الحوار الفلسطيني ينطلق اليوم بأجواء تفاؤل وسرية

سيطرت أجواء من التفاؤل والسرية التامة، على جلسات وفدي حركتي ''فتح'' و''حماس'' أمس في القاهرة، والتي بحث خلالها الطرفان، وقف الحملات الإعلامية المتبادلة، وقضية المعتقلين من الطرفين في غزة والضفة الغربية، بغرض تهيئة الأجواء لبدء الحوار الوطني الفلسطيني اليوم بمشاركة 13 فصيلاً· وأعلن نبيل شعث عضو وفد ''فتح'' أن الحركتين اتفقتا خلال جلسات أمس، على استمرار الافراج عن المعتقلين من الجانبين، ورفع الإقامة الجبرية عن كوادر ''فتح'' في غزة، وضمان استمرار وقف الحملات الاعلامية بين الجانبين، واختيار اشخاص يمثلون ارتباطاً بين الحركتين، لحل الإشكاليات المتعلقة بهاتين المسألتين· وأشار شعث إلى إفراج السلطة الفسطينية عن أكثر من 60 معتقلاً من ''حماس'' في الضفة الغربية، وأن ذلك يجب أن يقابله إفراج ''حماس'' عن المعتقلين ''الفتحاويين'' في غزة، ورفع الإقامة الجبرية عن قياداتها في القطاع، والسماح للممنوعين من السفر بالتحرك· وأكد محمد نصر عضو وفد ''حماس'' تصميم الحركة على إنجاح الحوار الشامل، واشار إلى تقدم في المباحثات بشأن الإفراج عن المعتقلين· بينما حذر عزت الرشق عضو وفد ''حماس'' من أن يكون ملف المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية قنبلة تفجر الحوار· وقال أحمد قريع رئيس وفد ''فتح'' إن كل شيء قيد البحث، وان هناك توجها إيجابيا لإعادة الوحدة الفلسطينية وتوحيد الصف· وأوضح عزام الأحمد عضو وفد ''فتح'' أن هناك رغبة جادة لدى الطرفين لمعالجة الأمور بشكل موضوعي وهادئ· وأكد السفير الفلسطيني في القاهرة نبيل عمرو، أن هناك دعماً أوروبيا وأميركياً، لرؤية مؤسسة وطنية فلسطينية جاهزة للمضي قدماً في عملية السلام، وفق القواعد التي تم الاتفاق عليها مع اللجنة ''الرباعية''· وعقد وفدا ''فتح'' و''حماس'' برئاسة أحمد أبو قريع وموسى أبو مرزوق أمس، ثلاثة اجتماعات صباحا وبعد الظهر ومساء، بعد أقل من 12 ساعة من اجتماعهما الأول مساء أمس الأول· وقال قيادي في ''فتح'' لـ''الاتحاد'' إن اجتماعات اللجان الخمس الخاصة بالمصالحة والأمن والانتخابات والحكومة ومنظمة التحرير، ستبدأ يوم السبت المقبل على الأرجح·وأشار إلى ان لقاءي الأمس سادهما جو إيجابي للغاية· وأوضح أن هناك اقتراحا بزيادة عدد اللجان إلى سبع، بإضافة لجنتين لوقف الحملات الإعلامية وقضية المعتقلين· وذكر مصدر فلسطيني مستقل لـ''الاتحاد'' أن مباحثات اليوم في القاهرة، ستركز بشكل كبير، على دور اللجان، وشكل الحكومة الفلسطينية الجديدة التي ستشرف على إجراء الانتخابات في 2009 وإنهاء الخلاف بشأن منظمة التحرير· وهيمنت قضية الحكومة الفلسطينية الجديدة على كواليس مباحثات القاهرة التي اسدل عليها ستار غليظ من السرية، وقال قيادي في ''فتح'' في تصريح الى ''الاتحاد'' الحركة تفضل تشكيل حكومة ''توافق وطني'' وليس ''وحدة وطنية'' لمنح المرونة اللازمة لتشكيلها من دون النظر الى النسب التمثيلية في الحكومة· وقال إن هذه الحكومة ليست بحكومة تكنوقراط بل حكومة من سياسيين فلسطينيين متفق عليهم· وشكل الحديث عن شكل الحكومة الفلسطينية مركز تباين في وجهات النظر بين القاهرة ولندن، خلال مباحثات وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند مع نظيره المصري أحمد أبو الغيط· وقال ميليباند أن بلاده تدعم وتساند تشكيل حكومة انتقالية أو تكنوقراطية، أو على أساس فصائلي في أراضي السلطة الفلسطينية تحت قيادة الرئيس محمود عباس · وشدد على أن لندن تؤمن بأن حكومة تكنوقراط فلسطينية، يمكنها بمساعدة الاطراف الاقليمية، أن تلعب دوراً مهما في إعادة إعمار غزة، وتهيئة الأجواء لإجراء الانتخابات الفلسطينية· ورد أبو الغيط تعليقا على ميليباند، بإن الجهود المصرية تنصب على إقامة حكومة وحدة وطنية فلسطينية، أما شكل هذه الحكومة سواء تكنوقراطية أو حكومة شخصيات أو ائتلافية، فهو أمر مبكر جدا للتحدث بشأنه· وأضاف أن اجتماعات اللجنة الخاصة بالحكومة الفلسطينية في مباحثات المصالحة، ستوضح شكل الحكومة الجديدة· وفي دمشق، اعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال مؤتمر صحفي مع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروربي خافيير سولانا امس، أن بلاده ''بذلت كل جهد ممكن من خلال اتصالاتها مع الفصائل الفلسطينية لإنجاح الحوار الفلسطيني في القاهرة الذي يبدأ اليوم· وقال ''إن حماس جزء مهم من الشعب الفلسطيني، ونتطلع لانضمام الى منظمة التحرير الفلسطينية''·