السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ديفيد روبرتس.. أشهر من رسم الشرق

ديفيد روبرتس.. أشهر من رسم الشرق
29 أغسطس 2014 20:15
شهد الشرق الإسلامي خلال القرن التاسع عشر على وجه الخصوص توافد أعداد كبيرة من المستشرقين لاستكشاف طبيعة الحياة في مدنه القديمة وساهم الرسامون من هؤلاء بقسط وافر في صياغة الصور الذهنية للأوروبيين عن الشرق بعاداته وثقافاته الخاصة ويعتبر الفنان الأسكتلندي ديفيد روبرتس أشهر هؤلاء الفنانين وأغزرهم إنتاجاً وبعد نشر مجلدات، خاصة للوحاته أصبح من المصادر الأساسية التي يلجأ إليها المعنيون بدراسة أحوال الشرق العربي في مطلع العصر الحديث. الحياة العملية ولد ديفيد في أدنبرة باسكتلندا في 24 أكتوبر عام 1794 م، وتوفي في 25 نوفمبر عام 1865 م، وقد قارب السبعين من عمره، بدأ ديفيد حياته العملية في سن مبكرة إذ ألحقه والده الذي كان يعمل في صناعة الأحذية ببيت مصمم طلاء ورسام يدعى بوجو وهو في العاشرة، وظل يعمل لدى هذا البيت لقرابة سبع سنوات حرص خلالها على أن يتعلم الفن بعد انتهاء أوقات العمل. وبدءاً من العام 1816 م شرع ديفيد في العمل بشكل مستقل إذ انتقل إلى مدينة بيرث الاسكتلندية ليعمل كمصمم طلاء وساعده الأجر الجيد على أن يبدأ في العام 1820 م في رسم اللوحات الزيتية وشارك في عدة معارض أكسبته شهرة محلية واسعة بعد أن بيعت بعض أعماله. في العام 1822 م أبحر روبرتس بعائلته الصغيرة إلى بريطانيا ليعمل هناك في العاصمة لندن في أعمال التصاميم والطلاء بالمسارح، حيث أحرز نجاحاً فنياً ومادياً أيضاً، وما لبث أن تفرغ بدءاً من العام 1829 م لرسم لوحات الفن الرفيع لينتخب بعد عامين فقط رئيساً لجمعية الفنانين البريطانيين. مسيرة فنية جاءت الانطلاقة الكبرى في مسيرته الفنية عقب رحلاته في العام 1832م لإسبانيا والمغرب، حيث زار مدن الأندلس وطنجة، وبعد عام أخذت لوحاته التي رسمها هناك بالظهور في المعارض وشجعه بيع لوحته عن برج الذهب وكاتدرائية أشبيلية بثلاثمئة جنيه استرليني على أن يقصد الشرق العربي بادئاً بمصر لعمل سكتشات مماثلة. قام ديفيد روبرتس بجولة طويلة في مصر متتبعاً خطى من سبقوه إليها من علماء الحملة الفرنسية في نهاية القرن الثامن عشر، وذلك خلال أربعينات القرن 19 م وامتدت جولاته الفنية شرقاً إلى سيناء، وفلسطين، والأردن، ولبنان، حيث رسم أعداداً هائلة من الاسكتشات لكل ما عاينه في جولاته من معالم عمرانية وطبيعية فضلاً عن مظاهر الحياة اليومية التي كان مولعاً بها، وقد استقبله محمد علي باشا في قصره بالإسكندرية في 16 مايو العام 1839م. وتعد لوحات ديفيد روبرتس التي رسمها للقاهرة للآثار المصرية القديمة في القصر والنوبة من أندر الأعمال التوثيقية فضلاً عن لوحاته الدقيقة التي سجل فيها معالم الآثار الإسلامية بالقدس وفي مقدمتها قبة الصخرة المشرفة، وكذلك المزارات المسيحية مثل كنيسة القيامة بالقدس. وخلال الفترة من 1851 م إلى 1853 م زار ديفيد روبرتس إيطاليا ورسم أيضاً كنيسة القديس بطرس بروما من الداخل، وكذلك قصر الدوقية في فينيسيا ليعود من بعدها إلى لندن، حيث توفي بها أثر سكتة قلبية مفاجئة. (القاهرة- الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©