الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ترحيل أزمة تقاسم السلطة من اربيل إلى بغداد

ترحيل أزمة تقاسم السلطة من اربيل إلى بغداد
9 نوفمبر 2010 00:29
عقد قادة الكتل السياسية العراقية أمس اجتماعهم في مدينة أربيل وفق مبادرة رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني. وجدد رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي وخصمه الأبرز رئيس الوزراء الأسبق أياد علاوي مواقفهما السابقة، وبدت الكلمات التي ألقياها على طرفي نقيض، فيما تم ترحيل حسم تقاسم السلطة وتشكيل الحكومة إلى اجتماع يعقده الفرقاء في بغداد اليوم. وشهدت أربيل استعدادات وإجراءات أمنية مشددة تمثلت بانتشار عناصر الأجهزة الأمنية وسط المدينة وعند مداخلها ومخارجها. واقتصر الاجتماع على تبادل القادة كلمات، دعت إلى تشكيل حكومة شراكة وطنية حقيقية دون الغوص في التفاصيل، التي رأى البعض ضرورة ترحيلها إلى البرلمان أو الحكومة المقبلة، في محاولة لفرض سياسة الأمر الواقع والتجديد للمالكي. وقال المالكي إن هناك “ثلاث نقاط مهمة هي الوحدة الوطنية والمصالحة والشراكة”. ودعا إلى “فتح صفحة جديدة لدفع التفاهم بين الكتل المختلفة والإسراع في تشكيل الحكومة، وشراكة وطنية حقيقية حيث يجب أن يكون الشريك شريكا حقيقيا من أجل تجاوز الماضي بكل جراحاته”. لكنه استدرك قائلا “إن البداية الجديدة مشروطة بالالتزام بالدستور بشكل كامل”، أي عدم الخوض في مسألة تعديل النص الدستوري مجددا. وقال أيضا إن محاولة التوصل لاتفاق يلبي كل الطلبات قد يؤخر تشكيل الحكومة أكثر من ذلك، وأضاف أنه إذا قرر القادة الاتفاق على كل شيء فإن الأمر سيستغرق عاما أو عامين من الآن، لكنهم بحاجة للاتفاق على ما يمكنهم الاتفاق عليه. وفي المقابل قال علاوي إن “المطلوب تحقيقه هو تشكيل حكومة سريعا وفق الاستحقاقات الانتخابية، تكون قادرة على تعديل مسار العملية السياسية، وقوية بما يكفي لتحقيق توقعات الناخبين”. ودعا إلى “المساواة في الحقوق والواجبات والصلاحيات وأن لا يكون لأحدنا اليد العليا على الآخرين، يجب أن تكون الصلاحيات موزعة ومتساوية وضامنة بعيدا عن الطائفية”. وقال “آن الأوان أن نتقدم بخطى واثقة وخطى ثابتة وخطى جريئة لكي نحقق العراق الذي نصبو إليه جميعا، أملي أن يحقق الله النصر لهذا الاجتماع وأن يخرج هذا الاجتماع بنتائج تنعكس إيجابيا على الشعب العراقي”. من جهته أعرب نائب رئيس الجمهورية المنتهية ولايته طارق الهاشمي عن اعتقاده بأن الاجتماع لن يتمكن من تسوية الخلافات العالقة. وقال إن “الكثير من النقاط الخلافية لا تزال عالقة ولا أرى إمكانية لحسم الخلافات خلال الاجتماع”. وأضاف أن “هذه النقاط تستلزم الكثير من الوقت وأولى المسائل العالقة إعادة النظر في الدستور”. وأكد النائب الثاني لرئيس الجمهورية المنتهية ولايته عادل عبد المهدي أن العراق يعاني من مشاكل سابقة وحالية تراكمت بعد تغيير النظام السابق. ودعا إلى “تشكيل حكومة قوية يشارك فيها الجميع ولا تستبعد ولا تهمش أحداً”، مشيرا إلى أن “هناك إيجابيات كثيرة تحققت من حيث الدستور والانتخابات والديمقراطية وغيرها”. بدوره ألقى رئيس الوزراء السابق ابراهيم الجعفري كلمة دعا خلالها القادة إلى “تقديم تضحيات لأن الشعب ينتظر شيئا ملموسا”. وطالب أعضاء آخرون في ائتلاف العراقية بأن تناقش الاجتماعات أيضا قضايا مثل أجندة الحكومة الجديدة واقتراحات تشريعية ودستورية وأن تتفق عليها. فيما أعلن زعيم المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم، أن النصر يمثل ان تحقق كل كتلة سياسية طموحاتها، وتتخلى عن بعض منها لصالح شركائها لتحقيق الشراكة الحقيقية. وقال إننا “نريد للجميع الخروج منتصرين من هذه الطاولة، ولا نريد خاسراً في العراق، لأن النصر يتمثل بأن يحصل كل منا على طموحاته ونتخلى عن البعض الآخر لصالح شركائنا الآخرين”.?ولم تظهر إشارات واضحة على تقارب الأفكار في اجتماع أربيل الذي استمر ساعتين وتم نقله على الهواء مباشرة، ليجري ترحيل الاتفاقات الحاسمة والتفاهمات حول الحكومة الجديدة التي استعصى تشكيلها حتى الآن إلى اجتماع ثان، أعلن مقرر الاجتماع روز نوري شاويس عقده في الساعة السادسة من مساء اليوم في بغداد، بعد مناقشة برنامج اجتماع قادة الكتل السياسية. وقال صالح المطلك إنه لا يعتقد أن يتم التوصل لاتفاق قبل يوم الخميس. لكن زعماء كبار في العراقية قالوا أمس إن من المتوقع أن يوافقوا في نهاية المطاف على التعاون مع المالكي، بينما هددت مجموعة من نواب البرلمان من العراقية بالانشقاق عليها إذا لم تفعل. وقال أسامة النجيفي النائب عن العراقية “هناك توجه للمشاركة في الحكومة، هناك بوادر اتفاق ما زال هناك مباحثات حول الإصلاح وتقاسم السلطة”. فيما قال النائب حسن العلوي عن العراقية إن “الهدف من مبادرة بارزاني هو إقناع العراقية بتولي رئاسة مجلس النواب بعد تمسك الأكراد بمنصب رئاسة الجمهورية”. وأضاف العلوي “أعتقد أن اجتماع أربيل لن يخرج بنتائج حاسمة وقد لا تقتنع العراقية بوجهة نظر التحالف بين كتلة المالكي والأكراد، وبالتالي يتم إعطاؤها فرصة أخرى”. من جهتها وصفت شخصيات سياسية وشعبية اجتماع أربيل بأنه “محطة مهمة لإزالة الخلافات والإسراع بتشكيل الحكومة المقبلة”. وقال المحلل السياسي العراقي ابراهيم الصميدعي إن “اجتماع أربيل يهيئ خارطة طريق للسنوات المقبلة للتعامل بواقعية مع الورقة المقدمة، وخاصة ما يتعلق بإشكالية توزيع السلطة”. وذكر المحامي طارق حرب رئيس جمعية الثقافة القانونية “أصبحت ملامح تشكيل الحكومة اليوم أكثر وضوحا، خاصة أن المالكي وطالباني قاب قوسين أو أدنى لتجديد ولايتهما”. وذكر “يبقى باب رئاسة البرلمان مفتوحا لرئيس البرلمان السابق أياد السامرائي للعودة من جديد لمنصبه لولاية ثانية، فلم تعد للعراقية حظوظ قوية لتشكيل الحكومة”.
المصدر: أربيل، بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©