الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أرامل الإنترنت» .. ضحايا أزواج يبحثون عن أوهام السعادة في الغرف المظلمة

«أرامل الإنترنت» .. ضحايا أزواج يبحثون عن أوهام السعادة في الغرف المظلمة
10 أغسطس 2013 23:54
دقّت ندوة «سلوكياتك حياتك» ناقوس الخطر من مخاطر الإنترنت ومدى تأثير استخدامه غير السليم على تماسك الأسرة وعلاقة الزوجين، وتأثيره على زيادة أعداد ما يسمى «أرامل الإنترنت»، وهن عدد من الزوجات اللاتي انشغل عنهن الأزواج بالشبكة العنكبوتية، فراحوا جميعاً في طريق يسير في اتجاه واحد نحو التفكك، وضياع الأبناء. وتناولت الندوة القيم السلوكية وأهمية تعزيزها في تربية الأبناء، مقدمة حياة الرسول صلى الله عليه وسلم نموذجاً من حيث العدل، الشجاعة، التواضع الثبات، الكرم، الصدق واحترام الآخر. تواصل مؤسسة التنمية الأسرية تقديم مجموعة من الفعاليات الموجهة للأسرة بهدف توثيق العلاقات بين أفراد المجتمع، من خلال حوار هادف يتناول موضوعات اجتماعية، ويتطرق إلى بعض التحديات والحلول على يد مجموعة من الخبراء لمعرفة كيفية مواجهتها. وتطرقت ندوة «سلوكياتك حياتك» بمؤسسة التنمية الأسرية إلى قصة يوسف عليه السلام باعتبارها نموذجاً للشباب والشابات في العفة وحسن الخلق ومواجهته للفتن وخشيته لله، بينما تناولت تأثير العولمة من تقنية حديثة ومواقع التواصل والإنترنت على الأسرة العربية في محور من محاور الندوة، حيث أكد المستشار الأسري بدائرة قضاء أبوظبي أشرف العسال أن وسائل الاتصال الحديثة قربت بين الأشخاص المتباعدين جغرافيا، وجعلت العالم يبدو بحق كقرية صغيرة. وأوضح أن ثورة الاتصالات قربت المتباعدين وأبعدت المتقاربين، وأن المرأة قد يكون لديها عشرات الصديقات من دول مختلفة في العالم الافتراضي، ومع الأشخاص الإلكترونيين من خلال شبكات التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية، ?متسائلاً عن أثر هذه الشبكات الإيجابي والسلبي على المجتمع، مشيراً إلى دور هذه الشبكات في خلق ظواهر جديدة في المجتمع كالطلاق الصامت وأرامل الإنترنت، التي انشغل عنهن أزوجهن، فراح الزوج والزوجة واختفت علاقتهما خلف الشبكة العنكبوتية، وغرفها المظلمة، ما أدى إلى انتشار أمراض الاكتئاب والعزلة بين الشباب والأطفال. التجمعات في هذا الإطار قال أشرف العسال، إن هذه الفترة هي فترة ازدهار الإنترنت والتواصل الاجتماعي الإلكتروني، بل أصبحت ظاهرة أن تجد في المجالس والتجمعات نصف الحاضرين على الأقل أعينهم في هواتفهم ظاهرة طبيعية جداً، لافتا أنه لا يكاد يمر يوم عليهم في إدارة التوجيه الأسري إلا بوجود حالتين أو أكثر بوقوع الطلاق بين الزوجين بسبب سوء استخدام البلاك بيري أو الفيسبوك. وأضاف: هناك إيجابيات للإنترنت ومواقع التواصل ووسائلها، وهناك سلبيات كبيرة ناجمة عن عدم استخدامها الصحيح أو سوء استخدامها، أما إيجابياتها، فتتمثل في أنها بحر من المعلومات والمعارف والإحصائيات والتكنولوجيا والأخبار والأفلام، تسهل اتصال الأسر والتواصل بين الأقارب عبر البريد الإلكتروني، والتعليم عن بعد والتدريب الثقافي والعلمي، الاجتماعات التي تتم عن طريق الوسائل المرئية، التطبيقات البنكية، التسوق عبر الإنترنت، إدارة الأزمات والطوارئ والبحث عن فرص العمل والعمل عن بعد، لافتاً إلى أن هذه الإيجابيات سهلت الحياة المعيشية للناس، وقلصت الفوارق الزمنية بين الناس والمسافات. وعن سلبيات سوء استخدام الإنترنت ومواقع التواصل ووسائلها، فقال إنها تعلم وتنشر مفاسد كثيرة منها، الإباحية والصور الخليعة، وتبادل ملفات وصور غير لائقة، ممارسة القمار وغرف دردشة غير مجدية، التوجهات الفكرية المختلفة