الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«قطوف من التراث» يقدم مخطوطات نادرة في صنوف المعرفة

«قطوف من التراث» يقدم مخطوطات نادرة في صنوف المعرفة
13 أغسطس 2011 00:18
مخطوطات نادرة لكتب أشد ندرة، يعثر عليها الزائر إلى المعرض الذي يقيمه مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بالتعاون مع مركز برجمان بعنوان “قطوف من التراث”، بهدف إلقاء الضوء على عالم المخطوطات، وعلى التراث الأصيل، وأسس الثقافة التي تقوم عليها حياتنا المدنية اليوم، في محاولة للتعريف بجوانب من ذلك التراث ومدى حضوره في الراهن أو غيابه عنه. فهنا تجد عشرات المخطوطات لكتب معروفة في عالم المنتج الحضاري العربي عبر القرون. وكذلك نعثر على ملمح من دبي في ماضيها القريب مما يشكل جانبا من موروثها. من ماضي دبي القريب، نعثر في المعرض على صورة وثيقة لنشرة أسبوعية كانت تصدرها المكتبة العامة بدبي صباح كل سبت، وتحمل “أخبار دبي” بصورة عامة وأخبارها الثقافية بصورة خاصة. وفي العدد الذي يحمل تاريخ الرابع عشر من رمضان 1384، السادس عشر من يناير 1965، نقرأ افتتاحية أو “كلمة العدد” بقلم (أمين صقر)، والموضوع الرئيس حول افتتاح المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد المكتوم (كما ورد في النشرة) مكتبا ثقافيا لدولة قطر في دبي. في الافتتاحية بيان للغرض من إصدار النشرة جاء فيه أنه يتجسد في “الإسهام بالجهد المتواضع والإمكانيات المحدودة في نشر الثقافة وكل ما هو نافع لهذا البلد الطيب والسادة المواطنين”، وتبين النشرة أنها ليست قاصرة على فئة محددة بل هي “ملك للجميع”. وتذكر أن فيها أبوابا ثقافية متنوعة، علمية وأدبية وطبية واقتصادية وتربوية ورياضية..الخ. هذا في ما يخص الشأن الإماراتي في المعرض، وعودة إلى محتوياته فهو يضم ست و أربعين صورة لمخطوطات من فنون وعلوم متعددة، تتنوع حقولها والزمن الذي تعود إليه، وهنا نعرض لأبرز المعروضات عموما، ونتوقف عند بعضها بصورة خاصة. من أبرز المخطوطات على سبيل المثال: نسخة من القرآن الكريم بديعة الخط كتبت على شكل دوائر في كل صفحة دائرتين، نسخها الحسن الحلمي سنة 1312 هـ. وفي علوم القرآن الكريم والحديث الشريف نسخة من كتاب أربعون حديثا في فضائل القرآن لمؤلفه قاضي زاده، نسخت سنة 1160هـ بخط المؤلف. وفي فن السيرة النبوية كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض، وهي صورة لنسخة مذهبة عليها رسومات نباتية رائعة. وكتاب الدرة المضية والعروس المرضية والشجرة النبوية والأخلاق المحمدية لمؤلفه ابن المبرد، وتمتاز هذه النسخة بالخط المتقن والألوان المتعددة، مع الأشكال الهندسية التي تشرح السيرة النبوية وتجذب القارئ إليها. وفي علم الطب كتاب تنقيح المناظر لابن الهيثم، يشرح فيه كيفية الإبصار وتشريح العين. وكتاب روضة الأذهان في معرفة تشريح بدن الإنسان لمؤلفه الكشميري، وقد نسخت سنة 813هـ، ويظهر فيها صورة للهيكل العظمي وصورة أخرى للأعضاء الداخلية للإنسان كالشرايين والقلب والأمعاء. ومن المخطوطات البارزة نتوقف مع كتاب في علم الفلك بعنوان “اللمعة في حل الكواكب السبعة” لمؤلفه الكوم الريشي المتوفى سنة 836هـ، وقد ضمنه جداول حسابية مثل جدول استخراج التاريخ العبري من العربي وبالعكس. وهو اختصار لتصحيح (بمعنى تحقيق في اصطلاحنا اليوم) قام به شهاب الدين أحمد بن غلام الله بن أحمد الكوم ريشي (المتوفَّى 836 هجرية) منسوب إلى قرية كوم الريش بمصر. وكان موقتا بالقاهرة للملك المؤيد] لزيج ابن الشاطر بناء على أصوله المخطوطة. ويقول الكوم ريشي في مقدمة اللمعة “أما بعد، فإني لما رأيت الهمم عن طلب العلم قد تقلص ظلها، وبعد عن معدل الطلب ميلها ، ‏وتقاصرت عن إدراك أوج المعارف خيلها ورجلها، وانحط بهم إلى حضيض الأفهام سيلها ‏واعرضوا عن المطولات ومالوا إلى المختصرات، ألفت كتابي المسمى بنزهة الناظر في ‏تلخيص زيج ابن الشاطر، ثم اختصرته على وجه بديع وسبيل منيع، حاوياً لما فيه من الأعمال ‏بأسهل مأخذ وأقرب مقصد وسميته باللمعة في حل الكواكب السبعة”. ومن المخطوطات اللافتة واحدة بعنوان “شرح مثلث قطرب”، تأليف: الفيروزأبادي، مجد الدين محمد بن يعقوب الشيرازي (817هـ)، دراسة وتحقيق: الدكتور حنا بن جميل حداد من جامعة اليرموك في الأردن، وعدد الأوراق: 42 وقد سبق ونشر في مجلة آفاق الثقافة والتراث الصادرة عن مركز جمعة الماجد/ العدد(65) ربيع الثاني 1430هـ -مارس 2009م. وقد ورد في كتاب كشف الظنون اسم كتاب “المثلث في اللغة” وفي تعريفه يقول حاجي خليفة “أول من وضع فيها أبو علي محمد بن المستنير المعروف بقطرب النحوي المتوفى سنة 206 وهي اثنان وثلاثون بيتاً”، ثم يذكر شرَّاح الكتاب ومن ألّف في الموضوع نفسه. ويراد بالمثلث الألفاظ التي وردت في اللغة على ثلاث حركات بمعان مختلفة كقوله: تيَّم قلبي بالكَلام وفي الحشا منه كلام فسرت في أرض الكلام فالكلام يفتح أوله اللفظ وبكسره الجراح وبضمه الأرض الغليظة. وقد شرح هذه المثلثات شعراً ونثراً طائفة من اللغويين. فمن شرح هذين البيتين جاء: مخاطبات الناس فالكلام واسم الجراحات هي الكلام والأرض ذات الوعر فالكلام وقد طبع الكتاب أول الأمر في ألمانيا المستشرق ولمار عام 1857 مذيلاً بشروح لاتينية ثم طبعه الدكتور أوغست هفنر والأب لويس شيخو اليسوعي طبعتين ضمن مجموعة من المقالات اللغوية بعنوان “البلغة في شذور اللغة” وكانت الطبعة الثانية في سنة 1914 ثم نهض الدكتور رضا السويس بتحقيقه، والتعليق الآتي يتناول هذا التحقيق.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©