الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

دساتير الدول تحدد ضوابط إعلان الجهاد .. والسلم أصل الإسلام

دساتير الدول تحدد ضوابط إعلان الجهاد .. والسلم أصل الإسلام
13 ديسمبر 2017 01:50
إبراهيم سليم، عمر الأحمد (أبوظبي) أكد الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف المصري، أن حق إعلان الجهاد شرعاً مخول للشخص أو الجهة التي نص عليها دستور كل الدولة وليس لآحاد الناس أو أفرادهم، موضحاً أن السلم القاعدة في الإسلام، أما الحرب فهي الاستثناء لدفع العدوان. جاء ذلك خلال فعاليات الملتقى الرابع لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة التي تواصلت أمس وتستضيفه أبوظبي على مدى ثلاثة أيام، برعاية سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، ومشاركة 700 باحث وعالم ديني من مختلف دول العالم. وناقشت جلسات اليوم الثاني للملتقى، الذي يختتم أعماله اليوم، عدداً من القضايا المتعلقة بعلاقة المسلمين بالعالم، وأهمية التعارف والتضامن بين الشعوب وأسباب الخوف من الإسلام. وعقدت الجلسة الأولى بعنوان «الإسلام والعالم»، وترأسها الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بجمهورية مصر العربية، فيما حملت الجلسة الثانية عنوان «الإسلام والعالم - مسارات التعارف والتضامن»، وترأسها الدكتور فيصل بن عبد الرحمن المعمر، الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي لحوار الأديان. فيما ناقشت الجلسة الأخيرة، «الخوف من الإسلام: الأسباب والسياقات»، وترأسها الدكتور محمد السنوسي عضو مجلس أمناء المنتدى، واختتمت فعاليات اليوم الثاني بالإعلان عن الفائز بجائزة الإمام الحسن بن علي. وقال الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف المصري، إن دول العالم تنفق ما يقارب من تريليون و300 مليون دولار على التسليح، يستخدم منها 7% فقط في الحروب. وأضاف: «إذا تم توجيه تلك النفقات على الرعاية الاجتماعية والاقتصادية لفقراء العالم لتغير الكثير من وجه العالم ولساد السلام في كثير من مناطقنا». وتابع: «هناك ضرورة إلى أن نشير إلى مفهوم الجهاد، لأنه منذ سنوات قريبة أصبح يحصر في معناه القتالي فقط، وفي إطار ضبط المفاهيم»، مؤكدا أن قضية الجهاد يجب ألا تنحصر في معناه القتالي، لأن القاعدة في الإسلام هي السلم وتكون الحرب هي الاستثناء لدفع العدوان، وحتى في حالة رد العدوان ليس لآحاد الناس ولا عامتهم ولا قبيلة أو جماعة أن تعلن الجهاد وهو الذي يسمى في واقعنا المعاصر بالتعبئة العامة. وأكد أنه شرعاً ليس لآحاد الناس أو أفرادهم حق إعلان الجهاد، موضحاً أنه وفقاً للضوابط التشريعية، فإن من له حق إعلان الجهاد أو التعبئة العامة، وفقاً للمفهوم الحديث، هو الشخص أو الجهة التي نص عليها دستور كل دولة، لأنه إذا أعلن الجميع الجهاد في جهات متفرقة، فسيتفرق أمر الناس ويسيرون إلى الفوضى. ورأى الوزير المصري، أن الحديث عن الجهاد والإعلان عنه ليس حقاً لأحزاب أو أفراد، ولكن ما يتطابق مع الشرع هو ما تعارف عليه الناس، ومن أعطاه الدستور حق إعلان التعبئة العامة، مؤكداً ضرورة طبع وترجمة ما يدور في المنتديات وما تصل إليه ونشرها في دول الغرب لتصحيح المفاهيم لدى الشباب. كما شدد على ضرورة العمل الإنساني المشترك، بدلاً من الدخول في حروب مذهبية وقبلية، لافتاً إلى ضرورة الترابط والتعاون لحل المشكلات بدلاً من الشقاق والتصادم. وظيفة الدين وقال الدكتور أحمد العبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء خلال كلمته: «الأديان بشكل عام والتوحيدية منها بشكل خاص، أعظم ما قدمته للبشر هو تركز أمرها حول نقطة الارتكاز، وهى الاعتقاد بالخالق وتوحيده، وهي هبة ربانية لا تختص بمجال من مجالات الحياة وإنما تمس جميعها». وأشار العبادي إلى أهمية التعارف بين الأمم، مؤكداً وجود مفردات كثيرة تتعلق بالتعاون والتماسك.