تجاوز عدد الشركات العاملة في المنطقة الحرة لجبل علي «جافزا» حاجز 7000 شركة بنهاية النصف الأول من العام الحالي، مقابل 6750 شركة بنهاية الفترة المقابلة من العام الماضي، بنمو تزيد نسبته على 5%.
وقال إبراهيم محمد الجناحي نائب المدير التنفيذي في «جافزا» إن المنطقة الحرة استقطبت نحو 300 شركة جديدة في مختلف القطاعات خلال النصف الأول من العام الحالي، ما اعتبره تأكيداً على أنها أصبحت محوراً رئيسياً للتجارة وريادة الأعمال في المنطقة، إضافة إلى كونها عجلة أساسية في النمو الاقتصادي في دبي والإمارات.
وأوضح لـ«الاتحاد» أن عدد العاملين في «جافزا» تجاوز نحو 135 ألف موظف بنهاية العام الماضي، مشيراً إلى أن إجمالي حجم تجارة هذه الشركات يتجاوز 300 مليار درهم (82 مليار دولار) ما يسهم بأكثر من 25% من إجمالي تجارة دبي غير النفطية.
كما تسهم «جافزا» وحدها بأكثر من نصف صادرات دبي.
القطاعات
ولفت الجناحي إلى أن قطاع الآلات والمعدات يستحوذ على نحو 17% من عدد الشركات العاملة في جافزا، مقابل 15% للشركات العاملة في المعادن ومواد البناء و10% للإلكترونيات والأدوات الكهربائية، و9% لشركات التجارة العامة فيما تبلغ حصة الشركات العاملة في مجال الكيماويات ومنتجات النفط نحو 7% من إجمالي عدد الشركات العاملة في المنطقة الحرة كما تستحوذ شركات تكنولوجيا المعلومات على حصة مماثلة.
واستناداً إلى تحليل أجرته «جافزا»، تستحوذ شركات الأغذية والزراعة والمنتجات الحيوانية على نحو 6% من عدد الشركات العاملة في المنطقة الحرة، كما تستحوذ الشركات العاملة في قطاع الخدمات على حصة مماثلة، مقابل 5% لقطاع التجزئة و4% لكل من الرعاية الصحية والخدمات اللوجستية.
وقال الجناحي إن استمرار اهتمام المستثمرين بتأسيس أعمالهم في جافزا يعكس تعافي الاقتصادات الإقليمية من تداعيات الأزمة المالية العالمية، كما يشير إلى الأهمية المتزايدة لمنطقة الشرق الأوسط لدى الدول المتقدمة والنامية على حد سواء.
كما أنه يعزز مكانة «جافزا» كبوابة تجارية للمنطقة ومركز إقليمي لقطاعي التجارة والخدمات اللوجستية.
وأوضح أن المنطقة الحرة في جبل علي تشهد معدلات نمو متواصلة منذ التأسيس، وأنها مستمرة في تحقيق المزيد من النمو خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن «جافزا» تمثل التجربة الأنجح والأكثر نضجاً، مقارنة بالمناطق الاقتصادية الأخرى في غرب آسيا وأوروبا وأفريقيا حيث تتميز بعدد ضخم من الشركات، فضلاً عن الجودة والتنوع الذي تقدمه الشركات المنضمة إليها، إضافة إلى الموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به في المنطقة والعالم.
وقال نائب المدير التنفيذي لـ»جافزا» والمدير التنفيذي للشؤون التجارية في مجموعة المناطق الاقتصادية العالمية، إن المنطقة الحرة لجبل علي تلعب دوراً مهماً في اقتصاد دبي ودولة الإمارات، إذ يصل إسهامها في إجمالي الناتج المحلي لإمارة دبي لنحو 21%، ما يدل على أهميتها بالنسبة لاقتصاد الإمارة، كما تستأثر بنسبة كبيرة من الاستثمار الأجنبي المباشر لدبي ودولة الإمارات.
وأشار إلى أن «جافزا» تعد الآن بوابة تجارية لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب وغرب آسيا، والتي يصل إجمالي ناتجها المحلي إلى أكثر من 29 تريليون درهم (8 تريليونات دولار) كما بات دورها واضحاً كأهم وجهة إقليمية وإحدى أهم الوجهات العالمية لقطاعي التجارة والخدمات اللوجستية.
