الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمد بن زايد يشهد محاضرة بعنوان «من أعلام القرآن»

محمد بن زايد يشهد محاضرة بعنوان «من أعلام القرآن»
3 أغسطس 2012
استقبل الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ليلة أمس الأول، في مجلسه الرمضاني بقصر البطين صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين وسمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان وتبادلوا التهاني بشهر رمضان المبارك، داعين الله عز وجل أن يعيده على الجميع بالخير والبركات. وشهد سموه والحضور محاضرة بعنوان “من أعلام القرآن” لفضيلة الشيخ صالح بن عواد المغامسي مدير عام مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة. كما شهد المحاضرة سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي ومعالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير الأشغال العامة ومعالي بوب كار وزير خارجية أستراليا وعدد من أصحاب السمو الشيوخ والمعالي الوزراء والسفراء وكبار المسؤولين في الدولة وعدد من المهتمين. وأشاد فضيلة الشيخ المغامسي في بداية محاضرته بالدور الذي يقوم به الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بالاحتفاء بالفكر ورعايته للعلم وإدراكه السبل المثلى لقضاء ليالي شهر رمضان المبارك، وقال فضيلته “ما أجمل أن يفيء الناس إلى العلم والفكر والتربية، بعد أن أخذوا حظا من العبادة وقاموا بين يدي ربهم جل وعلا في صلاة القيام” . وأكد فضيلة الشيخ المغامسي أن القرآن الكريم أعظم وأجل كتاب أنزل من السماء، لافتا إلى أن أعلاما عدة ذكرت في القرآن الكريم واشتملت على أشخاص عرفت بالصلاح والتقوى مثل جبريل وميكال ومحمد صلى الله عليه وسلم وإبراهيم عليه السلام وغيرهم كثر وأعلام عرفوا بالطغيان والفساد مثل الشيطان وفرعون والسامري وأعلام مكانية مثل الجنة والنار ومكة والمدينة وسيناء وأعلام زمانية مثل رمضان وليلة القدر. وتركزت المحاضرة حول ثلاثة أعلام، الأول خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام والثاني سيدنا سليمان عليه السلام أما الثالث فهو السامري. وتناول المحاضر عددا من الصفات التي خص الله بها ابراهيم عليه السلام ومناقبه وهي إقباله على الله بقلبه وحياؤه من ربه وسرعة استجابته لأمره وأورد في هذا المقام الآيات الكريمة التي تؤكد هذه المناقب عند النبي ابراهيم عليه السلام. وقال إن نبي الله إبراهيم هو أبو الأنبياء واليه تنسب الملة “ملة أبيكم إبراهيم”، مشيرا إلى أن الله بعث ابراهيم بالنبوة وجعل النبوة من بعده محصورة في نسله، فما بعث نبيا إلا من ذريته فكان من جاء من بعده من الأنبياء موسى وعيسى ومحمد وجميع أنبياء بني إسرائيل من ذرية إبراهيم من ابنه اسحق فيما كان النبي محمد “ ص “ من ذرية ولده إسماعيل. وأكد أن جميع الأمم تبنت هذه الشخصية العظمية لعظم شخصية إبراهيم عليه السلام وأرادت الانتساب إليه، وقال إن السبب يعود في ذلك إلى انه “كان أمة” ورجلا جامعا لكل صفات الخير اقبل على الله بقلبه. ولفت فضيلة الشيخ المغامسي في عرضه لسيرة النبي ابراهيم عليه السلام الى أن الله ابتلاه بعدة مواقف ونجح في الامتحان وكان من أبرز الابتلاءات التي تعرض لها أن رأى في المنام أن يذبح ابنه اسماعيل. وأكد أن لا حاجة لله في أن يرق دم انسان ولكنه الامتحان، ونجح ابراهيم عندما أخبر ولده “إني أرى في المنام أني أذبحك” فقال الولد لأبيه “افعل ما تؤتمر “ وعندها “فداه الله بذبح عظيم”، بعد أن استجاب الوالد والولد لأمر الله. ولفت الى ان الامتحان الثاني الذي تعرض له ابراهيم عليه السلام هو إلقاؤه في النار ومشاركة والده في هذه العملية التي أراد منها قومه تعذيبه وثنيه عن الدعوة الى الله فأقبل ابراهيم على النار غير عابئ بلهيبها؛ لإيمانه بأن الله معه فنجاه الله منها “يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم”، الأمر