وأضاف: «الدين وظيفته تمكين الإنسان من الاستبصار بأفعاله وتحديد علاقاته، وأيضاً تمكنه من التوازن بين مصالحه ومفاسده، ومن الهدف العام من سعيه في الحياة». وتابع: «جاءت الأديان للتميز بين الحق والباطل، كما نزلت لتعليم الإنسان قول كلمة لا أو نعم في بعض المواقف في الأمور المتعلقة بالخير والشر». ورأى أن من أبرز مقاصد الأديان تحقيق السعادة للإنسان، والتوحيد والتركيز والاتصال والعمران، معتبراً أن ما نواجهه اليوم من مشكلات سببه الخوف، والذي تنفق الأمم عليه الكثير، حيث تنفق الدول ما يقارب من 93% من الأموال على الحروب والتسليح وقال: «تذهب تلك الأموال سدى بسبب الإنفاق على الخوف». ولفت إلى أن الطريق للتخلص من الخوف، يكمن في تذكر حقيقة أن الكوكب صغير، ونحن فيه في غاية الوحدانية وسخرنا الله لخدمة بعضنا البعض، والقوة هنا تأتي من أمرين، أولهما التركيز على القضايا الوجودية، خاصة قضايا البيئة والاحتباس الحراري والإرهاب وقضية الإسراف، ويمكن للعلائق بين الأديان أن تستوعب ذلك. ولفت إلى ضرورة استخدام الوسائل الحديثة في التعارف بين البشر، وهو ما سيؤدي إلى التوافق وتقديم وجهة نظر مشتركة، وكذلك تقديم اقتراحات للتعاون، مشيراً إلى ضرورة وجود محافل تربوية تناقش التنشئة، والقضايا الحوكمية، مقترحاً أن يتم ذلك من خلال تنظيم سياقات وطنية من خلال المنتديات أو غيرها، وهو ما يجب بحثه من خلال العلماء والمختصين. اختلال في الوقت الحالي واقترح الدكتور رضوان السيد، أستاذ الدراسات الإسلامية في الجامعة اللبنانية، عضو مجلس أمناء منتدى تعزيز السلم، ضرورة وجود رؤية شاملة وسردية جديدة تعيد إلى المنظومة الإسلامية الانتظام وقال: «الدين الإسلامي له ركنان، أولهما القرآن والسنة، والثاني هي الجماعة المؤمنة والتي تحتضن السنة وتمتزج وتعيش معهم». وأضاف: «على مر التاريخ ومن خلال ذلك المسار المستهدى، نجد أنه نشأ فقهان، إحداهما للعيش والآخر للدين، ويقوم فقه الدين بضبط العيش من خلال الآليات التي قامت للتنظيم بينهما». وأشار إلى وجود اختلال في الوقت الحالي في تلك الآليات، وقال: «على مشارف الأزمنة اضطرب فقه العيش وترتيباته، ونتيجة لذلك الاختلال تعطلت الآليات المنظمة بين الفقهين، ومنذ حوالى 150 عاماً وحتى الآن يركض فقه الدين وراء تلك الاختلالات، ولم يعد هناك أي تلاؤم بينهما، كما لم يستطع تحقيق الانضباط، ولذلك انتقلت المشكلة من ترتيبات العيش إلى فقه الدين، فتحقق التشرذم، ولم يعد المسلمون على رؤية واحدة في كيفية فهم دينهم». ولفت إلى أن المحاولات في تجديد الخطاب الديني لضبط الخلل محاولات جزئية لم تؤتِ ثمارها، حيث أصبح فقه الدين لا يتحكم بفقه العيش، ولكنه صار يحاول كسره وإزالته وإعادته للقديم أو اصطناع حديث. واعتبر أن محاولات الإصلاح التجديدية نجحت نجاحات جزئية صغيرة، ولكنها لم تصل إلى الهدف الكبير وهو التلاؤم بين فقه العيش والدين ولذلك تتفاقم المشكلات. وتوجه أحمد ولد أهل