الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

برج إسرائيل.. والنفق

برج إسرائيل.. والنفق
29 أغسطس 2014 21:17
يرى غازي العريضي أنه عندما شنت إسرائيل الحرب على قطاع غزة، قال القادة العسكريون والأمنيون والمسؤولون السياسيون الإسرائيليون إن العملية ستستغرق أياماً معـدودة لتحقيق أهدافها. ها هي الحرب ، تتحول إلى حرب استنزاف. تستمر واحداً وخمسين يوماً ولا تحقق أهدافها التي لم تـُعلن بوضوح من الأساس، بل على مراحل حسب وتيرة المعارك ! في بداية الحرب كانت استطلاعات الرأي تشير إلى أن نسبة الراضين عن أداء نتنياهو وصلت إلى 82 % اليوم تشير الاستطلاعات ذاتها إلى أن النسبة تدنت إلى مستوى 38%! فأين هو النجاح الذي حققه رئيس العصابة الإرهابية في حكومة إسرائيل؟ قبل الحرب كان التهديد والوعيد ينهالان على "أبومازن" ويحمّله الإسرائيليون مسؤولية تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي ستمتد سلطتها إلى غزة. ويعتبرونه انحاز إلى السلام مع "حماس الإرهابية"، ولا يـريد السـلام مـع إسرائيل. انتهت الحرب، "حماس" موجودة، حركة مقاومة الكل يتعاطى معها واقعياً بشكل مباشر أو غير مباشر. وثمة دور أساس لـ"أبومازن" في الحركة السياسية والدبلوماسية، والأهم انتهت الحرب باتفاق يؤكد دور الحكومة في الإشراف على كل شيء في غزة وبالتأكيد في الضفة! أليست تلك صفعة لكل المسؤولين الإسرائيليين وعلى رأسهم الإرهابي نتنياهو؟ وتجدر الإشارة إلى أن التفاهم الذي تم التوصل إليه بعد 51 يوماً من العدوان على غزة أفضل بكثير مما عرض على الفلسطينيين في بداياته . عندما قيل لهم هذه هي المبادرة المصرية إما أن تقبلوا بها كما هي أو تحملوا المسؤولية، ولا مبادرة غيرها، التفاهم الأخير حمل تعديلات قبل بها الفلسطينيون وشكروا مصر! النفوذ الإيراني وتصدع المنطقة يقول حازم صاغية : حال التدخل الإيراني في سوريا دون إسقاط نظامها، وبذلك زاد قدرة الحرب الأهلية على ابتلاع الثورة، ومن ثم تعريض البلاد، لاحتمال التقسيم. بعيداً عن نظرية المؤامرة الرائجة عندنا، وبعيداً كذلك عن أيّ مشاعر قوميّة أو شوفينيّة عربيّة مناهضة للإيرانيّين، يمكن القول إن الصعود الخميني البادئ مع إطاحة الشاه في 1979 كان السبب الأبرز والأهم في التصدع الذي تعانيه اليوم بلدان عربية كثيرة. وهنا لابد من استدراك أساسي: فالحكم الإيراني لم يخترع بالطبع تناقضات العالم العربي الكثيرة، ولا هو استجلبها علينا انطلاقاً من عدم. ذاك أن تلك التناقضات موجودة وقديمة وصلبة التأثير، إلا أن الحكم المذكور وسياسته كانا السبب الخارجي الأبرز في تعريض بعض المجتمعات العربية لامتحان قاسٍ أفضى إلى تفجير بعضها وتعريض بعضها الآخر للانفجار. وذلك بالضبط لأن ذاك السبب الخارجي استطاع، من خلال تفاعله مع دواخل تلك البلدان ومع عصبياتها وتراكيبها الأهلية، أن يتحول سبباً داخلياً أيضاً. نحو علاقات طبيعية مع العراق يرى د. عبدالله جمعة الحاج أنه بعد تكليف رئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر العبادي، وبعد أن يتمكن من تشكيل طاقمه الوزاري، بدت دول مجلس التعاون الخليجي مقتنعة بأن الحكومة الجديدة ستكون في حاجة ماسة إلى