آهٍ من مكاتب الخدم

مع الطفرة العمرانية والحياة تحت ظل الرفاهية، ظهرت مشكلة خطيرة لم نكن نشهدها في فترة ما قبل الاتحاد· إنها قضية الخادمات والمربيات! ما أكثرهن باختلاف جنسياتهن· لا يعرف رب الأسرة الذي يذهب إلى مكتب استقدام الخدم شيئاً عن الشخص القادم من الناحيتين السلوكية والحياتية سوى العبارات المنمقة التي دونت في ملف السيرة الذاتية للخادمة كإجادة تربية الأطفال والطبخ والكوي والغسيل والتنظيف واللغتين الإنجليزية والعربية وخبرة العمل بالدول العربية والخليجية جميعها ممتاز، مما يزين لرب الأسرة أنه يستقدم دكتورة وليست خادمة! وعندما تحضر ترى الأسرة منها الويل، فلا تفهم حتى الإنجليزية ولا تجيد أياً مما كتب بسيرتها الذاتية· وعندما تسأل المكتب يكون الرد عليك بأنها سوف تتعلم مع مرور الزمن! وبعد أسبوع من الصبر وضغط الدم تصدمك بأنها لا تريد أن تعمل، وعندما تراجع المكتب يخبرك بأنه سيوفر البديل بعد خصم مبلغ لا يقل عن خمسمائة درهم· وهناك مكاتب تحرض الخادمة على عدم العمل، والبحث عن كفيل آخر·· وما أكثر القضايا التي تدور في أروقة المحاكم بسبب الخادمات وسرقاتهن وتعاملهن بالسحر والشعوذة· لذلك أطالب عبر هذا المنبر الإعلامي الحر بإلزام المكاتب باستقطاب الخادمات والمربيات وفقاً للشروط الموجودة في العقد وهو العمل لمدة لا تقل عن عامين بالإضافة الى باقي الشروط كإجادة الطبخ ورعاية الأطفال والنظافة وغيرها من الأمور· وأي اختلاف عما وجد في بنود العقد يلزم المكاتب بسداد كافة المبالغ للكفيل بما فيها قيمة التأشيرة والطباعة والإقامة، حيث تفشت ظاهرة هروب الخادمات والمربيات بشكل خطير فلا بد من إيجاد حل جذري لتلك القضية التي أصبحت خطراً يهدد الأسر والأمن بشكل خاص·