موسكو (ا ف ب) - ستكون أعين أكثر من ملياري شخص حول العالم اليوم شاخصة نحو «الإعصار» الجامايكي أوساين بولت لدى إعطاء إشارة انطلاق نهائي سباق 100 متر، في بطولة العالم الرابعة عشرة لألعاب القوى المقامة في موسكو حتى 18 أغسطس الحالي، ولا يستغرق سباق 100 متر أكثر من 10 ثوان، لكنه يحمل في طياته الكثير من الإثارة والتشويق لتحديد أسرع عداء في العالم.
ويبدو بولت مرشحاً بقوة لاستعادة اللقب العالمي الذي فقده قبل عامين في دايجو بسبب انطلاقة خاطئة عصفت بأحلامه وخولت مواطنه وزميله يوهان بلايت الظفر بالذهبية، لكن عواصف عدة اجتاحت رياضة أم الألعاب في الآونة الأخيرة، بسبب المنشطات والإصابات، وتحديداً في سباق العصر «100 متر»، بعدما ثبت تناول صاحبي ثاني ورابع أسرع توقيت في كل الأزمنة الأميركي تايسون جاي والجامايكي آسافا باول للمنشطات، فيما يغيب بلايك بسبب الإصابة في الركبة.
ومن دون شك أن لو كان العداؤون الأربعة «بولت وجاي وبلايك وباول» عند خط الانطلاقة اليوم لأسفر السباق عن رقم قياسي عالمي جديد، علماً بأن الرقم الحالي في حوزة بولت تحديداً، ومقداره 58, 9 ثانية سجله في بطولة العالم في برلين في أغسطس عام 2009.
لكن وبخلو الساحة من منافسين من الطراز الرفيع، وحدها انطلاقة خاطئة بإمكانها حرمان الإعصار الجامايكي من استعادة لقبه العالمي وفرض نفسه أسرع رجل في العالم في الأعوام الخمسة الأخيرة في سعيه لتكرار ثلاثيته في دورتي الألعاب الأولمبية في بكين 2008 ولندن 2012 وبطولة العالم في برلين 2009 «سباقات 100 متر و200 متر والتتابع 4 في 100 متر، علماً بأنه يحمل أرقامها القياسية: 3 في بكين ورقمان في برلين»، لكن الانطلاقة الخاطئة أمر مستبعد نسبياً كون بولت تخطى هذا الامتحان في لقاءات عدة، وحتى في البطولات الكبيرة أبرزها دورة الألعاب الأولمبية، كما أن العداء الجامايكي أكد أنه استفاد من كبوة دايجو وأن شغله الشاغل هو تحسين انطلاقته.
واعترف بولت بأن مصدر القلق الرئيسي بالنسبة إليه مع اقتراب البطولة هو الانطلاقة، وهو الهم الذي يطارده طيلة مسيرته الاحترافية.
وسيكون بولت في منافسة مع نفسه في سباق 100 متر كونه يتفوق على جميع منافسيه في مختلف المجالات، سواء من حيث الأرقام أو الاستعدادات البدنية والمعنوية، خصوصاً مواطنه كارتر والأميركي جاستن جاتلين.
ويملك بولت أفضل توقيت هذا الموسم في سباق 100 متر وهو 85, 9 ثانية، وسجله في لقاء لندن مقابل 87, 9 لكارتر و89, 9 لجاتلين، والأمر ذاته في سباق 200 متر، حيث يملك 73, 19 ثانية، مقابل 79, 19 ثانية لمواطنه وزميله في التدريبات وارين وير و86, 19 ثانية للأميركي ايسياه يونج.
وقال بولت «أريد أن أفوز بكل سباق أخوضه وسباقا 100 متر و200 متر في موسكو سيكونان الأهم لي هذا العام، ولذلك أنا أعمل جاهداً وبعناء كبير مع مدربي، من أجل رفع حظوظي في تحقيق ذلك».
وأضاف «موسمي رائع جداً، ومستواي يتحسن كل أسبوع، حتى الآن أنا في حالة جيدة، تركيزي وأحاسيسي وتدريباتي جيدة جداً، وأنا مستعد لخوض التحدي».