جميع أنواع المساعدات العاجلة، خاصة على الصعيدين الاقتصادي والعسكري المتعلق بمكافحة الإرهاب، فالإمكانات العراقية في مجالات كالطيران والقوات الخاصة ضاربة القادرة على التعامل مع الجماعات الإرهابية وطبيعة القتال ضدها غير متوافرة، لكن طلب مثل تلك المساعدة من دول المجلس وتمريرها من خلال البرلمان العراقي عملية صعبة على من يجلس في كرسي رئاسة الوزراء، فقد ترفضها جميع الفصائل الشيعية الموالية لإيران. دول المجلس حريصة على عودة الهدوء والاستقرار إلى العراق من خلال تشكيل حكومة وطنية قوية وقادرة، تشمل جميع مكونات الطيف العراقي دون إقصاء أو تمييز، وعلى هزيمة الإرهاب ممثلاً في الوقت الراهن في «داعش»، فهذه هي الأهداف الاستراتيجية الأولى لدول المجلس الآن في العلاقات السياسية والدبلوماسية مع العراق. دول المجلس تعلم جيداً أن الأطراف الشيعية ذات الدور المؤثر لعبت دوراً ذكياً في اللعبة الانتخابية الماضية، وحازت أصواتاً كثيرة فيها أوصلتها إلى عدد كبير من مقاعد البرلمان، وهي الآن تنتظر الحصول على بعض العوائد. الثورة في الوعي والفكر يقول د. حسن حنفي: في تاريخنا الحديث، برز الطهطاوي على أنه مؤسس حركات التحرر الوطني في وجداننا القومي ببزوغ أفكار الوطنية والقومية والأمة والدستور. وقد لعب الأفغاني أيضاً دوراً في بث أفكار الشورى والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ومنه خرجت بعض الأحزاب الوطنية المصرية. لقد تكون وعينا القومي الحديث من خلال العصر الليبرالي الذي مررنا به في القرن التاسع عشر، وكانت ثوراتنا العربية في القرن الماضي ثمرة له. وإن التاريخ الأوروبي الحديث ليثبت أيضاً مدى قوة تأثير الأفكار في الواقع. فقد استطاع «فيشته» بنداءاته إلى الأمة الألمانية مقاومة نابليون والمساهمة الفعالة في تحرير ألمانيا حتى قال نابليون: لقد «هزم القلم السيف». كما نشأت دعوات الوحدة الألمانية أولاً في الفكر والأدب في جامعات ألمانيا قبل أن يحققها بسمارك قائد بروسيا، الشقيقة الكبرى للمناطق الألمانية الأخرى. كما نشأت الوحدة الإيطالية أولاً عند دعاتها مثل مازيني قبل أن يحققها القائد العسكري غاربيالدي. وقد حاول ماركس الشاب نفس الشيء عندما أراد تحرير ألمانيا عن طريق «الأيديولوجية الألمانية» التي تدور حول أفكار الوعي والأنا والذات والشعور والحرية والاستقلال والإرادة.. إلخ، أي خلق ألمانيا أولاً في الفكر قبل تحقيقها في الواقع. وإن ماركسيات القرن العشرين لترتبط في معظمها بماركس الشاب من جديد بعد أن ساد ماركس رأس المال تحت أثر داروين وسبنسر. الهند وباكستان..العودة إلى طاولة المفاوضات يرى د.ذِكْرُ الرحمن أنه عندما دعا رئيس الوزراء الهندي «ناريندرا مودي» رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف إلى حفل تنصيبه، بدا كما لو أن هناك نوعاً من الدفء يسري في العلاقات التي كانت فاترة بين الهند وباكستان. واعتقد كثيرون أن «مودي» لن يكون متشدداً تجاه باكستان كما كان متوقعاً. ولم يتبادل رئيسا الوزراء الكلمات الودية فحسب في اجتماعهما الإيجابي، بل قدم كل واحد منهما الهدايا لوالدة الآخر. لكن استئناف الحوار بين البلدين بدا أمراً بعيد المنال