الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«فن أبوظبي» يطرز الشعر بالتشكيل ويحصد احترام العالم

«فن أبوظبي» يطرز الشعر بالتشكيل ويحصد احترام العالم
9 نوفمبر 2010 20:33
ودع “فن أبوظبي” مساء يوم الأحد الماضي محبي الفنون بعد أن طافوا، على مدى أربعة أيام، بين صالاته وألوانه ومجسماته وشاهدوا روائعه التشكيلية واستمتعوا بتأمل لوحات واقعية أو خيالية جميلة، واستفادوا من تجارب فنية مبتكرة تتحاور فيها مواهب محلية وعربية وعالمية برعت وتألقت بمزج الألوان والأضواء والظلال وتنسيقها في لغة مدهشة من الجمال والإبداع. إن ما تقوم به أبوظبي في سبيل الثقافة والفنون ما زال في ربيعه الزاهي، ولسوف تظهر ثماره الثقافية والإبداعية والحضارية بعد تراكم الخبرة والتجربة والعطاء. وبعد سنين، يوم يتلفت شباب اليوم إلى هذه المعارض العالمية، وتكون مواهبهم قد تفتحت براعمها وأعطت نتاجها الجمالي، يومئذ سيتذكرون قيمة هذه المهرجان، ومدى تأثيره الثقافي المضيء على مشاهديه وعلى المشتركين في معروضاته من آيات الفن والجمال والإبداع. ألوان للشعر بوابة دمشق شغلت لوحة جدارية كبيرة غطت جدار الصالة للفنان فرانك ستيللا، وهي عبارة عن عدة لوحات من الدوائر غير المكتملة تتجاور وتشكل من تشابهها بالشكل واختلافها بزوايا العرض تشكيلا جمالياً مؤثراً بإيقاعه الفني. ولم يكن الشعر بعيداً عن اللمسات الفنية في ابتكار عدد من اللوحات التي تتحاور فيها الألوان والحروف لشعراء تركوا آثارهم الإبداعية عبر الأجيال، فهذا الفنان التونسي عبد الله عكار يدخل عالم الشعر في ثلاث لوحات متميزة اقترنت إحداها بقصيدة (الطلاسم) للشاعر المهجري إيليا أبو ماضي، وقد ظهر العنوان باللون الأسود ليغطي قلب هذا العمل الجميل، ولوحة ثانية طافت بشعر الأندلس واحتضنت أبياتاً من إبداع شاعرها الكبير ابن زيدون، وكانت اللوحة الثالثة من إبداع شاعر الإنسانية وفلسطين والعرب في عصرنا، الشاعر الكبير محمود درويش. وفي جاليري اكساركس أيضاً اهتمت الفنانة اسمين فرحات من باكستان بالشعر في ثلاث منحوتات اختارت كلماتها من قصائد جلال الدين الرومي، الصوفي المعروف، بتشكيل جميل تنوعت ألوانه بين الأحمر والأبيض والأزرق لتعبر عن الوجد الصافي في مختلف حالاته. ما يلفت الانتباه أيضاً في جاليري ووترهاوس وجود ثلاث لوحات للفنانة المغربية لالا السيدي واحدة تحت عنوان (دار الباشا) تمثل امرأة جالسة طرزت ثيابها بعبوات الرصاص الفارغة، ولوحة ثانية بعنوان (امرأة من مراكش) وتمثل امرأة مستلقية وبالتكنيك الفني ذاته، واللوحة تأخذ المرأة وضعاً مختلفاً وبنفس الأسلوب الفني، واللوحات الثلاث مشكلة بالحروف. وهناك لوحة بعنوان (درب المسدس أو البندقية) مشكلة من قصاصات من أوراق العملة لعدة بلدان بأشكال مسدسات وبنادق مختلفة. في جاليري أوبرا عرضت عدة لوحات من إبداع بيكاسو وسلفادور دالي إلى جانب لوحة للفنان المتميز خوان ميرو. وهناك لوحة بعنوان (منزل فيرمبال 1948- نسخة جان بروفيه) وهي من إعداده في حديقة قصر تويليري – باريس- 18 أكتوبر 2010، مرسومة بتكنيك إلكتروني حديث بحيث تتغير الصورة فيها كل ثانية لتظهر 1440 صورة في اليوم ومجموع الصور 11920، وهكذا تدخل التكنولوجيا بالإبداع الفني. تجارب جديدة على هامش مهرجان “فن أبوظبي” كان لنا لقاءات وحوارات متعددة، ننشرها اليوم لتكون مسك الختام: في جاليري باسكال هاتشير من لندن الفنانة سلمى مزياني، من أصل تونسي، عرضت تجارب جديدة للشباب في أعمال متنوعة لفنانين من العراق ولبنان، إضافة إلى لوحتين للفنانة رجا عيسى من تونس، قالت سلمى: “هذه أول مرة أزور هذه المدينة الجميلة وأنا مسرورة للمشاركة في “فن أبوظبي” وجدت فيه حسن التنظيم، وخاصة ورش العمل التي جعلت الفنانين وأصحاب الصالات يلتقون ويشرحون للشباب