عن عاداتنا وتقاليدنا، الفرق الضالة وبث أفكارها، كيفية السرقة وتعلم الجرائم وفنون التعذيب وفنون العلاقات المحرمة، ضياع العمر والوقت والفرائض وهضم حق الأسرة، الأمراض النفسية الناتجة عن العزلة مع هذه الأجهزة. مؤشرات وأوضح المستشار أشرف العسال أن مستعملي الإنترنت في تزايد كبير، وأن مصر والسعودية يمثلان تقريباً 50 % من إجمالي عدد المستخدمين العرب ثم تليهم الإمارات، مؤكداً أن حجم الإقبال على شبكة الإنترنت يتضاعف تقريبا كل مائة يوم. وقال: عدد الصفحات الإباحية في الإنترنت تقدر بنحو 2.3% من العدد الإجمالي للصفحات، كما أن 99 % من الصفحات المحجوبة تندرج تحت أحد بندين: الصور الإباحية أو القمار، وبناء على آخر الإحصاءات والدراسات بإحدى الجامعات الأميركية فقد قدرت مواقع الإنترنت بـ 255 مليون موقع حوالي 152 منها مخصصة للشبكات الاجتماعية، بينما وصل عدد مستخدمي Facebook إلى ما يقارب 600 مليون مستخدم، في حين وصل عدد مستخدمي برنامج Twiitter إلى 175 مليون مستخدم، ما يطرح السؤال: ما تأثير مواقع التواصل ووسائل الاتصال الحديثة على الأسرة وعلى أولادنا الطلبة وأين هم ذاهبون؟. واستدل العسال بإحصائية ميدانية تبين أن الطالب يقضي ما يقرب من 1100 ساعة أمام التلفزيون كل عام، في مقابل كل 900 ساعة يقضيها على مقاعد الدراسة، بعد انتشار ثورة الاتصالات، ودخلت ألعاب الفيديو والإنترنت ومواقع التواصل حلبة المنافسة على الساعات التسعمائة الخاصة بالدراسة، بينما يشير استبيان أجرته مجلة سعودية عن نوعية المواقع التي يدخلها الشباب في المقاهي إلى أن النتيجة كانت أن 60 % من المجموع يقضون أوقاتهم في مواقع المحادثة، و20% من المستخدمين للمواقع الثقافية، و12% منهم يستخدمون المواقع الطبية والحاسوبية والتجارية، و8 % يقضون أوقاتهم في تصفح المواقع السياسية، وقد أجمع أصحاب تلك المقاهي أن أكثر ما يبحث عنه الشباب خصوصا والرواد عموما هو التشات «المحادثة» والجنس. أرامل الإنترنت ونبَّه العسال إلى أن استعمال مواقع التواصل الاجتماعية أثر على الأسرة بشكل كبير، لافتاً إلى أن ذلك تسبب في انتشار العزلة المرضية، وأبرز ما ترتب على انتشار ثورة الاتصالات والقنوات الفضائية هو أن كل فرد من أفراد العائلة صار له جوه الخاص به، مشيراً إلى قصة فتاة قلدت 8 شخصيات، بينما تنتشر ظاهرة أرامل الإنترنت ومواقع التواصل، وأطلقت «أرامل الإنترنت» على الزوجات اللاتي يعانين من سقوط أزواجهن في مستنقع المواقع الإباحية، ويغيبون عن ممارسة أي دور حقيقي في حياتهن أو حياة الأبناء، فرحن يبحثن عن أوهام السعادة في غرف الشات المظلمة، ما نجم عن ذلك مشكلة الطلاق الصامت. رغبات مشفرة وأضاف العسال: في الوقت الذي دخل فيه الإنترنت ومواقع التواصل والبلاك بيري والواتس أب وقبلها أطباق الستلايت البيت العربي هجر الزوج العربي بيت الزوجية ليبحث عن المثير والغريب من الأفلام الأوروبية والعلاقات عبر شبكات التواصل، ما انعكس أثره على حرارة اللقاء الزوجي، فالرجل المفتون بالمواقع الإباحية يزهد في زوجته، وتصبح الرغبة عنده مشفرة، ولا يفكها سوى جو العزلة والسرية الإلكترونية الذي توفره غرف الدردشة، والمواقع المشبوهة، ولا يعد للمؤثرات العادية بين الزوجين أي قوة تذكر. من الواقع من القصص الواقعية التي سردها العسال قصة مها التي تقول: أعلم تماماً أن زوجي لا يستخدم الإنترنت لدخول مواقع سيئة، لكنني أكره هذه الشبكة لأنها سلبت أسرتي لحظات الاجتماع الدافئة الجميلة، حيث يحب زوجي الجلوس طويلاً على الإنترنت، فعندما يأتي من عمله الطويل، يتناول الطعام بسرعة، ليهرول إلى الحاسوب ويفتح الإنترنت، وهو مغرم بالمنتديات الحوارية التي يشارك فيها، وينصح الآخرين، ويتجاهل حاجة أسرته إليه. وأضافت: أنني أتذكر حياتي قبل اختراع الهاتف المحمول، والإنترنت، كانت أكثر سعادة وهدوءاً وتواصلاً، فوسائل الاتصال هذه قطعت الصلات بين أفراد الأسرة والأشخاص المقربين لمصلحة عالم وهمي، فأين تقودنا تلك المواقع والتقنيات التي دمرت أسرنا وقيمنا الاجتماعية؟ تأثيرها على أطفال وتطرق أيضا العسال إلى جانب آخر من تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الأسرة وهم الأطفال، وقال «أما عن تأثير هذه الوسائل الحديثة على الأطفال، فقد كشفت دراسة أجرتها منظمة «أنقذوا الأطفال» العالمية، أن تقنيات الاتصال الحديثة أوجدت جيلاً من الأطفال يعاني الوحدة وعدم القدرة على تكوين صداقات، واعتمدت النتائج على استطلاع أُجري على عينة من 100 معلم أكد 70% منهم على أن قضاء الأطفال لساعات طويلة بشكل منفرد مع التقنيات وبخاصة الإنترنت ومواقع التواصل يؤثر سلباً على مهاراتهم الاجتماعية. الأسرار الزوجية وأشار العسال إلى أن من أخطر مشاكل تلك المواقع نقل الأطفال لكل أسرار البيت والوالدين للأغراب والأقارب، ما يؤدي في بعض الأحيان لمشاكل أسرية. وأضاف: أتذكر قضية طلاق وقعت بسبب معلمة لابنة عمرها عشر سنوات كانت المعلمة تدرس لها بالبيت واعتادت أن تمسك هاتف الطفلة المتحرك فقرأت على الواتس أب كل أسرار الوالدين، وعرفت الخلافات اليومية التي كانت تحكيها الطفلة لصديقتها فاستغلت المعلمة الوضع وتقربت من الأب، وطلقت الأم وتزوج المعلمة وشردت الأسرة. أمراض نفسية وأوضح أن الإدمان على شبكة الإنترنيت له أعراض تتمثل في الانطواء، والعزلة، والنسيان، والسهر، وفقدان التركيز، وزغللة النظر، والسرحان، وفقدان الشهية، والتأخر الدراسي. وأضاف: هذا المرض يصيب الشباب من الجنسين، ابتداءً من سن العشرين حتى سن الثلاثين، وضحاياه ليسوا بالمآت، لكن بالملايين في جميع أنحاء العالم، لأن للإنترنت سحره وجاذبيته ودوافعه السيكولوجية التي تجذب إليه الشباب، فهو جهاز سحري يغري الشباب بالمعلومات والمعارف، والإحصائيات، والتكنولوجيا، والأخبار، والصور، والأفلام بلمسة وبلحظة، ولكن في الوقت ذاته يغري الشباب بالعلاقات العاطفية والمناظر الإباحية ويجذبهم بالصور والأفلام فهو يقدم الإدمان على الموسيقى، وعروض الأزياء، وكيف تصبح مليونيراً، أو مهرباً للمخدرات، أو للأسلحة، أو صانعاً للقنبلة النووية، أو زعيماً لعصابة دولية، موضحاً أن الفراغ العاطفي وضعف القيم وراء السقوط في الخيانة الإلكترونية. ضرورة تعزيز الحوار الودّي بين الآباء والأبناء قدم أشرف العسال المستشار الأسري بدائرة قضاء أبوظبي مجموعة من النصائح للحضور لحماية الشباب والأطفال من مخاطر الإنترنت، منها ضرورة تعزيز الحوار الودّي بين الآباء والأبناء خاصة البنات والأبناء في سن المراهقة والجلوس أوقات كافية معهم، رفع مستوى الوعي والإدراك لدى الأطفال تجاه ما يمكن أن يصلهم من محتوى غير لائق، توعية الأطفال بأهمية عدم ذكر أي معلومات شخصية أو أسمائهم الحقيقية أو أرقام تلفوناتهم وعناوينهم أو حتى عنوان البريد الإلكتروني لأي أحد على الشبكة دون أذن الوالدين. ودعا إلى حث الأطفال على استعمال مواقع خاصة بهم، ضع أي جهاز كمبيوتر في منتصف البيت ولا تضعه في مكان منعزل ووجه الشاشة للباب حتى تتم مراقبته بسهوله، اعرف من هم أصحاب أطفالك الذين يتخاطبون معهم عن طريق الشبكة، راقب عن طريق فحص قائمة العناوين المخزنة بالكمبيوتر وفتح موقع الذاكرة الذي يحتوي على مواقع الإنترنت التي تمت زيارتها للتعرف على المواقع التي زارها الأطفال لأحكام المراقبة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©