الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات التعدين تراجع نشاطاتها في الصين

شركات التعدين تراجع نشاطاتها في الصين
29 أغسطس 2014 20:35
تراجع نهم الصين الشديد للفحم، ما أثار العديد من الشكوك حول الرهانات الكبيرة للشركات على المشاريع الجديدة. وتشير أرقام واردات الصين من الفحم خلال العام الحالي لضعف كبير في الطلب، الشيء الذي يعزيه المراقبون لبطء النمو في ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة الأميركية. كما من المرجح أن تؤدي العوامل طويلة الأجل التي تتضمن السياسات الجديدة الرامية للحد من التلوث عبر تقليص استهلاك الفحم، للمحافظة على نمو استهلاك الفحم دون الزيادة الكبيرة التي شهدها في الماضي. ويؤثر البطء بالفعل على خطط إنتاج الشركات في أستراليا، أكبر مورد خارجي للصين. ويقول توماس دينج، المحلل في مؤسسة آي سي آي أس سي آي أنيرجي :«في حالة عودة الاقتصاد للنمو السريع مرة أخرى، اعتقد أن الفحم سيكون في وضع أفضل، نسبة لإمكانية تحسن الطلب من المصانع الصغيرة وشركات الطاقة، مع أن التوجه العام يشير إلى البطء». النمو الاقتصادي ويجدر بالذكر، أن الصين لوحدها تنتج وتستهلك ما يوازي إنتاج واستهلاك جميع دول العالم من الفحم الذي يشكل 70% من الطاقة في البلاد. وتوفر المناجم المحلية معظم هذه الكمية، ليجيء قدر كبير من البقية من أستراليا وإندونيسيا. كما أدى طلب المتفجرات مدفوعاً بالنمو الاقتصادي السنوي الكبير، إلى ارتفاع واردات الفحم بنسبة سنوية كبيرة أيضاً. ونتج عن ذلك، موجة واسعة النطاق من الاستثمارات في أستراليا، حيث أنفقت الشركات مليارات الدولارات على إنشاء مناجم فحم جديدة خلال السنوات القليلة الماضية. كما تمخض عن إنشاء منجم كافال ريدج التابع لشركة كوينزلاند للفحم المستخدم في صناعة الحديد، شراكة بين بي أتش بي بيلتون وشركة ميتسوبيشي، تقدر بنحو 4 مليارات دولار. ولازم النمو الاقتصادي في الصين البطء خلال السنوات القليلة الماضية، في الوقت الذي تسعى فيه البلاد لتخليص اقتصادها من الاعتماد على الصادرات. كما أن قيود التلوث وإغلاق المصانع في القطاعات التي تعاني فائض الإنتاج، أدت في المقابل إلى انخفاض طلب الطاقة المستخدمة في كل شيء من الصناعة إلى معالجة الحديد ومواد البناء الأخرى. وكان استهلاك الصين من الفحم قبل عقد، ينمو بصورة منتظمة بنسبة تتجاوز 10% سنوياً. وبعد تراجعه لنسبة نمو سنوية قدرها 3,7% في 2008 إبان الأزمة المالية العالمية، بقي استهلاك الفحم عند أكثر من 5% سنوياً حتى حلول 2013، ليعود متراجعاً مرة أخرى إلى 3,7%. تسارع المنافسة وربما يكون تراجع طلب الصين من الفحم، عائداً للمنافسة المتصاعدة بين الشركات المحلية وللقيود التي تحظر استيراد الفحم متدني الجودة، حسبما ذكرت الحكومة الأسترالية في تقريرها الفصلي. وفي غضون ذلك، ارتفعت واردات الصين من الفحم بنسبة ضئيلة قدرها 0,9% خلال النصف الأول، مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية التي ارتفعت وارداتها بنحو 13,3%. وتراجع إنتاج الصين من الفحم خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي قياساً بالسنة الماضية، وفقاً لبيانات المفوضية الوطنية للإصلاح والتنمية. كما تراجع إنتاج منطقة منغوليا الداخلية الذي يشكل ما يقارب ربع إنتاج البلاد، بنسبة بلغت 9,3% خلال النصف الأول من العام الجاري إلى 452 مليون طن. ورغم كل ذلك، لا يزال مخزون الصين من الفحم وافراً، حيث بلغ حجم الإمدادات في ميناء كوينهوانجداو نحو 7,27 مليون طن خلال الأسبوع الثاني من يونيو، بزيادة 2,5% عن الأسبوع الأول وبنحو 13,6% عن الفترة نفسها من السنة الماضية. وجراء هذا المناخ من الانخفاض، تراجعت الأسعار، حيث أخذ مؤشر بوهاي ريم لأسعار الفحم في التراجع المستمر خلال العام الحالي، إلى 513 «يوان» (83 دولاراً) للطن المتري، من واقع 631 «يوان» نهاية ديسمبر. هبوط الأسعار وتتوقع الحكومة الأسترالية استمرار تراجع أسعار الفحم الحراري المستخدم في توليد الكهرباء في السنة المقبلة، نتيجة لبطء الطلب. كما تتوقع ارتفاع واردات الصين من هذا النوع من الفحم بنسبة تصل إلى 3,6% خلال العام الجاري وبنحو 2,7% في 2015، بعد أن حقق ارتفاعاً قدره 15% في العام الماضي. وتأثرت شركات إنتاج الفحم الأسترالية من انخفاض معدل الواردات الصينية، ما جعل العديد من المناجم غير قادرة على تحقيق الأرباح. وتخطط شركة جلينكور أكستراتا لإغلاق المنجم التابع لها في رافينزورث في أستراليا هذه السنة. وقبل اندماجها مع جلينكور ذات المسؤولية المحدودة، أنفقت أكستراتا، ما يقارب مليار دولار للاستحواذ على المنجم، من خلال الاستحواذ على الشركة المالكة له ريسورز باسيفك القابضة في 2008. ولم يخلُ هذا القطاع أيضاً من بيع الأصول وتعطيل بعض عمليات التطوير. وفي السنة الماضية، تم وقف العمل في ميناء جزيرة بالاكلافا لتصدير الفحم التابع لشركة جلينكور والمصمم لشحن 35 مليون طن سنوياً. كما أجلت كوينزلاند في الشهر الماضي، الخطط الخاصة بإنشاء ميناءين في دودجيون بوينت المصممة لشحن 180 مليون طن من الفحم سنوياً لآسيا. ولم تسلم شركات التعدين الإندونيسية من تراجع واردات الفحم أيضاً. ويقول جيفري موليونو مدير شركة بي تي بيسونو نوسانتارا للتعدين :«تراجع طلب الصين من الفحم نتيجة لبطء النمو الاقتصادي هناك. وتفضل الصين في الوقت الحالي استهلاك الفحم المنتج محلياً، بدلاً من استيراده من الخارج». نقلاً عن: «وول ستريت جورنال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©