عن خبرتهم في مجال الفن كل حسب اختصاصه، سواء بالنحت أو الرسم وغيره، هذا إلى جانب أن المعرض موفق باختيار نوعية الأعمال المشاركة، وأنا مسرورة جدا أنني التقيت بفنانين من العالم العربي، وخاصة فناني الإمارات، تعرفت على تجاربهم، والشباب منهم لديهم أعمال جميلة، وأنا دائما أحب أن أشجع الشباب والفن الحديث، لكني وجدت أن الناس هنا متعودون على الفن الكلاسيكي، وعلى الأسماء الكبيرة مثل بيكاسو وغيره، وأنا أحب أن أوجه رسالة لتكون التفاتة واهتمام بأعمال الشباب من الفنانين لأنهم سيكونون الدعامة للمتاحف في المستقبل”. حفاوة الضيافة أما الفنانة ايسيا حمدي تونس، ومقيمة في باريس، فتقول: جئت الى أبوظبي زائرة لأنني لم أحصل على الموافقة للمشاركة في المعرض، وما لفت نظري أن القيمين على هذه الإمارة يولون عناية كبيرة للثقافة، وخاصة الأطفال، فهم يحصلون على المزيد من الرعاية والاهتمام، وكذلك لمست اهتماماً من المرأة الإماراتية بالفن والثقافة، فقد شعرت في أبوظبي، وفي هذا الاستقبال بالذات المضمخ برائحة التقاليد العربية، أنني في دياري، لاحظت أن الأجانب كانوا مرتاحين جدا، أتمنى أن أشارك في العام القادم”.ومن فرنسا الكسندر كازروني قال: أنا جئت لأحضر المعرض، وتابعته على مدى أيامه وذلك لمحبتي بالفن، وجدت أحسن تنظيم، كانت المقابلات بين الفنانين ضرورية مما يؤكد على التعارف والتواصل بين الفنانين لأنهم من يعبرون عن رؤيتهم للأشياء بأشكال جميلة، هناك كانت جودة الأعمال المعروضة خاصة من الغرب، لكن الأعمال من الشرق الأوسط جميلة وفيها حداثة وإن كانت أعدادها قليلة نسبياً، والمفروض أن تكون أكثر”. إمبراطورة وشاعرة من جهتها تقول الفنانة فاطمة المرزوقي: “شاركت هذا العام في جاليري سلوى زيدان في لوحتين واحدة (فرح ديبا)، هي رسم لزوجة شاه إيران، وقد بيعت، الحمد لله، من أول عرض. واللوحة الثانية كانت عن الشاعرة نازك الملائكة كذلك بيعت فورا، عملت لها هذه اللوحة لأني أحب شعرها وأقرؤه دائما، المرأة التي تفرض شخصيتها في التاريخ أحب أن أرسم لها لوحة، أعمالي هذا العام غيرت فيها وأجريت بعض الإضافات في أفكار معينة عبرت عنها، استخدمت خامات جديدة في لوحاتي، أدخلت على شغلي الكولاج والتخطيط، أدخلت أفكارا جديدة استلهمتها من بحثي ومعارضي التي شاركت فيها، أنا أحب أن لا أقف عند مستوى معين، أحب البحث وأطلع على أعمال غيري، وأنظر ما هي الخامات التي يستخدمونها، وأقرأ الكتب الخاصة بالفنون، كما شاركت في (سوثبي للمزادات) وهي أكبر شركة عالمية وستدخل واحدة من لوحاتي معهم في المزاد، جاءني منح وعروض من مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي للسفر وتطوير عملي إن شاء الله. وأنا أحاول عندما يكون عندي وقت أن أسافر لأطلع أكثر، طبعا نحن محتاجون الى منح زيادة وأن يختاروا من الفنانين الجدد في السفرات والمشاركة في المعارض، لأن الفنانين الرواد أخذوا فرصتهم. ونحن عندنا فنانون من الشباب متميزون ولهم أسلوب معين، لكن تنقصهم الفرص، أنا حاليا مشاركة في جاليري سلوى زيدان، لكن أنا مع أن الفنانين الإماراتيين في أن يأخذوا فرصة أكبر بالمشاركة في مهرجان “فن أبوظبي”، وأن يكون لهم جناح خاص، لأن “ أبوظبي آرت” هنا في بلدنا وله مكانة عالمية، ونحن الفنانيين الإماراتيين يجب يكون لنا حضور ومساهمة فيه، وأن تكون جهودنا واضحة وكبيرة، لأن المشاركة “فن أبوظبي” تعتمد على الجاليريهات، لكن هناك فنانين ليست لديهم صلة بها، وهم يعملون بمفردهم، وأعمالهم جميلة ورائعة تستحق العرض والاهتمام. المفروض أن يكون في المعرض جناح للفنانين الإماراتيين، وأن يتم اختيار أفضل أعمالهم للعرض. وهذا سيكون أنسب حتى تكون لدينا فرصة للمشاركة وتعريف الآخرين بنتاجنا”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©