الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قوس عدم الاستقرار

10 أغسطس 2013 21:58
التهديدات الجديدة بمخطط تدبره «القاعدة» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تذكر الأميركيين بأن التهديد الإرهابي مازال قائماً حتى بعد مقتل أسامة بن لادن وتدمير نواة القاعدة. والتهديدات تذكرة أيضاً في أوانها بالاستيقاظ إلى تهديد إرهابي أوسع نطاقاً يترسخ حالياً على امتداد «قوس عدم الاستقرار» من جنوب آسيا إلى غرب أفريقيا حيث أُغلقت فيه مكاتبنا الدبلوماسية بسبب تقارير عن تهديدات لا يمكننا تجاهلها. واعتبر عدم القدرة على استيعاب التهديدات المتراكمة من القاعدة قبل 11 سبتمبر أيلول فشلاً في الخيال. ومع الأخذ في الاعتبار الطبيعة العالمية للإرهاب وقدرة الجماعات الإرهابية والناشطة والإجرامية عابرة الدول على التعاون والتحول، فنحن عرضة الآن للفشل في عدم إدراك أن التهديد الإرهابي قد يتغير – فيما يتجاوز النهج الخاص بـ»القاعدة». ورغم تدمير نواة «القاعدة»، فالجماعات الإقليمية المرتبطة بها تكيفت – اندمج بعضها في حركات التمرد المحلية مثل جماعة الشباب في الصومال، وبعضها دعم العمليات بين الجماعات مثل «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وبوكو حرام في نيجيريا، وبعضها شارك في الإجرام بما في ذلك التهريب وتجارة المخدرات وسرقة البنوك والخطف وفي المغرب والعراق وجنوب شرق آسيا ووسطها. وتستغل الجماعات المتشددة في قوس عدم الاستقرار ملاذات ليس لدى الحكومات الضعيفة أو الفاسدة لا الإرادة ولا القدرة على تقييد عملها. ويكشف مجال عملنا في الآونة الأخيرة في جنوب ووسط آسيا- بما في ذلك أفغانستان وباكستان- عن فسيفساء من الجماعات المتطرفة العنيفة والمتشظية لكنها تكيفت لتشن مخططات دولية بعد سنوات من العمليات الأميركية المناهضة للأعمال المسلحة. إنها جماعات تنتظر انسحاب القوات الأميركية للترويج لصورة عن هزيمة القوة العظمى المتبقية- ليكون عام 2014 موازيا لانسحاب الاتحاد السوفييتي من أفغانستان عام 1989. وفي الوقت نفسه ضخم الإنترنت الأيدولويجيات الإرهابية الرسائل عن مجتمع جهاد عالمي. وربما يكون من أكثر التطورات إثارة للقلق هي أن المشرق هو الآن مركز عدم استقرار. ففي الوقت الذي يمسك فيه الاضطراب والعنف وخيبة الأمل بتلابيب المنطقة من تونس إلى بغداد، فلدى المؤمنين بفكر «القاعدة» الكثير من المساحة المادية والسياسية التي يستطيعون التكيف فيها. وفي سوريا، لدى القاعدة سبب جديد لإذكاء حماس المقاتلين الأجانب وكي تذكي أسطورتها في الإقليم المحوري في استراتيجيتها. فالجماعات التي تقاتل تحت لواء «القاعدة» مثل «جبهة النصرة» تعلمت من الأخطاء السابقة وقدمت خدمات اجتماعية -مثل توفير الخبز وتضميد الجروح- لتفوز بقلوب وعقول الناس في مناطقهم. وهذا يتجاوز وحشية حكم «طالبان» والحملات المروعة لـ»القاعدة» في العراق. ومن الخطير أن القتال في سوريا حرك شبكات التمويل التاريخية للمتطرفين السنة المدعومين بدعوات من بعض رجال الدين السُنة لإرسال أموال وسواعد لقتال الرئيس السوري بشار الأسد والشيعة. لذا لا يمكننا أن نزعم أن التهديد الإرهابي ضد الولايات المتحدة سوف يعلن عن نفسه كما فعل في الماضي. والتمييز بين «الإرهاب» والتشدد المحلي والإجرام سوف يصبح أكثر صعوبة. وقد يصبح التنبوء بأي الأفرع أو الجماعات التي تمثل تهديداً وشيكاً للولايات المتحدة مهمة شبه مستحيلة. ومن الضروري تعزيز التحالفات الإقليمية لتقييد قدرة الجماعات الإرهابية الإقليمية. ويتعين على سلطات تنفيذ القانون أن تتعقب بجرأة بؤر الجريمة والإرهاب. ويتعين أن يضارع انسحابنا من أفغانستان تحمل مسؤولية الحقائق بشأن التهديدات الناشئة وليس فقط التهديد الأصلي الذي جعلنا ندمر «ملاذ القاعدة». الهدف الأصلي للسياسة هو ضمان ألا تصبح سوريا بؤرة لميلاد «القاعدة» من جديد بالإضافة إلى سقوط الأسد. حان الوقت الآن لصياغة نهج لمناهضة الإرهاب لا يعالج ببساطة معارك الماضي لكن يستعد لمد التهديدات التي قد تصل إلى شواطئنا. قد ينتهي القتال ضد نواة «القاعدة» لكن لا يمكننا أن نتعامى التكتيكات الإرهابية التي تجري بالفعل. خوان ذارات- نائب مستشار الأمن القومي السابق لمكافحة الإرهاب توماس ساندرسون- باحث في مشروع التهديدات بمركز البحوث الاستراتيجية والدولية ينشر بترتيب مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©