وأوضح أن جافزا تبذل جهوداً حثيثة لاستقطاب مزيد من الشركات العالمية متعددة الجنسيات والتي تحظى بثقل ملحوظ داخل مجتمع الأعمال العالمي، إذ نجحت المنطقة الحرة حتى الآن باستقطاب 120 شركة مدرجة ضمن قائمة فورتشن 500 التي تضم أكبر الشركات العالمية وأكثرها كفاءة، مشيراً إلى أن المنطقة الحرة تسلط تركيزها في عملياتها التسويقية على هذا النوع من الشركات التي تحقق نجاحاً مستمراً وملحوظاً في السوق العالمي.
جهود تسويقية
وقال الجناحي إن «جافزا» تتبع استراتيجية تسويقية تمكنها من تأسيس شبكة اتصال مباشرة مع رواد الأعمال في المنطقة والعالم، ما قاد مؤخراً إلى افتتاح جناح جافزا الدائم في مركز دبي التجاري العالمي، مشيراً إلى أن الجناح الدائم للمنطقة الحرة في موقع مميز كمركز دبي التجاري العالمي من شأنه أن يمنح المنطقة الحرة مزيداً من الانفتاح على الشركات العالمية التي تشارك في المؤتمرات والمعارض المختلفة بدبي، كما أنه سيمكن رجال الأعمال الذين يقومون بزيارة هذه المعارض والمؤتمرات من معرفة المزيد عما تقدمه «جافزا» بموقعها الرائد الذي يعزز دورها كوجهة إقليمية للتجارة.
وأضاف أن «جافزا» تحرص بشكل مستمر عند مشاركتها في المحافل الدولة على ترويج البنية التحتية التي تتميز بها دبي، والتي تخدم عملية التجارة وتسهل مرور التجارة العالمية عبر المنطقة الحرة لجبل علي بشكل سريع، مشيراً إلى أن ربط ميناء جبل علي بمطار آل مكتوم مروراً بجافزا نجح في خلق نموذج يحتذى به في سرعة انتقال البضائع وتسهيل عمليات إعادة التصدير وربط المنافذ البحرية والبرية والجوية في الدولة، ما يعزز دور دبي ودولة الإمارات كبوابة تجارية بين شرق العالم وغربه.
وأكد أن «جافزا» تحرص بشكل دائم على العلاقات طويلة الأجل مع العملاء الحاليين، وهو ما جعلها تنجح في الاحتفاظ بعدد كبير من الشركات لمدة تزيد على العقدين، وفي هذا الإطار فإن المنطقة الحرة تنظم بشكل دوري منتديات لعملائها الحاليين للوقوف على التحديات التي تواجههم ومحاولة تذليل الصعوبات في أعمالهم، إضافة إلى مناقشة فرص الأعمال الموجودة في المنطقة والتي يمكنهم الاستفادة منها بتوسيع أعمالهم، والأسواق الجديدة التي يمكنهم الدخول إليها.
وعن الفرص الاستثمارية المتاحة إقليمياً للشركات العالمية، قال الجناحي إن معظم دول المنطقة تركز في الوقت الحالي على التنوع الاقتصادي والاعتماد بشكل أكبر على قطاعات الاقتصاد غير النفطية، وهو ما جعل حجم الإنفاق المتوقع لتطوير البنية التحتية في المنطقة خلال السنوات العشر المقبلة يصل إلى 4 تريليونات دولار.
وأشار إلى أن التجارة في منطقة الشرق الأوسط من شأنها أن تشهد ازدهاراً ملحوظاً، خاصة أنها لم تشهد تأثيراً ضخماً بالأزمة المالية العالمية، كما أنها أظهرت بوادر واضحة للتعافي من تداعياتها، لافتاً إلى أن المنطقة تطورت خلال العقود الماضية لتصبح واحدة من أغنى مناطق العالم من ناحية احتياطي النفط والغاز ومعدل دخل الفرد.
لكن الحاجة إلى تطوير البنى التحتية ومزيد من تطوير القطاع الصناعي والموارد الزراعية، تجعل المنطقة معتمدة بشكل كبير على الاستيراد، وهو ما يخلق آلاف الفرص للشركات من جميع أنحاء العالم لسد هذه الحاجات، لا سيما في ظل نمو عدد السكان الذي يؤثر بشكل طردي على طلب مختلف البضائع الاستهلاكية.
وأكد أن استقطاب هذه الشركات التي أصبحت تدرس الدخول إلى أسواق المنطقة بشكل جدي يحتاج إلى من يمتلك الخبرة في التعامل مع هذا النوع من الشركات الكبرى، وهو ما يمتلكه فريق عمل جافزا، لاسيما في ظل موقعها الاستراتيجي وخدماتها المتميزة، والقيمة المضافة، وسهولة النفاذ عن طريقها إلى جميع أسواق المنطقة بكل سهولة ويسر وفي وقت نموذجي.
عدد اليوم
