الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

توريث حسابات مواقع التواصل.. جدلية حديثة تبرز في العالم الافتراضي

توريث حسابات مواقع التواصل.. جدلية حديثة تبرز في العالم الافتراضي
30 أغسطس 2014 01:12
في عالم أصبحت فيه مواقع التواصل الاجتماعي تشكل جزءاً مهماً في حياة أفراد المجتمع، نظراً لكونها منافذ تبرز مستوى الثقافة الإنسانية، وتحث على التعارف، ومن ثم بث الفيديوهات الشخصية وكتابة العبارات الدالة على فكرة ما، وهو ما جعل الكثير من رواد موقعي الفيسبوك وتويتر إلى التفكير بجدية في مصير حسابه على هذين الموقعين بعد الوفاة، وعلى الرغم من أن إدارة هذه المواقع أبدت مرونة تجاه توريث الحسابات في إطار قوانين ولوائح، إلا أن الثقافة المتعلقة بانتقال هذه الحسابات إلى الأقرباء أو الأصدقاء لا تزال غير منتشرة في البلدان العربية، التي تستخدم مواقع التواصل بغزارة وفق إحصاءات ودراسات متخصصة في هذا المجال. ربما يأتي اليوم الذي يطرح فيه عديد من رواد التواصل الاجتماعي في عالمنا العربي سؤالاً مفاده ما مصير حسابي على فيسبوك وتويتر بعد الوفاة؟ وعلى الرغم من جدوى السؤال وأهميته في تحديد الفرد الذي من الممكن أن يخول إليه حساب مثل هذا، إلا أن قبول هذه الفكرة وجدواها بعد الرحيل، يظل موقع بحث. خطوات وضوابط حول الخيارات التي قدمها موقع فيسبوك لأصحاب الحسابات الذين لديهم الرغبة في توريث حساباتهم، يقول خبير تقنية المعلومات والجرائم الإلكترونية الدكتور معتز كوكش: «تعتمد سياسة فيسبوك على أهداف واضحة ومعلنة بحيث إنه في حالة وفاة أحد رواده فإن إدارة الموقع فور علمها من أصدقاء المتوفى برحيله يقومون بغلق الحساب وبشكل آمن جداً. وعلى الرغم من أن مثل هذه الخطوات تتخذ بعد التيقن تماماً من ذلك، إلا أن إدارة فيسبوك أبدت مرونة كبيرة في إتاحة الفرصة لانتقال حساب المتوفى إلى وريث، لكن بضوابط معينة مثل تقديم دليل الوفاة الذي يثبت قطعاً أن صاحب الحساب قد انتقل إلى الرفيق الأعلى، مع تقديم صورة موثقة من الوصية على أن يتم تحويل هذا الحساب إلى ما يشبه النصب التذكاري». ويبين كوكش أن مقترحات الحساب الخاص بالمتوفى تدرسها جيداً إدارة الموقع حتى لا يتم استخدام الحساب بصورة غير لائقة، إذ إنه يعد في هذه الحالة من الحسابات غير النشطة. ويلفت إلى أن وضع صور للمتوفى على حسابه القديم من شأنه أن يعطي لمسة وفاء، ويترك ذكرى طيبة في نفوس المشاركين له والذين كان يتبادل معهم عملية التواصل الاجتماعي في حياته. ويذكر أن هناك بعض أفراد المجتمع الذين يؤثرون أن تنتقل حساباتهم الإلكترونية الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك بطريقة ودية عبر منح أحد الأقارب كلمة المرور، ومن ثم يوصيه بأن يجعل صفحته دائمة التجدد وبمثابة ذكرى طيبة تتداول بين الأصدقاء والمعارف، خصوصاً أن تقريباً نحو 86% من مستخدمي الإنترنت على مستوى العالم لديهم حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، ما يجعل العديد من أصحاب الحسابات على الفيسبوك وتويتر وغيرهما يفكرون بجدية في هذه الحسابات في حالة الوفاة. مع وضد من بين الذين لا يجدون غضاضة في أن تنتقل حسابات التواصل الاجتماعي بعد الوفاة إلى الأقارب والأصدقاء فيصل اليازجي وزوجته هناء المنصوري. ويؤكد اليازجي أنه لن يتردد في كتابة وصية بهذا الشكل إلى أحد أقاربه الذين يثق فيهم، بشرط أن يجعلها مثل النصب التذكاري له، ومن ثم تكون