الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

إبراهيم العوضي: الحركة التشكيلية في الإمارات ارتقت الى العالمية

إبراهيم العوضي: الحركة التشكيلية في الإمارات ارتقت الى العالمية
13 أغسطس 2011 00:20
يشارك الفنان التشكيلي إبراهيم العوضي في المعرض الوطني للفنون التشكيلية لعام 2011 في دورته الخامسة التي تقام حالياً في نادي ضباط القوات المسلحة، حيث قدم عملين فنيين. وفي عمله الأول يتناول شجرة في صحراء الإمارات يستظل تحتها مجموعة من الجمال وبدو مرتحلين، ثلاث أشجار خضراء في فضاء صحراوي، حاول العوضي المواءمة بين الأرض والسماء في تمازج لوني تخترقه بقعة من الاخضرار مستخدماً الرمز الثلاثي كأيقونة ملحة لا شعورياً على هذا التوظيف، أما لوحته الثانية فحاول إبراهيم العوضي أن يجمع فيها رموز حضارة الإمارات ويبني عليها أيقونات جمالية تحتل كل مساحة اللوحة، وتتعدد تلك الأيقونات ما بين باب قديم وترصيعات متعددة عليه وشبابيك واخضرار وازرقاق يدلان على البحر والخضرة الباذخة، وكل ذلك يجري لدى العوضي بشكل مرمز، حيث شراع القارب والنخلة والبرجيل والشبابيك المشبوكة بالحديد المتداخل. وفي لقاء مع “الاتحاد” تناول رؤيته التشكيلية وأقرب المدارس إليه قال “حاولت أن أكون واقعياً في تناولي للعالم، ولكن في إطار من رؤية خاصة وزاوية نظر أنتقيها بعد فحص دقيق لما أريد أن أشكله فنياً، وعليه أجد أن الواقعية هي من الضرورة بحيث على الفنان الساعي نحو الإبداع أن يمر بها، فالمدرسة الواقعية قريبة لنفسي كفنان أشتغل في هذا الحقل لمدة ثلاثة وعشرين عاماً، ولكن هذا لا يعني أنني لم أقترب من المدارس الأخرى، حيث أمارس الفن في إطار المناهج المتعددة ومنها التكعيبية والتجريدية والسريالية، حيث أقدم عملي “حضارة الإمارات” من خلال المدرسة التجريدية”. وقال العوضي “في هذا المعرض قدمت عملين يمثلان مدرستين وهما الواقعية والتجريدية، وأستخدم عادة الألوان الزيتية، ولكن هناك أعمالاً أرى أن أشتغل فيها بالاكرليك والسكين بدل الفرشاة”. وحول رؤيته للفن التشكيلي في الإمارات قال العوضي “أرى أن الحركة التشكيلية في الإمارات قد ارتقت الى العالمية من خلال المعارض الداخلية والخارجية التي نشترك فيها، وهذه بطبيعتها الإبداعية تغني الفنان وتحفزه على تقديم الأفضل”. ويستعد الفنان إبراهيم العوضي لتقديم معرضه الشخصي الأول في منزله في عجمان، ويبدو هذا التوجه مغايراً تماماً لما هو سائد، حيث يبحث الفنانون عن قاعات وجاليرهات لعرض أعمالهم. وحول هذا الموضوع قال إبراهيم العوضي “من خلال إقامة معرضي الشخصي الأول في بيتي أريد ان استقطب أكثر عدد من الناس الذين يحيطون بي والذين استقيت أعمالي من عوالمهم، وهذا الشكل يمثل طبيعة العلاقة الاجتماعية مع الناس والمجتمع وأجد أن هذه الفكرة جديدة، حيث تتحول بيوتنا الى معارض تقدم الحب للناس الممزوج بالفن”. وحول ما سيضمه معرضه الأول قال العوضي “سوف يضم معرضي الأول مجموعة أعمال من مدارس فنية مختلفة بمعدل 75 لوحة ربما أختار منها ما يكون ملائماً للعرض قد تصل الى 50 لوحة، وكل ذلك سوف يكلفني جهداً، ولكن أتمنى أن أدعم من المؤسسات الثقافية لأنني أطمح في هذا المعرض أن أقدم تاريخ وطني”. وسبق للفنان إبراهيم العوضي أن اشترك في معارض داخلية وخارجية مشتركة، وقد لاقت اهتماماً من الجمهور كونها تتناول عالماً بسيطاً ومورثياً. وعن مشاركاته قال العوضي “ربما أجد أن أفضل مشاركة لي كانت في ملتقى صنعاء في اليمن لأنها كانت تضم مجموعة من البلدان العربية ومنها سوريا واليمن والأردن والعراق ولبنان وفلسطين ودول الخليج، وبهذه المشاركة أحسست أن هذا المعرض كان ملتقى للثقافات وللإبداع العربي والخليجي، وكل ذلك شعرت به من خلال جمهور متذوق”. وقال إبراهيم العوضي “أجد أن عوالمي يمكن تلخيصها باقتناصاتي التوثيقية خاصة العوالم الإماراتية في بره وبحره وعاداته وتقاليده وكل ذلك تعلمته منذ أن شرعت في أن أكون فناناً”. وعن أقرب الأشياء إليه قال العوضي “إن دخولي في الحياة الاجتماعية يوفر لي مساحات واسعة كي أكتشف ما يدور حولي، ولهذا أحوله الى قطعة فنية معبرة، كما أهديت أعمالاً الى شعوبنا العربية وهي أعمال واقعية حاولت فيها أن أبعث رسائل متعددة تضامناً مع الشعوب العربية في قضاياها الوطنية، وأعتقد أن هذا واجب لابد للفنان أن يشارك فيه”. وربما يعمد العوضي الى مشروع به طرافة وإنسانية وغرابة حقاً، وهو اتجاهه كعمل تطوعي لعالم السجون وما يدور خلف هذا العالم من تطلعات وأحلام من خلال أعمال المسجونين التي يدربهم عليها من البداية حتى نهاية واكتمال العمل. ويطمح العوضي الى أن يقود طلابه المبدعين من السجناء الى تقديم معرض متكامل في المستقبل القريب. ويجئ لقاؤنا بالفنان إبراهيم العوضي بعد أيام قليلة من نيله جائزة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية للإبداع والتميز كفنان تشكيلي أسهم في عمل تطوعي لتدريب السجناء، بهدف توصيل رسالة الى المجتمع بإمكانيات هؤلاء وقدراتهم على الإنتاج الإبداعي الذي لا يقل عن أي فنان آخر.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©