الذي دفع أباه إلى القول: “نعم الرب ربك يا ابراهيم”. وقال المحاضر إن الصفة المهمة التي تمتع بها ابراهيم هي “إقباله على الله” وعدم عبادته قط للأصنام “واجنبني وبنيَّ أن نعبد الأصنام”. وأكد في هذا الصدد أن إبراهيم كان داعيا إلى الله بكل قواه واستخدم عقله في تحديد أسلوب الدعوة وفق الفئة التي يدعوها، لافتا إلى أنه عندما جاء لعبدة الأوثان عمد الى الأصنام فكسرها وأبقى على الصنم الأكبر بينها حتى يحرجهم بقوله “بل فعله كبيركم”. وأشار المحاضر إلى أن إبراهيم عندما جاء إلى عبدة الكواكب تغير الخطاب والطريقة في الدعوة، حيث بدأ بالنظر الى السماء فيرى القمر وقوله “هذا ربي”، فلما أفل رأى الشمس قال هذا ربي في إشارة إلى قومه بأنه يشاركهم البحث عن الله، ويؤكد أن جميع الكواكب والنجوم والقمر والشمس ليست بآلهة لأنها تختفي وتزول وعندها أعلن “يا قومي إني بريء مما تعبدون”. ولفت المحاضر إلى أن الله منَّ على إبراهيم بأن أمره ببناء بيت الله “الكعبة” ودعاؤه “ربنا وابعث فيهم” واستجاب له ربه بعد ثلاثة آلاف سنة بأن بعث محمدا رسولا في مكة وأن يكرم الله النبي محمد “ص” برحلة الإسراء والمعراج، وأن يلتقي “أباه” إبراهيم في السماء السابعة فيسأله النبي من أنت فقال: “أبوك ابراهيم”. وتناول المحاضر سيرة العلم الثاني وهو نبي الله سليمان عليه السلام، والذي ورد اسمه في القرآن في 16 آية وهو ابن النبي داود عليه السلام وورث عنه النبوة وأتاه الله ملكا عظيما ومن مظاهر ذلك أن سخر الجن له وعلمه منطق الطير واستجابة الله لدعائه، مستشهدا في هذا المقام بالآية الكريمة: “قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب”. وأكد المحاضر أن النبي سليمان وبما أوتي من ملك كبير كان حريصا على تفقد ملكه حتى وصل به الأمر إلى السؤال عند الهدهد عندما افتقد وجوده والتهديد بعذابه إذا لم يأته بسبب. ويسرد المحاضر الحوار الذي دار بين سليمان والهدهد إلى أن يصل إلى إرسال خطاب إلى ملكة سبأ يدعوها فيه إلى الله وكيف حمله الهدهد إليها “إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم”. ولفت إلى أن سليمان قد قدم اسمه على اسم الله استثناء؛ لأنه كان يعلم أن ملكة سبأ لا تؤمن بالله وكان عليه في البداية أن يرهبها باسمه باعتباره ملكا قويا، ويصل المحاضر في السرد إلى كيفية رد الملكة على رسالة سليمان ومجيئها إليه وبناء صرح لها من قوارير حتى تؤمن بعظمة ملكه وتؤمن بالله. ويؤكد المحاضر أن نبي الله سليمان امتلك القدرة عل التعامل مع الهدهد ومع الملوك، كل بما يناسبه وباللغة التي يفهمها والأسلوب المناسب له وبذلك لما اتصف به من تريث وحسن تواضعه وحكمته في دعوة ملكة سبأ فعرف كيف يخاطب من تربت في الملك والثراء والجاه . وتناول المحاضر في عرضه “السامري”، وهو أحد أفراد بني إسرائيل وكان ممن نجا مع نبي الله موسى وعمد إلى فتنة بني إسرائيل لما ذهب موسى لميقات ربه. وقال المحاضر لقد عمد هذا الضال إلى أن قبض قبضة من أثر فرس جبريل ثم خلطها بما في أيدي بني إسرائيل من الذهب والفضة فأخرج له عجلا جسدا له خوار ثم قال زورا وبهتانا وظلما “هذا إلهكم وإله موسى”. وعرض المحاضر للحوار الذي دار بين النبي موس عليه السلام وبين أخيه هارون عندما عاد من الميقات ليجد الناس وقد عادوا عن دينهم والتوجه لعبادة العجل . كما عرض للحوار بين موسى والسامري “ما خطبك يا سامري” ويرد السامري “بصرت بما لم يبصروا به “، الأمر الذي يشير إلى أن السامري يتمتع بصفات ليست بملك من كان معه ولذا قال الناس ربما يكون للسامري علاقة بالدجال الذي يخرج آخـر الزمان إن لم يكن هو نفسه، مؤكدا أنه لا وجود لأثر صحــيح على هذا الظن. وقد أجاب فضيلة الشيخ صالح المغامسي على العديد من الأسئلة التي جاءت في إطار الاستفسار عن بعض الجوانب التي تناولتها المحاضرة وبعض المسائل الفقهية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©