أبدت ألمانيا على لسان وزير ماليتها فولفجانج شيوبله، تأييدها لدعوة الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، إلى زيادة الاستثمارات لدعم النمو في أوروبا.
وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي ميشل سابين في باريس أمس الأول: «لا يمكننا أن ننكر أن بعض المخاطر الجيوسياسية تلعب حالياً دوراً مهما جداً»، مضيفاً أن هناك دلائل على بعض التباطؤ الاقتصادي، ولذلك فإن من المهم دعم النمو من خلال الاستثمار.
وبعد أن دأبت على مدى الأعوام الأربعة الماضية على حث أوروبا على التقشف، تظهر ألمانيا الآن تعاطفاً تجاه فرنسا التي تعتبر أوثق حليف لها، وتشجع تعهدات للحكومة الفرنسية، بإصلاحات وتخفيضات في الإنفاق.
وسئل شيوبله التعقيب على دعوة أولاند إلى قمة لمنطقة اليورو للتوصل إلى إجراءات لدعم النمو، فقال إن من الصواب أن يعالج الزعماء الأوروبيون الوضع الاقتصادي في المنطقة.
وأضاف أنه يدفع في نفس الاتجاه، الذي يدعو إليه أولاند، لدعم النمو عن طريق الاستثمارات.
لكن عندما سئل على دعوات فرنسية متكررة للسماح لسعر اليورو بالتراجع، قال شيوبله إن أسعار الصرف يجب أن تحددها الأسواق المالية.
وفي وقت لاحق، أبلغ شيوبله اجتماعاً لزعماء قطاع الأعمال الفرنسي خارج باريس، أن انخفاض سعر الصرف ليس بديلاً عن إصلاحات لجعل الشركات أكثر قدرة على المنافسة.
وأضاف قائلاً في كلمة باللغة الفرنسية: «ينبغي ألا نحسن قدرتنا التنافسية عن طريق خفض قيمة عملتنا، ذلك أن التلاعب بأسعار الصرف لم يؤد أبدا إلى نمو مستدام».
ورحب شيوبله بخطط أولاند لخفض ضريبة الشركات، لكنه نحى جانباً دعوات فرنسية، إلى أن يتخذ البنك المركزي الأوروبي إجراءات لمزيد من الإرخاء لسياسته النقدية الشديدة التيسير بالفعل.
وفي وقت سابق، قال أولاند إن انخفاض التضخم في أوروبا، وارتفاع قيمة اليورو، يهددان بإيجاد كساد اقتصادي يستمر لأمد طويل.
وأبلغ أولاند مؤتمراً سنوياً لسفراء فرنسا في الخارج أن التعافي الاقتصادي ضعيف جدا، فالتضخم منخفض للغاية، في حين أن العملة الأوروبية «اليورو» مرتفعة جداً، مضيفاً: «أوروبا مهددة بكساد طويل، وربما لن يكون له نهاية إذا لم نفعل شيئاً».
وبعد أن جرى تداول اليورو حول 1,40 دولار في مايو الماضي، سجلت العملة الأوروبية الموحدة أمس 1,3169 دولار، وهو أدنى مستوى لها في نحو عام، مع تزايد ضغوط البيع، بسبب تكهنات بأن صانعي السياسة بالمركزي الأوروبي، سيسرعون وتيرة التيسير النقدي، كوسيلة لدعم النمو الاقتصادي، وتفادي خطر انكماش للأسعار.
(باريس-رويترز)
عدد اليوم
