرب على الأقل بسبب معارضة روسيا وإيران. وهناك مورد آخر ممكن هو العراق غير أن هذا الاحتمال يبدو أيضاً مستبعداً. وفي تطور آخر تم إثار أسئلة أخرى عن مستقبل نابوكو وافقت اد دبليو إي مؤخراً على بدء محادثات مع عملاقة الغاز الطبيعي الروسية جاز بروم بشأن مشروع مشترك لتوليد الكهرباء من الغاز والفحم. وقال ستيفان جوديش رئيس تنفيذي الإمداد والتداول في شركة اد دبليو إي: “تمهد مذكرة التفاهم بين آر دبليو إي وجاز بروم السبيلالى المزيد من المفاوضات بشأن مشروع مشترك محتمل لتوليد الكهرباء. ولا تتعلق هذه المفاوضات بأي حال من الأحوال بوضع اد دبليو إي في نابوكو”. نقلاً عن «وول ستريت جورنال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©