داود، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي في موريتانيا، بالشكر إلى دولة الإمارات على احتضانها للعلم والعلماء وتنظيمها المنتدى الرائد. وقال، إن رسالة الإسلام تتميز عن غيرها من الرسائل بكونها رسالة عالمية، فرسالة الإسلام تتسم بالخلود والإنسانية في المبدأ والتوجه، مشيراً إلى أن الإسلام قادر على التعايش مع النظام العالمي المعاصر اليوم، وقادر على التعايش مع مختلف الحقبات والفترات. مكافحة التطرف وتوجه الدكتور وليام فندلي، أمين عام منظمة الأديان من أجل السلام، بالشكر إلى الإمارات على دعمها مسارات التعاون والتعارف لنشر السلام في العالم. وأكد أننا جميعاً خلق الله مهما اختلفت الأديان، ويجب أن نعيش في سلام، وأن نعمل سوياً ونتعاون، فيجب أن نكافح الخوف والشك، وأن نفتح قلوبنا للآخرين، وألا نعود للوراء، ونقبل الآخر مهما اختلف دينه وجنسه ولونه وعرقه. وأضاف أننا علينا جميعاً أن نكافح الخوف من الإسلام والشك فيه، وأن نفتح قلوبنا للآخر مهما اختلف دينه وجنسه ولونه وعرقه، مشيراً إلى أننا كرجال دين، مسؤولون عن مكافحة التطرف ورفض كل أشكال العداوات، وعلينا جميعاً أن نعمل مع بعضنا البعض من أجل أجيالنا المستقبلية، ومن أجل عالم أفضل. وتحدث مصطفى سيربنيتس، مفتي البوسنة السابق عن تخوفات الغرب من مفهوم الجهاد، وأنه ضد الغرب ومؤسساته، موضحاً أن بعض أبناء المسلمين حصروا الجهاد في القتال، وأن المنتدى يؤكد أنه ليس لأحد إعلان الجهاد.وقال وزير الأديان في كازاخستان «نورلان إيرميكبايف: «يجب أن يفهم غير المسلمين أنه لا خوف من المسلمين، ونحن في كازاخستان نحترم جميع الأديان، ونقدس قيم التعاون». وأضاف: «شاركنا في العديد من الفعاليات والمؤتمرات التي تحث على التسامح، مثل مؤتمر وزراء الخارجية، والذي شارك فيه أكثر من 60 وزيراً ومفكراً لعقد نقاشات موسعة بين العلماء وتطوير الحوار وتعزيز السلم، كما تخطط الدولة لعقد المؤتمر السادس حول السلم في العالم، وتطوير الجهود لنبذ العنف حول العالم». وأكد ضرورة مواجهة الخوف من الإسلام، ومواجهة الإرهاب والتطرف العنيف، لافتاً إلى أن المسلمين يواجهون تحديات اقتصادية وتنموية، وتنافسية وغيرها من التحديات، مشدداً على ضرورة إحياء القيم الإسلامية والاهتمام بالعلوم والتركيز على أن الإسلام دين العدالة، معرباً عن أمله في أن يعم السلام والرخاء في جميع أنحاء العالم. نشر السلم واعتبر الدكتور محمد الخلايلة، مفتي الأردن، أن الأصل في الإسلام هو نشر السلم في المجتمعات، وأن الأصل في العلاقة هي السلم، ولكن ما نراه الآن هو أن المسلمين أصبح يفرض عليهم أن يخرجوا عن إطار السلم الذي تنص عليه الشريعة، من خلال القرارات المجحفة التي يتخذها الغرب مثل القرارات الأخيرة بحق القدس الشريف والمسجد الأقصى، وقال: «كل ذلك يؤثر في مجتمعات المسلمين، وبقدر ما نطالب بتأصيل القيم في ثقافتنا وفق الشريعة، إلا أننا أيضاً نطالب بأن يكون العالم عادلاً في قضية المسلمين، خاصة فيما يتعلق بالقدس». واعتبر أن منظمات حقوق الإنسان، توجه انتقادات دائمة للمسلمين، ورغم النص على احترام المعتقدات الدينية في كل المواثيق الدولية، ولكننا أصبحنا نجد أن هناك قفزاً على الثوابت والمسلمات التي تأتي في صلب عقيدة الإسلام بحجة أنها مخالفة لقوانين ومواثيق حقوق الإنسان، وهو ما يستوجب مراعاة العرف وخصوصيات الأديان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©