الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

موجة جديدة من الاستحواذات تسود قطاع تكنولوجيا المعلومات

موجة جديدة من الاستحواذات تسود قطاع تكنولوجيا المعلومات
29 أغسطس 2014 20:40
بدأت العديد من الشركات العاملة في مجال الإنترنت، موجة من عمليات الشراء بُغية خلق تكتلات ورؤوس أموال استثمارية ضخمة في القطاع. وأثارت هذه الموجة انتباه المراقبين والخبراء، عندما استحوذت فيس بوك على واتس آب مقابل 16 مليار دولار وأنستجرام بنحو مليار دولار، في حين استحوذت جوجل على شركة نست لإنتاج أجهزة إنذار الحرائق، مقابل 3,24 مليار دولار وشركة ويز لإنتاج الخرائط الاجتماعية، مقابل مليار دولار. كما استحوذت آبل على بيتس إلكترونيك لتطبيقات الموسيقى مقابل 3 مليارات دولار. ولم يسفر عن موجة الشراء هذه ظهور أكثر من 20 مليونيراً فحسب، بل عملت على إحداث ثورة في نموذج عمل رأس المال الاستثماري. وبعيداً عن فقاعة التكنولوجيا، كان الفرد يجد معاناة تمتد لسنوات كثيرة في سبيل إنشاء شركة جديدة قبل تحولها إلى عامة. ومن المؤكد تعرض بعض الشركات للبيع عندما كانت في مراحلها الأولى من تراجع الدخل أو انعدامه، بيد أن هذه الاستراتيجية ساعدت على جني عشرات الملايين وليس المليارات من الدولارات. وعملت جوجل وشركات مماثلة غنية، على تغيير استراتيجية رأس المال الاستثماري، حيث تتركز الأفكار الآن حول نشاطات أكثر فاعلية مثل مواقع التواصل الاجتماعي وتطوير منتج تتنافس شركات الإنترنت الكبيرة على شرائه بأسعار غير مسبوقة في القطاع الخاص. ولم يعد الهدف منصباً حول إنشاء نشاط تجاري، بل الدخول في مدار شركات التكنولوجيا العملاقة. كما زاد البطء في عمليات الطرح الأولي العام التي تمثل الشريان المغذي لهذه الشركات في الآونة الأخيرة، من أهمية الخروج. وبينما يرى البعض في ذلك نوعا من الفقاعة، يتفاءل البعض الآخر وينكر مجرد وجودها، مستشهدين بانخفاض الأسعار بالنسبة لمعدلات الأرباح لشركات التكنولوجيا الكبيرة وقلة الشركات المناسبة للاستثمار فيها، كعوامل أدت لارتفاع هذه الأسعار. إنشاء تكتلات ومما لا شك فيه أن ما يدفع معظم نشاط رأس المال الاستثماري هذه الأيام، سعي شركات التكنولوجيا الرائدة مثل، جوجل وغيرها من الشركات العملاقة، لإنشاء تكتلات. ويصب ذلك في مصلحة قطاع رأس المال الاستثماري، الذي يملك مشترين أثرياء مستعدين للإنفاق بسخاء. وعلاوة على ذلك، تقوم هذه الشركات بصناعة منتجات هامة تدر عليها المليارات من الدولارات، إن لم يكن عشرات المليارات سنوياً والتي ينبغي استثمارها في نشاط ما. لكن ليست السيولة وحدها التي تدفع موجة عمليات الاستحواذ هذه، بل المخاوف أيضاً، حيث تتخوف شركات الإنترنت الكبيرة من مواجهة القدم، نظراً لبروز التقنيات الجديدة المدمرة، ما يدفعها لركوب أي موجة من موجات التقنيات الحديثة. كما قادها التنافس من أجل البقاء في القمة، إلى رفع التقييمات لأعلى نسبة ممكنة، في الوقت الذي تسعى فيه للحصول على شركات جديدة ناشئة. وعلاوة على ذلك، لا ترغب هذه الشركات في التعرض للخسارة من قبل شركة أخرى منافسة. وعلى سبيل المثال، لم تقم جوجل بشراء شركة ويز نتيجة لجودة منتجها الذي من الممكن أن تضيفه لخدمة الخرائط، بل خوفاً من أن تستحوذ عليها منافستها