خير ذكرى بحيث يظل الأصدقاء الموجودون على حسابه ينظرون إلى صوره، وهو ما يدعوهم إلى الترحم عليه صفة دائمة. فيما لم ترق فكرة توريث حسابات التواصل الاجتماعي إلى الأصدقاء أو الأقارب لمقدم برنامج «تويتر زون» الإعلامي طلال الفليتي، الذي يعد التفكير في هذا الأمر غير منطقي، خصوصاً وأن الصفحة الشخصية على الفيسبوك وتويتر لهما خصوصيتهما، ويجب ألا يكون لهما وجود بعد الوفاة. ويقول الفليتي: «عن نفسي لن أقدم على هذه الخطوة وكل ما يمكنني فعله هو أنني سأوصي بإلغاء الحساب تماماً، إذ إنه لا أحد غيري يمكنه أن يطرح في نفسي على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى ولو كان إنساناً قريباً مني، لكنني مع توريث الصفحات الخاصة بأعمال الخير والمبادرات الإنسانية ذات النفع لأبناء الوطن، وفي حال وجود مثل هذه الصفحات التطويعية فإنني من الممكن أن أوصي بها إلى أحد إخوتي، خصوصاً وأن نفعها سيظل مستمراً ما يعنني أن حسناتي لن تنقطع حتى بعد وفاتي»، معتبرا أن الحديث عن الوصية الإلكترونية أمر مزعج، لأنه يضع الإنسان وهو موجود على قيد الحياة في مواجهة الموت. تقليد جديد يعتقد الأديب حارب الظاهري أن فكرة توريث الحسابات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي و«تويتر» لماحة، ومن الممكن أن تصبح من التقاليد الجديدة في العالم، لكنه يرى أنها يجب أن تحكمها ضوابط صارمة، وأن تؤول هذه الصفحات إلى أشخاص موثوق فيهم. ويوضح الظاهري أنه إذ فكر في توريث حسابه في المستقبل، فإنه لن يتوانى عن كتابة وصية في هذا الشأن إلى أحد أصدقائه، خصوصاً أن العديد من أصحابه لديهم صفحة باسمه كنوع من التعبير له عن تقديرهم واعتزازهم بإسهاماته في عالم الكتابة الأدبية. استمرارية أعمال الخير لا يخفي المدون الإماراتي خالد المروزقي أنه من الممكن أن يوصي بانتقال صفحاته على الفيسبوك وتويتر بعد الوفاة إلى صديقه المقرب المغرد إبراهيم بهذاد، الذي شاركه حملة تنشيط السياحة في مصر. ويلفت إلى أنه يهدف من وجوده على مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة الفيسبوك وتويتر إلى عمل الخير وبث روح التفاؤل في المجتمع، إذ إنه أطلق مؤخراً حملة تهدف إلى دفع عجلة السياحة في ربوع الشقيقة مصر كنوع من المساندة، وهو ما جعل العديد من القنوات المصرية تستضيفه تكريماً لصنيعه. ويلفت المرزوقي إلى أنه لا يمانع مطلقاً في أن تظل حساباته مفعلة بعد وفاته على موقعي تويتر وفيسبوك طالما أنها ستسهم في أعمال الخير. ثروة من المتابعين يرحب صاحب لقب «محاور المشاهير» الإعلامي عدنان الكاتب بتوريث صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي لأحد أبنائه، خصوصاً أن لديه نحو 20 مليون متابع أسبوعياً على فيسبوك، ويتصدر الكاتب حالياً قائمة الشخصيات العالمية في الإعلام الإلكتروني بحسب إحصائية نشرها الموقع العالمي «ستار كاونت» Starcount، هو الموقع المعتمد عالمياً لتقييم وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي. ويلفت الكاتب إلى أنه يرغب في أن تستمر صفحته في الظهور بعد أن منحته الشهرة، ويتمنى أن تؤول إلى ابنه بشرط أن يطورها في المستقبل، ويستعرض بصفة مستمرة إنجازاته في العالم الرقمي. ويرى الكاتب أن توريث حسابات فيسبوك وتوتير بعد الوفاة سيكون أولوية في المستقبل القريب بين رواد التواصل الاجتماعي، بعد أن أثبت أنه متنفس للبشر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©