أبوظبي (الاتحاد) - يصعب على الكثيرات التوفيق بين أعمال المنزل والعناية بالأطفال وترجيح كفة لمصلحة أخرى، وغالباً ما تكون هذه الجهة هي الأولاد الذين يدفعون ثمن انزعاج الأم من الضغوط الكثيرة التي تمارس عليها، ومن جراء الساعات الطويلة التي تقضيها في العمل الذي يستنفذ كل طاقتها، ويجعلها لا تتحمل صراخاً أو شيطانية الصغار المقبلين على الحياة. وفي هذا الإطار تقولد نورة السامر موظفة في القطاع الخاص وأم لطفلين، إنها تعود للبيت بعد ساعات طويلة من العمل، راغبة في النوم، ليس لديها القدرة على تحمل إزعاج أطفالها، ما يدفعها إلى دخول غرفة نومها وإغلاق الباب عليها، وبعد أخذ قسط من الراحة أستفيق لتفقد أحوال البيت وما ينقصه، وهذا الموضوع عادة ما يستفزني، لأنني إذا وجدت أي خلل في جانب من جوانبه، فإنني أشعر بتوتر كبير.
صراخ الأبناء
من جانبها تشير راضية أحمد موظفة إلى أنها تحاول قدر الإمكان تجنب الصراخ في وجه أبنائها الصغار، مقدرة قضاءهم ساعات طوال بمفردهم، فتحاول أن تمتص غضبها، ولا تظهر الصعوبات التي تعانيها في عملها.
وأوضحت ليلى الشاوي أنها تعمل في البيت قبل قدومها للعمل، ما يجعلها تشعر بالتعب، وبعد عودتها للبيت بعد نهاية دوامها تشعر بتعب مضاعف، ما ينعكس على مزاجها ويجعلها تبدو متوترة وقلقة دائماً.
للإضاءة أكثر على ضغوط الحياة، وكيفية خلق التوازن بين العمل في البيت وخارجه، يقول محمد الكندري الاستشاري الأسري: تأتي أهمية التوازن بين العمل والمنزل، حرصاً على سلامة الفرد وصيانة لكيان الأسرة، حيث تتطلب الحياة الزوجية الناجحة التوازن بين العمل الوظيفي والأعباء الأسرية وإن أي خلل في هذا التوازن من شأنه إخلال في حق طرف دون طرف، وعليه تحاصر الفرد الضغوط ويراوده الشعور بالتقصير تجاه أفراد الأسرة، مشيراً إلى أنه عندما نتناول مفهوم التوازن بين العمل والأسرة، فإننا نعني إعطاء كل ذي حق حقه فكما أن للعمل الإداري حقوقه، فكذلك للأسرة من زوجة وأبناء حقوقهم، فلا إفراط ولا تفريط.
كما أوضح أن الحياة المدينة المعاصرة أفرزت مشكلات ذات صلة بعلاقة الموظف بعمله وعلاقته بأسرته، فأصبح الفرد يقضي ساعات في مكتبه بعيداً عن أجواء أسرته وترتب على ذلك أزمات وأمراض معاصرة تستوجب الحل، وعليه أصبح من الأهمية التوازن بين المتطلبات الوظيفية والواجبات الأسرية.
مهارات
وينصح الكندري بعدة خطوات للتخلص من الضغوط منها: ممارسة الرياضة، حيث تشير الدراسات إلى أن التدريبات الرياضية تقلل من أثر الضغوط على الإنسان وتقلل درجة التوتر والقلق، ولعله من الأمور التي توثق الصلة بين الزوجين والأبناء وفي ذات الوقت تخفف من حدة الضغوط هي ممارسة الرياضة مع الزوجة أو مع الأبناء.
الاسترخاء
يقلل من سرعة دقات القلب ومعدل سرعة التنفس وضغط الدم وهدوء البال والنفس، ويمكن للإنسان أن يختار مكاناً هادئاً ومريحاً، ويغلق عينيه ويجعل كل عضلات جسده تسترخي مع التنفس لخمسة وعشرين دقيقة أو أقل بقليل أو أكثر، وأن يقطع الأفكار السلبية التي قد تطرأ على ذهنه أو يمكنه الجلوس في مكان بعيد عن الضوضاء ويغمض عينيه ويحلق بنفسه ويتخيل أنه في مكان مريح وجميل، الترويح والترفية: فالعقل يحتاج إلى فترات راحة، كما الجسد والروح والترويح حاجة أساسية للنفس البشرية، وتزداد تلك الحاجة في أوقات الضغوط.
وللترويح صور متعددة ذكر منها: الترويح التعبدي: وهو أفضل أنواع الترويح، بأن يروح الإنسان عن نفسه بأداء العبادات والقربات تأسياً بالرسول الكريم عليه الصلاة والسلام عندما كان يقول: «قم يا بلال فأرحنا بالصلاة»، فقد كان عليه الصلاة والسلام عندما تكثر عليه الضغوط يلجأ إلى الترويج التعبدي.
الترويح الرياضي: أي ممارسة نوع من الرياضات المباحة، ممارسة الإنسان الرياضة مع زوجته وأفراد أسرته، الترويح الاجتماعي: وهو مشاركة أكثر من فرد في نشاط ما والمشاركة الاجتماعية، مثل التزاور، والمحادثة، ومساعدة الآخرين، وملاعبة الزوجة والأبناء.
الترويح السياحي: ونقصد به السفر والتنقل، حيث فيه الترفية واكتشاف الجديد والمفيد، والنظر في كتاب الكون المفتوح، الترويح الثقافي: ونقصد به الاستمتاع بالقراءة والتزود بالمعرفة وحضور مجالس العلم والكتابة وتفريغ الشحنات السلبية على الورق.
الترويح الفني: أي قيام الإنسان بالتعبير عن مشاعره وعواطفه واندماجه في عمل يحبه مثل الفنون اليدوية كالرسم والنجارة والخط والأناشيد والدراما الهادفة، الترويح الذهني: أي التسلية عبر ممارسة ألعاب وتمارين ذهنية مثل الألغاز والمسابقات
عدد اليوم