فيس بوك. ومن المرجح أن تزيد شركات دخلت المجال حديثاً مثل علي بابا، من حمى المنافسة. واستثمرت الشركة ملايين الدولارات خلال العام الحالي في شركات تكنولوجيا في أميركا. ولا تقتصر شركات الإنترنت الضخمة على كونها تكتلات، بل تملك أكبر رؤوس أموال استثمارية في القطاع. كما أنها لا تقف عند حدود شراء الشركات الناشئة من أجل تطويرها وتنميتها، لكنها بدأت أيضاً في إنشاء نشاطات خاصة بها خارج نطاق نشاطها الرئيسي. وتعتبر جوجل الرائدة في عمليات الاستحواذ بدخولها مجال بحوث مراقبة الدم لمرضى السكري، من خلال استعمال عدسات لاصقة وبالاستثمار في شركة 23 آند مي المختصة بتحليل الجينات. كما عكفت الشركة على تطوير نظارات جوجل الخاصة بمشروع آلة حسابية قابلة للارتداء. لكن تمارس شركات أخرى مثل أمازون، نشاطات متعددة تتضمن الحوسبة السحابية بجانب التلفزيونات والطائرات من دون طيار. تنويع الأنشطة وبعبارة أخرى، تستمر هذه الشركات في التوسع في مجالات أخرى بعيداً عن نشاطها الأصلي، بحجة أن ذلك ليس ضمن استراتيجية عملها فحسب، بل من أجل حل مشاكل العالم بجانب توفير المنتجات. وتكمن المفارقة في أن عمليات الاستحواذ خارج قطاع التكنولوجيا نادرة للغاية. وتُعد فترة ستينيات القرن الماضي، عصر التكتلات، حيث كانت تقوم شركة آي تي تي مثلاً، بصناعة الأسلحة والأفلام، بدعوى أنها تملك المديرين القادرين على إدارة النشاطين، وأن ذلك من شأنه تنويع النشاط التجاري. لكن هذه الاستراتيجية لم تستمر كما كان مخططاً لها لتكمن المشكلة في تركيز المديرين في النشاط المحدد. وإذا رغب المستثمرون في نشاط استثمروا فيه مباشرة في شركة منفصلة. كما أن وضع كل نشاط على حدة، يشجع المديرين على عدم إهدار أي أموال إضافية. واشتدت المعارضة ضد التكتلات، حيث تسعى صناديق التحوط ليس لفصل الشركات ذات التخصصات المختلفة فحسب، بل لفصل الأنواع المختلفة داخل نفس النشاط. وتدافع مطاعم داردين مثلاً، ضد حملة بعض الناشطين التي تنادي بفصل أوليف جاردين ورد لوبستر، إلى سلسلة عملياتها. واستجابت الشركة بفصل رد لوبستر أولاً ثم بيعه فيما بعد. لكن ليس من المؤكد أن تحذو تكتلات الإنترنت الجديدة، حذو هذا التوجه. وما إذا كانت هذه التجربة من مغامرات الإدارات التي تعوض الخسائر الناجمة عنها من خلال الأرباح الضخمة التي تجنيها من النشاط الرئيسي. لكن ربما يكون الهدف الرئيسي من وراء هذه التكتلات، التحكم في شبكات الإنترنت والتأكد من عدم دخول شركات جديدة للقطاع. لكن ليس من المؤكد نجاح هذه العمليات حتى الآن. ويبدو أن هناك توقيتا مناسبا للغاية بين شراء جوجل لموقع يو تيوب وفيس بوك لأنستجرام، بيد أن نفس الشيء لا ينطبق على شراء مايكروسوفت لنوكيا ولا جوجل لموتورولا موبايل. وهناك أيضاً الفشل القديم الذي لازم شراء ياهو لجيو سيتيز وبرودكاست دوت كام في عام 1999. وما زال الناس في انتظار النتائج التي يسفر عنها شراء تطبيق واتس آب مقابل 16 مليار دولار أو تلك الأموال التي أنفقتها جوجل لتطوير النظارة الإلكترونية. لكن ربما تكون التكتلات الجديدة أفضل من القديمة، السؤال الذي قد يطرحه المستهلكون والمستثمرون بجانب الشركات نفسها. نقلاً عن: إنترناشونال نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©