ويدرك بولت جيداً بأنه لا يتعين عليه الاستهانة بمنافسيه مهما كانت مؤهلاتهم، خاصة أن الجميع يرغب في الإطاحة به خصوصاً جاتلين بطل أولمبياد أثينا 2004 وصاحب برونزية أولمبياد لندن، الذي هزم الإعصار الجامايكي هذا الصيف في لقاء روما المرحلة الخامسة من الدوري الماسي في 6 يونيو الماضي.
ومن المتوقع أن يشهد سباق 10 آلاف متر منافسة شرسة بين الإثيوبيتين تيرونيش ديبابا وميزيريت دفار في حال مشاركة العداءتين، بعدما أشارت تقارير صحفية محلية إلى أن ديبابا قد تركز فقط على سباق 10 آلاف متر، فيما تركز دفار على سباق 5 آلاف متر.
وفي حال تحققت مشاركتهما فإن ديبابا ستسعى الى استعادة اللقب العالمي الذي غاب عنها في النسختين الأخيرتين بسبب الإصابة وإضافته إلى لقبيها الأولمبيين في هذه المسافة علماً بأنها توجت بذهب المونديال مرتين عامي 2005 و2007.
وتبدو ديبابا مرشحة بقوة لنيل اللقب العالمي كونها لم تخسر آخر 10 سباقات لها في المسافة، أما دفار التي غابت عن نسخة دايجو بسبب الإصابة، فستحاول الظفر باللقب العالمي الأول لها في سباق 10 آلاف متر بعدما سبق لها التتويج بسباق 5 آلاف متر عام 2007 في أوساكا.
وتدخل العداءات الكينيات على خط المنافسة خصوصاً إيميلي تشيبيت وجلاديس تشيرنو وسالي تشيبييجو، يشهد السباق ممثلة عربية واحدة هي البحرينية شيتاي ايشيتي، ويتضمن برنامج اليوم نهائي سباق 20 كلم مشياً، والذي سيشهد منافسة قوية بين خماسي دورة الألعاب الأولمبية الصيني دينج تشن صاحب الذهبية والجواتيمالي إريك باروندو صاحب الفضية والذي بات أول رياضي يمنح بلاده ميدالية أولمبية في التاريخ في جميع الرياضات، والصيني الآخر جن وانغ صاحب البرونزية ومواطنه كاي زيلينج الرابع والإسباني ميجل انخل لوبيز.
غير أن تشن البطل الأولمبي لم ينه أي سباق منذ تتويجه في دورة الألعاب الأولمبية، فيما حقق مواطناه وانج وزيلينج نتائج جيدة، ومن المرجح صعودهما على منصة التتويج.
وتلقى الروس ضربة موجعة بسبب غياب مواطنهم فاليري بورخين بطل العالم بسبب الإصابة، ويعقدون آمالهم على بطل العالم وأوروبا للشباب أندري روزافين وألكسندر إيفانوف ودينيس ستريلكوف. ويشهد السباق مشاركة التونسيين حاتم غولة حامل برونزية مونديال 2007 في أوساكا وحسنين السباعي. وتنحصر المنافسة بين الأميركيين اشتون ايتون بطل أولمبياد لندن، وحامل الرقم القياسي العالمي في مسابقة العشارية وتري هاردي بطل العالم في النسختين الأخيرتين والساعي إلى أن يصبح ثالث رياضي يتوج بلقب 3 نسخ عالمية متتالية في مسابقة العشارية بعد مواطنه دان أوبراين «1991 و1993 و1995»، والتشيكي توماس دفوراك «1997 و1999 و2001».
وفي مسابقة الوثب الطويل، تسعى الأميركية بريتني ريس بطلة أولمبياد لندن إلى دخول التاريخ لتصبح أول رياضية تنال اللقب العالمي للمسابقة 3 مرات متتالية، بالإضافة إلى أنها تسعى لأن تحرز 6 ميداليات ذهبية في البطولات الكبرى «أحرزت في السنوات الأربع الأخيرة 2 في بطولة العالم للهواء الطلق ومثلهما داخل قاعة وواحدة في أولمبياد لندن».
وفي رمي القرص، تبدو الكرواتية ساندرا بركوفيتش مرشحة فوق العادة لإضافة اللقب العالمي إلى الأولمبي كونها تألقت بشكل لافت هذا الموسم في الدوري الماسي وأحرزت المركز الأول في مراحله الست التي أقيمت حتى الآن.
عدد اليوم