هذا الأسبوع بعد أن ألغت حكومة «مودي» محادثات على مستوى وزراء الخارجية مع باكستان بعد اجتماع سفير باكستان في الهند مع زعماء انفصاليين كشميريين قبل إجراء المحادثات الثنائية. أمن أميركا القومي.. رسالة إلى أوباما يقول "ريك سانتوروم” سيناتور «جمهوري» سابق عن ولاية «بنسلفانيا»: لا تكاد أكثر الكلمات المفعمة بالأسى تعبر عن وحشية ودموية من يطلقون على أنفسهم لقب «الجهاديين» في الشرق الأوسط هذه الأيام. وربما يكون الأسوأ والأكثر مدعاة للقلق هو مشهد الرئيس الأميركي العاجز، أو الذي لا يريد تبيّن واستجلاء المدى الحقيقي للخطر الذي يحدّق بأميركا وحلفائنا، والذي يتخذ موقفاً متردداً أو يختار أنصاف الأحكام والحلول في ردّه على هذا الذي يحدث. من المؤكد الآن أن القوى الإسلامية الراديكالية بدأت تتحرك. وفي سوريا، قتل ما يقارب 200 ألف إنسان. وهناك الملايين من المهجرين والنازحين. وفي العراق، لا يتورع «الجهاديون» عن ذبح المسلمين والمسيحيين وبقية الأقليات.. وأصبح «الجهاديون» يستترون تحت أسماء مختلفة، مثل «داعش» و«حماس» و«الجهاد الإسلامي»، ويعتمدون في حربهم الدموية خططاً تكتيكية متنوعة، وهدفهم النهائي واحد لا يتغير وهو الإطاحة بحلفائنا من العرب، وإقامة الخلافة الإسلامية ليقوموا بعد ذلك بإطلاق سلسلة من الهجمات الكارثية ضد الولايات المتحدة. فكيف يمكن للعقل أن يتصور بعد كل هذا أن نرى أوباما وهو يبدو مهتماً بممارسة لعبة الجولف بأكثر من الوقوف إلى جانب أصدقائنا وحلفائنا في خضمّ هذه الحروب الشعواء التي تهدد أمننا الوطني أيضاً؟ الحرب على «داعش».. مهمة أميركية ودولية يقول جويل ماتيس وبن بويتشاك إنه في مطلع هذا العام، عقد الرئيس أوباما مقارنة بين تنظيم «داعش» الإرهابي وبين لاعبي «فريق چي ?ي» الذين يرتدون زي فريق «ليكرز» لكرة السلة. ولكن في الأشهر الماضية، سيطر «داعش» على مساحات كبيرة من وسط العراق، وأجزاء من سوريا التي مزقتها الحرب الأهلية. ومؤخراً، قام بعض عناصر «داعش» بقطع رأس الصحفي الأميركي «جيمس فولي»، ما جعل الولايات المتحدة تقرر أخيراً الرد. وقد أعطى أوباما مؤخراً تفويضاً بالقيام برحلات استطلاع أميركية فوق العراق وسوريا، في أعقاب الغارات الجوية المحدودة التي نفذتها الولايات المتحدة لمساعدة الأكراد في شمال العراق. فهل هذا يكفي؟ هل ينبغي لأميركا أن تعامل «داعش» على أنه تنظيم «قاعدة» جديد؟ إن مقاتلي «داعش» الذين قاموا بشكل مرعب بذبح «جيمس فولي» يجب أن يلقوا أشد عقاب على جريمتهم الإرهابية. ذلك أن «فولي» كان مدنياً وصحفياً. وعملية ذبحه ليست أقل من كونها عملاً من أعمال الحرب ارتكبته «داعش» ضد الولايات المتحدة، وأميركا لها مبررها في الرد عليها بمنتهى القسوة. غير أنه يتعين على الأميركيين الانتباه لعواقب هذا التصرف. فالولايات المتحدة، بعد مرور أكثر من عقد من الزمن على الحرب في العراق وأفغانستان، كانت على وشك التحرر أخيراً من هذه الالتزامات. ولكن يبدو الأمر الآن كما لو أننا سننخرط في جيل آخر من الحروب في هذه المنطقة، التي تتحدى الحلول السلمية لمشاكلها. فإما أن نكون داخل النزاع أو خارجه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©